قراءة في قصائد - 

رسالة السرّ والبلايا - للشاعر : سليم هاشم



حسن غريب 

صاحب السرّ أنتَ

وحياتك رؤيا شاعر ضال

لك الكلمة الناعمة

وفي عينيك تيه النجوم

وبيتك الألم الذي لم يشعل الرائحة

ولا استراح فيه الطيف

لك السرّ

ولك النهاية

ولك البحر الذي يبكي

في صلاته.

ــ تأخذك هذه القيمة سلافا..في انجرار تتهاوي له معايير كثيفة النهج ، تجاه ـ ميكانيكية اللغة ـ وبساطة التعبيرات المنطقية المنطلقة تجاه منطقية العقل كقيمة وجسد صالح للتفكير، تجاه الأمد حدثاً للنهايات الكبري ، تجاه التحديات الجغرافية للذاتية العقلية في مدفن الأحشاء وصولاً لشريط العدم في كفن الغيب الملقي في الشعور ، إلي حيث الرؤى وتقرير المصير : يأخذك الشاعر في استضافة " بروتوكولية " لحدود ديناميكية عمله الفني في النص مستخلصًّ من ذاته نشاط كثيف في مطلق الحالة الوجودية في النفس وصلاحيات البقاء تفاعلا في الغموض.. تخريبا لنفس القيمة في عمق عدالتها الظالمة ، حيث يقول : " صاحب السر أنت "! ويقول أيضاً :" وبيتك الألم الذي لم يشعل الرائحة "!، ويقول أيضا : "السرّ وحده يُقلق النبي الحزين .." ، ومن هنا تتغير صلاحيات نفسية تقطن التاريخ العقلي للنص في مديا النشاط الكامل للاوعي اجترارا مصحوب بنقلة عينية تلي الأخرى في بحثها التصويري للمعطي كقيمة والمنجز كصدفة في البحث ، علي غرار اللغة الشعرية في نمطها الحداثي ـ خطرا علي العقيدة ـ انتشالا لما هو في حالة تفريغ ، انتصارا تجريدا للنفي في الصياغة ، علاقة قانونية في التقارير ، تدرجا ذاتيا لعلاقة البحث ، ومن هنا أيضاً تتدافع درجات مقلوبة علي عكس صياغتها القانونية في اللغة ، مقاومة لحق ذاتها في غربة النفس وانشطار بؤر الصراع الذاتي لما هو غير مجدي في حالتنا النفسية كحقائق للتخريب والسعي :

السرُّ أنت وهو صاحبك

وربيعك كتاب الخطيئة، والنار لغتك الثانية ترثي بها الوادي

وأنت العين التي تطوف حولها الريح

تضيء في كتابك الأغاني ، والبلايا الصامتة والجروح المضمرة .

ــ وصولاً ينحت في صخر الدرجة .. حدث في طوفان يسكن منا الأرض والحركة والمطلق .. حرية في انتصال الكون بداخلنا بالحدث اليومي لميكانيكية حركتنا في تفاعل نشط يخرب البقاء ويجعلنا ننمو في نفس اللغز . ان قصيدة "رسالة السر والبلايا للشاعر سليم هاشم " ـ تعد درجة فائقة الجودة في عالم مدهش يصطحبك للبحث عن الحقائق تجاه الألم الوجودي بحدود الشخص الشاعر لتغيرات النمط الزمني مرحلة واحدة في القصيدة.. متغيرا في العلم والانطباع الشخصي لما هو مدلول تشخيصي للحدث : وتتغير مجرياتها في النفس البشرية لم هو وقتي حصولا علي الناتج الزمني من عدول نفيها للنهاية والبداية في البشر تقريرا للحدث في عين الطفولة بحثا عن مشهد جديد في ارض العقل :

وفي عينيكَ التي تضلك

سرّ يُضل العقل

لم تكن لتصمت

أمام الأطفال

ــ تبدو العلاقة إذا بمدلولها علاقة وحصولا علي الشِعر ، ولم تكن قيمة هذه القيمة الملاقاة في ساحة مرفوعة في المطلق كافية لتغيير انبتار العدول أو النفي حدثا في صوفية الكائن المراد به للغة في محاور الأيدلوجية منها القديم والحديث ، وعلي مكفولها تتوالي أنماط تعزز التصور الفوتوغرافي .. لمراحل تجيد حصة وافرة من حدود الكون للتفكير وللتغيير سؤلاً وبحثا استخرجا للاكتشاف في ازدواجية لا تعيق النشاط لما لها من حقائق في العدم ، وعلي تلاوة هذا الفكر "للشاعر سليم" وعدوله بين ذات توفر له شخصية خاصة علاقة بتصوره الفكري ودراسته الكونية المنهجية في العلم ، تتغير هذه الحركة الميكانيكية في صلاحياتها .. من اللغة للشاعر للتاريخ وللبحث في القادم ... لطرح فكر معين يدل علي قدرة الكاتب في السعي للحصول علي إجابة واحدة يتلوها الكل ، ولم يكن علي هذه الدرجات الفكرية في مدارس الشعر حقيقية ما .. وربما .. لتبدو (الرومانتيكية) كصلاحيات قديمة في البحث عنها ، إننا نردد القيمة تماماً تحولاً في براكين الذات لرفح حصةمن رصيد الألم :

بل تنشد التنهيدة ، نسمة الحيارى الباردة

وتشعل الذهب، صباح تراب الحالمين

ومواهبك الظهيرات الصامتة،

وسيرتك العطش،

وليلك الجمال

أنت الطين

وإلاله الذي يستريح في القلوب المضطربة

اليد التي تريق الخمر أنت

على الكلمات الوالهة

بهجة الأطفال أنت

وهم يغنون عن الدَلال الأبدي للشجرة

فتلوّن لهم الشموس.

ــ لو حددنا خيار من اثنين ربما نفشل في الاختيار وتقرير التفوق ، هي علاقة مرتبطة بالاثنين في الذائقة التي ربما يختلف عليها البعض ، إذ نجرد مدلول شاهق ليبقي فينا اتصال بشرائح بعيدة بحاجة للبحث ، وتتخلص لغة القصيدة هنا في بداية للتحرر والاستمتاع بشيئاً ما ربما الألم ، وربما اللحظات السعيدة في البكاء ، علي هذا الشكل درجات مستقرة تغوص في عمق الإنسان بمدفونه من دال لمدلول في الانتشار والسعي للخلاص ، وتمقت هذه الدرجات الفكرية للفكر بمفكريه في التحرر والبحث عن الجديد للمتعة وللذائقة ، ولم يكن "الشاعر سليم " وحده هنا بل جمع خلايا طبقة معينة وتوحد فيها بشرائحها ليبتكر عالمه في سكون ، وقد تبدو هذه ـ الرسالة في القصيدة ـ مدرسة للشعر علي الالتفاف والسعي الكامل للنهوض بجزء من البحث ، بيد ان الطريق للوصل أو الحصول علي الابتكار في الشعر بحاجة للمزيد ... بما يعادله درجات النحت في الفن كقيمة للصورة والتشكيل السريالي ، ولو استقر بنا الشاعر تماما واخذ ينتشر في البعيد منه ، ليأتي لنا بما قد لا نعرفه أو ربما نشعر به ونلمسه في داخلنا، لكننا ليس باستطاعتنا ترجمته أو تحريره في الواقع ، يأتي الجديد في هذا النوع للاكتمال .. لطبيعة المنهج في حرية الدراسة والبحث تقريرا للجمال في حركة الصورة الشعرية في نشاطها في عالم تمقت فيه الطبيعة التي تشكلنا .. نحن والاختلاف :

رأيتَ الربيع .. والساقي الذي يلاعب الكؤوس

رأيتَ المرح وهو يقبل النوافذ

رايت الأقمار وهي تعلَّق

رأيتَ السرّ وهو يظهر في المرآة

والأغنية الليلية تتوهج رأيتها

ورأيت الله وهو يرمي الشجرة بسهم.

ــ تتحرك الأيدلوجية العقلية تماما لتنهض بفكر هذه العلاقة لغة كاملة في الشعر تجاه التصور الفني للجمال .. في عزل ميكانيكيتها الوقتية لتلد الوصول ، نحن ندرج الصيغة علي انها بكامل وصولها للحدث ، فيما يعود بنا للأنماط التي تجرد الذات في السعي للنهوض ، ومن هنا تأتي المعايير كاملة لتترك فينا الدهشة ، كما يقول الشاعر: " ورأيت الله وهو يرمي الشجرة بسهم. " ، هذا المنطق الخيالي للصورة الشعرية في وجوديتها طبيعة جغرافية تستحق منا الانطلاق في العلاقة بما هو خيالي لواقع ملموس ما بين العقل والخيال والسحر ونقاط الأحلام في غموض يتم تفسيره للعدمية وحدها ، وتأتي هذه اللغة كدافع للقيمة لنكتب من مطلق حاجزنا الداخلي لاستخراج الصورة الفنية كتشكيل مرئي جاهز للبشر ، يتحرك الشاعر في الوصف ليكتب الصورة من حاجزها الضيق للانطلاق في خلق بنائي تكويني علاقة بالوقت وبحصاره في الزمن للنهايات كصورة موجزة لتحقيق السعادة والإشباع تجولا في الطبيعية والتفسيرات للحدوث في تشريح ... كما يقول : " رأيتَ السرّ وهو يظهر في المرآة "، إذا هي لغة كاملة تنهض بها شاشات الفكر المفتوحة علي المسافة لتتقلص الصورة كرمز وبناء حركي للكون في حركة البشر وانتشار الأمد في معكوس تشاهده علي المرآة ، علي هذه الخصائص تعود المدن كلها تعود الصورة للبشر ثم الأرض والكون في مطلق واحد، بيد ان تحويل هذه العقلية الكتابية في لغة الشعر بمدلولها النفسي مسافة قابلة للتغير دائما ومعدة للكثير منها في يد حاكمها الشخصي ، ومن هذا الجزء لآخر في العلاقة . ان الشعر بات جاهز إذا .. وقادر علي خلق عالم موازي للعالم الذي نعيش فيها ربما خياليا حقيقيا في كون افتراضي أو نشاط علي شاشات القدرة البعيدة للعقل . هي لغة القصائد بما لديها من قدرات في فن التصوير ، تجاه الكتابة كخلق لكائنات تحي وتنتشر كخلايا النمل والنحل في شعور بعيد للمولد ونمط الحدث :

في المدينة أوهمتَ الناس أن القمرَ زهرة

والحرير تحت مطر

امرأة تتنفس

والشارع صامت ، صوت يتخفّى

روحك كانت السرّ

ولم ترَ الينابيع، كرستال الصحراء تلك

كما لو أنك إله سعيد

تقلِّب الشعراء بين يديك

وبهجتك الشِعر الصافي الوجه

ولمستك حديقة عقيمة وصحراء تزهر .

ــ تحوطنا منهجية الشاعر "سليم هاشم " في اتجاهات عديدة فيما يتجول بقدراته .. محاذيا أنماط عديدة يختلط فيها الواقعي المعاش والتقليدي اليومي وما هو خيالي من صيغة شاملة ، تنتشر هذه الخصائص الشاملة نحو تبلور قابل للنوع ذاته في حدث وصوله للرحلة والاتجاهات ، ومن هنا يقف النص في اختلاط منفصل في مقاطع تتحرك وحدها في انتشار مترابط . تبدو هذه الصياغات كاملة في عقل النص ليتحرك كنمط واحد معزول في الداخل ، فترتبط الأمور في خصائصها في تفكيك للصورة الشعرية علي انها واحدة متعددة النقيض والحدث والصلابة في مرونة ، ويصر الشاعر علي مشاهدة الأشياء كلها معا لتبدو واحدة الحدث . إذا الشعر حركة كثيفة تعطيك أهمية شاملة معكوسة في نصاً حداثياً من مجهول الواقع وخيال الوقت ، وتدلوا هذه الطبقة انتشارا في العقل تجاه ما هو غامض وما هو واقعي بألم الاجترار للأفكار ، وعلي عكس الصياغة تنهال علينا شرائح كالمطر من الخيال لتبدو جزء من الشعور في آن واحد، وعلي هذه الدرجة من حرية الكتابة في جديدها وقفة تأمل تصيب المتلقي بالدهشة من حصارها اللغوي في العقل ، فتصنع منها الفلسفة ربما والحكمة ودلائل اليقين وتاريخ القراءة في دفتر العقل ، ولو شاهدنا هذه المقاومات كلها في اختلاط ، بالطبع سوف ينتابك شعور ثقيل ربما في الفهم أو تجاه لغة سوداء بطبيعتها ، فما يدرج النص الحداثي كمقطوعات مقاومة للخصائص في تفكيك جزئي يقطن الميزة في عزل. تترتب هذه اللغة في الشعر علي انه يأتي بالأشياء كلها في توحد ، وتعود هذه التقرير النفسية لما هو محمل تماما ..أشبه بنفسه العالية للارتقاء والنزول في حركة سرعة ، وما إن تبدأ لتنتهي من المعاد لك كترتيب لفاقد الوعي ، فلقد نجحت القصيدة كلغة للبناء الدال ومنشط شامل في التعدد للحقائق وللغرائب وللتصورات الطبيعية للكون وللإنسان بمعيشته في عالم متغير :

السرّ وحده يُقلق النبي الحزين .. يا لها من حمامة بلا مكان قصيدة السرّ هذه


والبلايا من تطهِّره .. يا لها من سماء حائرة قصيدة البلاء هذه

وأينما كنتَ كان

النهار أرجوانيا

وكان الكلام المباح رؤيا

السرّ أنت .. والقصيدة التي في المعنى

ونشيد الماء

وصراخ السفن التائهة

أنت السرّ الذي من دم وطين

من سحر

وأحلام

عاطفتك وردة عمياء

وجنونك برية ضائعة.

ــ يخاطب الشاعر شخصه الآخر في العدول والنفي .. يخاطب السر في الأشياء في البلايا والتحنيط في المعاد من الشحن الداخلي ، ان هذا القصيد رحلة تقصي للحقائق وانتشار نفسي لحدث مطروح البحث ، فتأتي القصيدة والشاعر في معادلات متباعدات متقاربات بما يبحث في النفس وخبايا الأسرار ، وتأتي اللغة منعطفا محوريا في شحن الإرادة للتنفيذ، وتتقابل هذه اللغة بمراراتها كعلاقة وتسولها نفيا في الموت .. حدثا في الجمال ، مما يعطي البلاغة تقديس تجمهري الحواس ، وينشطر النمط في الجنون ربما . كيف تترك هذا الجمال لتتحرك وحدك ؟ السر مجهول مخفي يحتفظ به الشخص في شخصيته الأخري ، هل وردت إليه إذاً ؟ أم باستطاعتنا اخفاء اسرارنا لتموت معنا .

تسقط برعمة

فيضيع طريق

وتهوي شعلة من قلب شاعر

فيصير الوصول

جنونا

وحاشية ثوب خادمتك المبلل بالدم

وجرَّتها التي هي من علم الهواجس

الدليل على الليل والنهار

على دم الملائكة فوق نحرك

وعلى الجنون وعلى الوصول

وعلى الكتاب التائه وهو يحتضن لؤلؤة تفضي إلى ثقبها

فتنثر الأسرار

مصابيح ليلية ،

والعباءة التي على الأرض

تكسر التاريخ

فيضطرب وقتك ، فتنادي :

أنا ابن البلايا

أنا ابن التيه

أنا ابن الوحشة

أنا ابن البكاء

وتصرخ روحك:

أنا المدينة

وانا الضفة

والشمعة المغرمة بالظلال.

ــ تتحول جذور اللغة لجذور الشخص في حالة نداء وبحث فتمقت العلاقة فينا تصورا وشاهدا لتستمر الأنا وما يتناصف ، ليسطر له عالم من مفارقات وأحاديث من الواقع علاقة بالزمن في ماضيه ، أتصور .. ان ما بذل في تحريك هذه اللغة من عالم عدمي لشعور يتحرك لانتفاضة حيثية، ما هو إلا قد مضي في عالم تحول فيه من وقت لمعاناة لاستمتاع في قصص المحاط ، وما قد يخربنا في الشعور ، لو عرفتنا الإرادة في بحثها الغامض وتحول المجهول من صورة لرمز ومن بقاء لفناء ، ما ان وجدنا علاقتنا المترامية بأشياء كثيرة ، نحن قصة من الألم للمسافات وللتواصل ، فما دعا الشاعر للشعر غير غربته في السنوات وماضيه بما كان وبحثه عن الحقائق والقادم للمغادرة ، إننا نترك بصمات يمحوها الموت ، فمن الشعر هذا الذي وقفنا علي حافة ندائه لأنه حديث مستمر في عقولنا ، ونسعى للوصول دائما ، ما نسعى للوصول لكننا ما نصل للنقطة المرادة، ففي " رسالة السر والبلايا للشاعر سليم هاشم " استحقاقا لنا جميعا فهي رسالة تشخيصية لأمور عديدة تتجول في عالمنا الشخصي المفتوح علي المطلق ، نعم : وتجددنا هذه الأحداث في الكتابة علي أنها مرآة دائمة لتصورنا البعيد وحقائقنا الواقعية بقبحها وجمالها :

رائحة بحيرة منسية

تشبه الأغاني

هذه الأسرار

وصباحاتك التي تشبه البلايا

خيالنا

حَماماتنا

أصابع غموضنا،

والصخرة التي برائحة السعادة

والأغنية العاشقة في فم الأفق

هو ما تكتبه من أسرار ، وتكشفه من نوائب

ما توهم به الريح

ما تخطه على وجه الماء .

ــ تحدثنا الصفات الجمالية في جمالها الطبيعي وتأخذ قدرة ما للتشهير بالجمال الشيء الوحيد الذي لا نخفيه ، أما عن ما يشبه غير ذلك من عدول فينتقل للسر ، إذا تقوم العلاقة في الكتابة كجزء من نشاطات وحركات بيوغرافية تسكن حاجزنا الشخصي ، وتأتي فيما يعادلها من تصور للواقع الفني.. وما يجمعها من غموض مطلق وعدمي .. وما ينتشلها من خيال العقل ، بدت الحقيقية إذا ! ففي القصيدة حركات تصويرية لنقاط كثيفة في شتي الأنحاء لتجعل من الشعر حقيقية واضحة للإنسانية وتقريرا عم يحدث للمصير :

لدمك

لسرك الأخير

وهو يناجي الربيع

الدم الذي هو وردة من ضوء

والسر الذي هو زجاج من غموض

يجتمع لديك الشعراء

والجزر

والقمر المسحور

وعاطفة أشبه بالوحي

ومدينة لا تخاف

والتين هذا الزيتون ترنيمتك الأخيرة

تقف وحيداً ،

تنظر في الحقيقة.

"تقف وحيدا ً تنظر في الحقيقية" ـــ وقفة ذهنية مع النهاية لنص يجر فيك أبعاد كثيفة تنتقل تدرجيا لعوالم مختلفة ، نعم : تتكون هذه النصوص من استخراج لمواثيقها الدفينة فلم تكن " رسالة السر والبلايا " بقدر ما كانت رسالة الحقيقية والعزل فينا ، وما يدرج هذه الحقائق لقصة الكتابة والخطاب الشعري في حديثة للتواصل ، بيد ان العقل بحاجة للبحث كي تتمحور الذائقة للفهم . تغطينا هنا القصيدة بما يتجول في النفس وبما هو وارد من المورد التشخيصي لنا ، حصيلة تقريرية لمحاوري الصلة ، وما أن تأخذنا حاجاتنا للفهم فما علاقة السر بالسر فهل هو غموض ام حقيقية نخفيها لأنها تفضحنا ، إذاً.. في المقام الشخصي يدور النص في رسالة لا اعتقد هذا من عنوان القصيدة .. فهي رسالة مجهولة في الشخص الشاعر .. ينتقل فيها بدالته الرهيبة للمعطي من سنوات وتراكم للأحداث وصفات لأحلام وتصورات يحوطها الخيال والبعد للغرق تجاه بحور مكتملة المياه . علينا إذا بالسعي للفهم وتنشيط مديا التصورات الخاسرة في النفس البشرية لتقوم قيامة الوقت كله في تخليص . علينا بقراءة مثل هذه النصوص من هذا النص الذي اخترته في وقت ما .. ودفعني للكتابة عنه ربما يشمل ديوانا كاملا من الشعر أو مسرحا متعدد الجرائم والخصائص النفسية ، أو منعطفا راقيا من الجمال في متحفه . ان قصيدة " رسالة السر والبلايا لـ سليم هاشم ، تأخذ منا وقت كثيف في الانتقال للحركة العقلية الفكرية في لغة ذهنية بسيطة في محاذاتها لنا ..صناعة مرموقة في الألم استنشاقا للجمال في تمحور بات يفوق الذائقة ، فما يدفعنا للنور غير النار ، وما يجمعنا من عدم للموت ، كلنا نشهد القصة ونتعجب ! كلنا بحاجة لرسالة كـ"رسالة السر والبلايا لسليم هاشم " لنكتشف خصائصنا الذاتية في عوالم البحث .