يَوْمَ تَلْبَسْتَنِي شَيَاطِينَ الرَّحِيل .. و اخْتَرْت الْمَسِيرِ إلَى اللَّاشئ.. يَوْمَ اخْتَرْت المسير الى الْليَل الطَّوِيل .. و أُشْرِعَتْ جَنَاحَيْ الْغَبَاء و امْتَطَيْت سُفُن الْعَزِيمَة الْخَرْقَاء ..
يَوْم حَسِبْت أَنَّ تِلْكَ الْحَوَائِطُ هِي سِجْنِي ..
أَكْتُبَ إلَيْك فَهَلْ تَذْكُرَنِي ..
دَعَكْ عَنْ سِيئ الذَّكَر ..
دَعَكْ عَنِّي..
دَعَكْ عَنْ مَنْ نَظَرَ عَنْ مَنْ عَبْس وَبَسَرَ ..
ثُمَّ أَدْبَرَ و اسْتَكْبَر ..
فَقُتِلَ كَيْفَ فِكْر ..
ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدْر ..
أَوْ هَلْ تَذْكُرُ أُمِّي وَ أَبِي..
أَخِي و أُخْتِي..
أَتَذْكُر وَأَنَا أَكْبَرُ فِي جُنُبًاتك .. لَسْت كَاذِبًا .. لَمْ أَتَخَيَّل الْجَنَّة مَكَانًا أَجْمَلُ مِنْك .. لَمْ أَتَخَيَّل أَنَّ الْجَنَّةَ مَكَان لَا تَسْكُنُهُ أُمِّي ..
أَتَرَى مَاذَا كُنْت تُنَادِيهِا.. وَ هِيَ تُشْرِق كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رُكْنَك الْقَصِيّ.. يَغْمُر عِطْرِهَا أَرْكَانك.. .. وَتَنَامُ بَيْن جنباتك.. أَكُنْتَ تُطْرِب لِصَوْتِهَا مَثَّلْنَا .. أَكَانَتْ هِي صَوْتَك أَمْ مُوسِيقَاك .. .. أَكُنْتَ مَثَّلْنَا تُنَادِيهِا يَ أُمِّي .. أُمُّ يَا مَنْزِلِي ..
أَوْ تَذَكَّرَ أَبِي ..
أَكُنْت تُنَادِيه يَا أَبِي أُمٍّ يَا أَمْنَى وَ كُلُّ أَمَانِي..
أَتَذْكُر أَتَذْكُر أَتَذْكُر ؟ .