ذات جمعه .. كان طفلا  في الخامسه من عمره ..  حذر كقط صغير  ..صامت مراقب لما حوله كبومه  تتهيأ للانقضاض على فار غافل ..لم  يجد ما  يملا  به فراغ يومه .. اذ الكل نائم.. يستريح من وعثاء اسبوعه  .. او منشغل بتحضير مائده الجمعه .. افتعل شجارا مع اخيه  .. اذ كان له من الحماقه ما تسمح له بافتعال شجار من اللاشئ.. اللاشئ  كان موهبته.. كقريه منسيه في عمق دغل افريقى كان راسه  صاخبا  .. .. .. .. كان  سليط اللسان .. عنفه اخوه .. امتلا غضبا كبالون .. قرر ان هذا البيت مقيت .. قرر الهرب و هرب . 

ذات شتاء  .. ذات شتاء تعيس .. ذات شتاء رمادى .. ضاقت عليه الدنيا بما رحبت .. احس ان لا مغزى من اي شئ .. و لا حتى علاقته ذات ال  سنوات الطوال  .. التى كانت نهر فرح يوم ما .. وصارت قبر دفن فيه ما تبقى من رفاه حبه .. 

ستندم ! فليكن ، ستحزن ! فليكن ، ستشقى ! فليكن ،ليس من جدوى لشئ .. قرر الرحيل و رحل .


مرت الايام .. مرت الشهور.. مرت السنوات  ..  و مازال .. يكرر متلازمه الرحيل و الهرب الى الامام .. لكن الى اين .. ! اوكلما ضاقت بك ارض عاملتها  كفندق ردئ الخدمات !  او كلما جرحت ..  قررت النزوح !  اليس لك من اليقين ما يشفى عقلك من حمى الرحيل ؟ 

كغجرى احمق .. كغجرى لا يعرف الا الرقص في الازقه الا الرقص على الانقاض .. و الرحيل .. ارض الله السبع  كافه لحافه  ،، و السماوات السبع  غطاءه ..

حاملا بذر خيباته .. زارعا اياه في كل ارض نزلها .. ف ما ثمرها   الا ك شجر الزقوم بل هو افسد من  بذرها ..

اوليس للغجر القليل من اليقين  ؟