المدينة تكسوها مياه

تغسل عن أرصفتها بقايا الأمس

وتوقع الغبار عن سقوف ابنيتها وعن النوافذ

رائحة الغبار الأحمر

تميته رائحة المطر

وبقعة الضوء الخافتة في وسط العتمة

تلد شمسًا

قبل الفجر

قُدمت القرابين

مغلفةً بباقة من الأعذار والأسى

معلنةً هزيمتها للقدر

صفقت النخيل

ففزع سكون الليل

وهطل السيل قبل الغسق

الاقدار لا تظلم أحدًا

فالنخيل تهتز لتلقى الرطب

والريح تذر التراب لتصنع حصونًا وزهور

تبكي السماء لتفرح الأرض

أما القرابين لا تصنع شيئ

إلا الرقص على قرع الطبول

لا شيء.

غير أني أسير بخدر بطيء

انتعل خفين ثقيلين

وكنزة راهب

لا شيء.

غير أني في اليالي المقمرة

أصاب بالعشى الليلي

فأبيت قبل الطيور

لا شيء البتة

النوافذ مغلقة

والأبواب موصدة

والريح نائمة في أقصى الجبال

وأسكن في مدينة محصنة

لا أخشى الحرب

ولا أخشى الشتاء

لا شيء البتة

غير اني اتعلم كيف يكون الموت بطيئًا

بقلم : حصة العنزي.

*عضوة من عضوات أنامل المبدعة .