حين نسمع بمحاسبة مسؤول في بلاد الغرب تطير بنا أحلامنا ونقول : متى نصبح مثلهم !؟

نعلم يقينا أن الفساد يحيط بنا من كل مكان ، لكننا نعلم أيضاً أن من يمارسه لا يقوى عليه أحد !

سنوات طويلة ونحن نخاف من المفسد ولا يخاف منا ولا من أحد ..

مرعب حد صناعة مفسدين صغار يرعبوننا أيضاً دون أن نقوى على الكلام !

إلى قبل الأمس ونحن لا نجرؤ أن نقول أسماء المفسدين إلا همساً ..

ترعبنا حتى أسمائهم !

بالأمس فقط منحتنا الحكومة ( القوية ) فرصة تهجئة تلك الأسماء ..

أرادونا أن نكسر حاجز الخوف ..

قلها ..

و ط من هو !؟

ص ك من !!؟

شيئاً فشيئاً أصبحنا نصرخ عالياً بأسماء الفاسدين !

أمراء وزراء ورجال أعمال ..

هامور يتبعه هامور !

يا الله أي ليلة كانت ..

كانت حلماً جميلاً طالما انتظرناه ..

أتذكر حين جاءنا في الوطن العربي حلم الثورات .. كان السؤال ماذا تريدون !؟

الجميع كان يجيب : نحارب الفساد .. محاسبة الفاسدين !

حدث هذا ونحن ننعم بالأمان والهدوء ..

مُنحنا الفرح ، والبهجة ، والأمل بغد أجمل ..

لم تكن الصدمة مقتصرة علينا نحن المواطنين الغلابة ..

حتى الغرباء عاشوا معنا الصدمة ، والأعداء أيضاً !

ما أن تجاوز الجميع الصدمة حتى انتشرت النكتة وتبادل الجميع التهاني ..

إخواننا العرب الذين عاشوا حلماً كهذا على أمل أن يحدث في أوطانهم انقسموا فريقاً فرح معنا وتغنى وبادلنا النكتة تلو النكتة ، وفريقاً آخر أزعجه أن نسبقهم حتى في هذه !

الأعدء لم يجدوا في هذا الحدث العظيم إلا محاربة صانعه ..

الشاب القوي محمد بن سلمان ..

يا الله ما أقوى قلبه !

دخل في عش الدبابير وحيداً وخرج منه أسطورياً تاريخياً !

لم يجدوا تفسيراً يعكر ما حدث إلا أن يقولوا للبسطاء والحاقدين أنه مجرد صراع على السلطة ..

تصفية منافسين ..

رغم أنهم يعلمون قبلنا وقبل الحكومة أيضاً حجم الفساد الذي يسكن أرواح من قبض عليهم !

ما أزعجهم هو أن يكون بطل الحدث هو محمد بن سلمان وليس الحدث نفسه !

ننحن ننعم بهذا الحدث ونفرح به ونرقص طرباً له وهم يرددون في داخلهم : ليتها من غيرك يا محمد بن سلمان .

صالح النعاشي