لا أعلم هذه المرة كيف أبدأ؟

أو كيف انتهي

اللهم اغفر لعبدك خالد القرشي واجعله مع نبيك وصحبه الكرام

كلنا رأى مقطع وفاة هذا الرجل المربي

الرجل الصالح الذي نفع الناس بعلمه الذي آتاه الله إياه

لما أتاني مقطع وفاته أخذت أتأمل لحظة موته

يالله قضى صلاته

شرع في أذكاره

ومات

لكن لم يشعر أحد بموته إلا بعد ذهاب روحه لبارئها

تأمل مشهد موته

وتأمل وصف النبي -ﷺ- لحال المؤمن حال نزع روحه (( ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ". قَالَ : " فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا،... )) وهذا طرف من حديث طويل.

تجد دقة الوصف النبوي الذي هو وحي لموت المؤمنين

لكن قف معي في لحظة من التأمل

كيف هو حالنا؟ هل لنا عمل نرجوا أن يكون سبباً في أن نكون ممن يرتاح حال موته ويقول: إلى الرفيق الأعلى؟

حصل لي موقف بعد أن شاهدت مقطع وفاة الشيخ في نفس اليوم

فقد كنت ذاهبا لمكان ما

بعد أن ركنت سيارتي ونزلت منها فجأة سمعت صوت مكابح مدويا في الأرجاء

هرعت ناحية الصوت فإذا بسيارة دهست قطة

وأخذت القطة تنتفض بشدة

رأيت جسمها يرتعش بشدة

أخذت تصرخ وكأنها تطلب مساعدة في دفع الموت عنها

وقفت هنا وتأملت كيف أخذت تصارع الموت

أخذت أفكر إذا كان حال موت المقصر في العبادة كهذا أو قريباً منه فلا أريده

فهل سأكون هكذا؟ أصارع الموت وأقول: لا أريد الموت الآن فلا عمل صالح لي؟!

نعم يا سادة لا أريد هذا الحال

كل ما أريد أن أموت على عبادة

لكن هذا لا يكون إلا بتوفيق من الله والتشمير عن الساعد والجد في الطاعات واجتناب المحرمات

لذا لنجعل هذه اللحظة نقطة تحول لبناء الدار الآخرة

كتبه راجي عفو ربه الكريم /

أبـو الـقَاسِم عبدالوهاب بن يحيى الفقيه الـأَبْلج



ملاحظة هامة لكي لا يفهم الكلام خطأ، وهو تعقيب من أحد الأحبة ورأيت من المناسب أن يذيل بعد المقالة البسيطة/

وفاة الشيخ خالد أحزنتنا جميعاً ونسأل الله له المغفرة والرحمة ونرجو الله أن يكون قد ختم له بخير، لكن حينما نذكر صفة موت المؤمنين المذكورة في الحديث فإننا لا نجزم بأن أي أحد مهما كانت وفاته بأنه قد مات بهذه الطريقة فإن ذلك علمه عند الله، لكن نقول: نرجو الله أن يكون قد ختم له بخير ونرجو الله أن تكون وفاته كوفاة المؤمن المذكورة في الحديث وغيرها،

وأيضا الوفاة بحوادث السيارات ومقارنة ذلك بوفاة القطة لا يعني سوء الخاتمة، فما يدريك لعل من مات بحادث سيارة قد كان يقرأ قرآن أو يبكي من خشية الله أو غير ذلك،،

نسأل الله أن يحسن خاتمتنا