بعد ان بات غرب البلاد وشرقها تحت سيطرة المجلس الرئاسي. ونزولا عند رغبة مفتي الديار الليبية المتكررة بوجوب شكر قطر,وكسرا للحصار الظالم من قبل بعض دول الخليج ومصر,اصبح ملحا ان تتقدم القوات التي تلقت الدعم بكل انواعه من الشقيقة قطر على مدى عمر الثورة,بجميل الشكر والعرفان لدولة قطر قيادة وشعبا وإعلاما مميزا يشهد به كل ذي بصيرة ولا ينكره إلا حاقدا وجحود.

هذه القوات التي غيّرت اسمها وفقا لمتطلبات المعارك التي خاضتها, اختارت "الفجر" للسيطرة على العاصمة وما جاورها من رفاق الامس وآخرون اسمتهم الازلام,وعند الاستيلاء على الموانئ والحقول النفطية اسمت نفسها (الشروق) لكن الشمس لم تشرق,عندها لم تزودها قطر بالمناظير الليلية فأصابها العمى,اكتفت بإشعال النيران في خزانات النفط ورجعت على اعقابها تجر ذيول الهزيمة,لا باس من تغيير الاسم ليصبح "البنيان المرصوص",وقد اغدق عليها الرئاسي الاموال الطائلة,لتكون ذراعه العسكرية ,لم تنفك قطر عن المساعدة,فكان تحرير سرت من الدواعش .

قيادة البنيان المرصوص بشقيها العسكري والمدني,ركبت الصعاب,انطلقت من الاستانة بمباركة الباب العالي الذي جهز لها طائرة لتفك الحصار ,ولتعلن على الاشهاد ان قطر لا تدعم الارهاب بل تناصر المظلومين,المتشوقين لنسائم الحرية التي ينعم بها الشعب القطري منذ نيل استقلاله المجيد بفعل اسرة آل ثاني,طيّب الله ثرى من قضوا نحبا,وأمد الله في اعمار الاحياء ليقودوا المسيرة المظفرة.

استقبل الوفد بحفاوة بالغة,فالأسير يشعر بقيمة الزيارة ويثمنها,وقدم الوفد درع (الشكر والعرفان)باسم حكومة الوفاق لأمير دولة قطر,وأوضح الوفد بان شباب من البنيان المرصوص, سيكملون دراستهم العليا في مختلف التخصصات,بينما سيدرس اخرون بالكليات العسكرية بقطر!.كما ذُكر بان قيادة البنيان المرصوص قد وقعت اتفاقاً مع الحكومة القطرية يتضمن تقديم دعمٍ فنيّ ولوجستيّ لعناصرها.

وبخصوص الاصوات التي ارتفعت مؤخرا منددة بالزيارة,فهي جاءت متأخرة,بعد ان تم معرفة رأي الشارع المندد بقطر وتدخلاتها بالشأن الليبي وسعيها المستمر لتدمير الوطن وخلق فتنة بين نسيجه الاجتماعي, وان هؤلاء المنددين لا يقلون عمالة وارتهانا لقطر وبقية الدول التي اوصلت ليبيا الى هذه الحالة,اجزم بأنهم شعروا بان رفاقهم قد سبقوهم في تقديم الولاء والطاعة,وان المنح والهبات ستتوقف عنهم فما لهم من نصير.

اما المجلس الرئاسي فقد عودنا بإطلالاته المتأخرة وما صدر عنه لا يعدو كونه زوبعة في فنجان,الهدف منها الظهور امام الرأي العام بأنه المسئول الاول وتهمه مصلحة الوطن,وان لا سلطة للرئاسي على الميليشيات التي ارتمى  في احضانها. المواطن يشهد بان الرئاسي ومنذ مجيئه على ظهر الفرقاطة,تفاقمت المحن والخطوب في كافة المجالات بدءا بالانقطاع المستمر للتيار الكهربي مرورا بانقطاع مياه الشرب وعودة الى الطوابير على محطات الوقود,اما عن السيولة النقدية فلا تسل,لا نشك البتة بان هناك اتفاق بين البنك المركزي وكبار التجار على استخدام بطاقة التسوق الالكترونية لتجفيف ارصدة المواطنين رغم قلّتها, حيث ان نسبة الزيادة عند استخدام البطاقة تفوق 25% من السعر في حالة الدفع النقدي (كاش),اما المواطن الثائر الذي كان ينشد بسطة في العيش ومستقبلا زاهرا,وحرية تعبير, اجزم انه وبعد هذه السنوات العجاف فهم ما يحاك له,وعليه اسقاط كافة الادوات المتصدرة الساحة, فلم يعد لديه ما يخسره.ونقول بان قطر لن يفك عزلتها هؤلاء الاشاوس,بل ما يقرره سيد البيت الابيض,النهم جدا الى اموال الخليج وخاصة تلك الموجودة ببنوك امريكا.

   ميلاد عمر المزوغي