عن ليالِ مضت كخشخشه مفتاح ابي

وحدها الذاكرة التي تحتفظ بالشكل لاخر مرة ، بالمكان ، بالمنظر ، بالذاكرة لاخرة مرة ، بالتلويحه التي مرت دون ان تودع احد، بالابتسامه خلف ذلك الشباك ، باشياء مضت وستمضي ، تجر جثتك المترنحة باثقال بالتساؤلات، سواد ليل مرعب يعم المكان ، تزن خطواتك الثقيله ، جلستُ بصمت ، كصمت الجدار الذي لا ولن يميل مع الزمن ، خلف ذكريات مهمشه مغبرة عتيقه انسابت كمياه مطر ترعد من غيمات سوداء كسواد قلبك، كل من حولك سريع الحركه شديد الانتباه خائفين من المستقبل متجاهلين الحاضر فالحاضر كان مستقبل لماضي رحل والحاضر سيكون ماضي والمستقبل هو حاضر لن يأتي بعد ، تتجاهل كل من حولك وتبدا بالبحث عن ذاكرة مضت تبحث بلا جدوى لانك لن تهتدي اليها، عن مكان رحل مع الراحلين ، عن الراحلين الذين لا وجود لهم الان ، تبقى انت وحيد بلا اسم عالق بأفق غيمتك، ملتصق بهوامش المكان ، وعلى غفله سافرت انت الى ذاكرة اخرى ، ذاكرة اخرى تاتي وتظهر اليك رويداً رويداً ، كضوء بعيد يشق عتمة المكان، وجوه المارات لا يشبهك وجه تلك، وجهً سماوي خالي من ضوضاء المكياج، ولن يشبه وجهها احد. لا تبحث ولا تنتظر ذاكرك مضت بلا عودة، اصنع انت ذاكرة بيدك.