ما ان اعلن اقطيط عن رغبته في الترشيح لرئاسة الدولة,حتى بدأت الماكينات الاعلامية لأطراف الصراع مهمة التعريف به, من خلال الاعلان عن علاقاته بأصحاب رؤوس الاموال ومراكز اتخاذ القرار في امريكا وحياته الشخصية.
بعض الاطراف اعلنت مساندتها له طالما انه يهدف الى حل المشاكل الاقتصادية والأمنية المزمنة,البعض الاخر ارتأى ان الامريكان يريدونه رئيسا للبلاد في ظل الانقسام السياسي المستفحل,وبالتالي القفز على التضحيات التي قدمت قربانا على مذبح الحرية والانعتاق النهائي من ربقة الاستعمار والعبودية.
يذكر الكثيرون ان الانقلاب على جلالة الملك في اخريات حكمه كان متوقعا بسبب الازمات بين ساسته ولكن من داخل اركان الحكم وليس من خارجه,وبمرور الوقت قيل بان الغرب الاستعماري وأمريكا بالذات هي من اتت بالقذافي,ترى كيف يمكن للوكيل ان يتمرد على الاصيل بعيد تكليفه ويطلب منه الخروج من البلد في اقل من عام؟ ومن ثم الاستمرار في الحكم على مدى اربعة عقود,لنسلّم بفرضية هؤلاء,وحيث ان زمن الانقلابات العسكرية قد ولّى,فما الضير في ان تقوم امريكا (او اية دولة اخرى خاصة وأننا وضعنا تحت الفصل السابع-فاقدين للأهلية)بتقديم مرشحها لرئاسة ليبيا الى جمهور الناخبين ومن ثم تكون صناديق الاقتراع هي الفيصل,أ ليست هذه لعبة الديمقراطية التي كنا ننشدها على مدى عقود؟.
من ضمن ادبيات فبراير بل من مقدساتها,ان كل من تعرض لأي شكل من اشكال الظلم والقهر النفسي والمادي من قبل النظام السابق له الاسبقية,بل حصريا في تولي أي من المراكز القيادية بالدولة بما فيها رئاسة الدولة,وتجلّى ذلك من خلال الذين توالوا على حكم البلد بعيد اعلان التحرير والى الان,السيد اقطيط يدخل ضمن هذه الفئة حيث ان والده كان من المعارضين للنظام بالداخل وزج به في غيابة السجون,ولكنّ الرب سلّم فأفرج عنه ليموت خارج الوطن, وبالتالي من حق الابن السير في ركب هؤلاء- المظلومين,لحكم ليبيا.
بشان التظاهر السلمي الذي دعى اليه اقطيط,فمن حق اية جهة التظاهر بعد ان تتحصل على ترخيص بذلك من سلطات الدولة لحماية المتظاهرين,ترى هل توجد دولة لكي يتقدم اليها بالحصول على الترخيص؟ هل العاصمة مؤمنة بشكل كامل؟ مزاميرك ياداوود,في احسن الاحوال سوف يحشر المتظاهرون في ميدان قطر(الجزائر سابقا) الذي يتسع لبضعة اشخاص ليس إلا,وقد ينقل عبر وسائل اعلام محلية, فيبدون وكأنهم قد خرجوا من الاعتقال للتو,لا اصوات لهم بل يكتفون بالتعبير من خلال اليافطات ومن ثم يتفرقون او يتم تفريقهم.
القوى الامنية بالمجلس الرئاسي تقول بان اقطيط يستغل الظروف المعيشية للمواطن, المعارضات في كافة انحاء العالم تتخذ من الاوضاع الاقتصادية والأمنية ذريعة للتظاهر,فكم من رؤوس اسقطت بسبب تردي الاوضاع في عديد البلدان,ترى ما الذي قدمه المجلس الرئاسي منذ مجيئه,الازمات تفاقمت,اصبحت الحياة لا تطاق,رئيس المجلس الرئاسي اتت به الدول الاقليمية والغربية فهو لم يكن مرشحا من قبل أي من طرفي النزاع (البرلمان والمؤتمر),ربما من اتوا به يريدون خروجه من المشهد السياسي ويحفظون له ماء وجهه,ويأتون بآخر فلا باس ان كان عبر الصندوق.فالكثير ممن يملئون الشاشات اليوم من النواب(البرلمان والمؤتمر) تحصلوا على بضعة اصوات دون 50 صوتا بسبب عزوف الجماهير عن المشاركة في الانتخابات الماضية, من يدري فقد يكون القادم افضل.ترى هل تسمح النمور والحيتان للسيد اقطيط بالسير قدما في ترشيحه ؟.
ميلاد عمر المزوغي