ست سنوات من الربيع الدائم حظيت به بعض بلداننا (الديكتاتورية) بدعم مباشر من الشقيقات الست (الخليجيات)التي ينعم اهلها بالديمقراطية المطلقة,حيث وضعت كافة امكانياتها (المادية والإعلامية), فالسماء امطرت كافة القذائف,تسببت في جريان انهر من الدماء ,تحولت الازهار الى اشواك تدمي الاقدام.دب الخلاف بين الخليجيين فأصبحوا ينشرون غسيلهم على الملأ, يتهمون بعضهم البعض بدعم الارهاب,يضيقون الخناق على انفسهم,يدركون من البداية انهم مجرد دمى يحركها الغرب عن بعد وعن قرب وفق الظروف.
العم سام (ترامب) شاطرهم ما تبقّى في خزائنهم من اموال في اول رحلة خارجية له,قبلوا ذلك وهم صاغرون, ليقينهم بأنهم لولاه لما تربعوا على هرم السلطة على مدى عقود.
الاموال التي استخدموها في تدمير بلداننا لو انهم استثمروها في مشاريع انتاجية لعادت عليهم بالنفع العظيم, ولكن هذه حال من لا يجيد ادارة شؤون البلاد,فالسياسات الرعناء وتدخلهم في شؤون الاخرين جعلت من يعتبرونهم عبدة النار( المجوس) يتدخلون بكل قوتهم في كل من العراق وسوريا ولبنان,فالهلال الشيعي اوشك ان يكون بدرا بفعل المبادرة الخليجية بشان تنحي على صالح عن حكم اليمن, فتأزمت الامور,ما جعل ايران تمد يد العون للحوثيين,مؤن ومختلف انواع الاسلحة لا باس من تجريبها على الشعب اليمني الذي ينظر اليه اقليميا بازدراء (فقير) ويكون حقل تجارب كما يفعل الغرب بنا,فيتم تحديث الاسلحة وتطويرها وفقا لذلك.
نجزم بان الحوثيين قد وقعوا في المحظور بمحاولتهم السيطرة بقوة السلاح على كافة ارجاء اليمن,فلا يجوز لأي فريق كان بأي حال من الاحوال,مصادرة اراء الاخرين والتحكم فيهم,فما يجري بالعراق خير دليل,فرغم مرور 14 عاما على سقوط النظام واستخدام كافة الاساليب القدرة من قبل بعض اطراف الصراع من اجل الهيمنة الا ان الامور لم تستتب لتلك الفئة فأعمال العنف لم تتوقف ,القتلى والجرحى يتساقطون بصفة منتظمة,الاحقاد والضغائن بين فئات الشعب في ازدياد,فالكيان السياسي تنخره الطائفية والمذهبية والعرقية, ولولا دول الجوار(لأجل مصالحها بالطبع) لأصبح اكثر من دولة.
اللعبة القذرة بأرض الشام قاربت على الانتهاء,فالدب الروسي خرج الى الدفء ليؤازر الاسد الذي انهكته الخنازير البرية,الشطحات المطالبة برحيل الاسد اصبحت من الماضي,اطلالاتهم المرئية تناقصت بشكل كبير,ملامحهم لم تعد واضحة ربما اخفتها الاشمغة,اوعزوا الى وكلائهم (المنظمات الارهابية)بالقبول بما تيسّر,فالتيار سيجرف كل من يقف امامه.
صواريخ الحوثيون الايرانية باليمن تطال بعض مدن آل سعود,ويهددون بقفل باب المندب.ترى هل تعلن الشقيقات انسحابها من المشهد في سوريا والتركيز على الخطر المحدق بها من اليمن ومحاولة استمالة على صالح والتصالح معه وربما اعادته الى السلطة,فالرجل لم يكن يوما معاديا لجيرانه.
الخليجيون وخاصة القطريين,ساهموا بفاعلية في اسقاط النظام في ليبيا,فالدعوات لهم بطول العمر تنقطع على مدى ستة اعوام مشفوعة بتضرع مفتي الديار على مدار الساعة .
الذي لا شك فيه ان لعبة الامم التي حيكت ضدنا والتي قام بتنفيذها اشقاءنا الأعزاء,ستطالهم ايضا فالغرب الاستعماري عندما ينتهي دور العميل,يلقون به جانبا,فقد يلتقطه بعض السيارة وتكتب له الحياة من جديد,وقد تدهسه المارة فيصير جزءا من اديم الارض,يصبح مكانا طاهرا لإقامة الصلاة حيث تشرق الشمس,,,,التغيير لا محالة قادم,نتمنى ألا تكتوي الشقيقات الست بالنيران التي اشعلوها بنا وان يكون الربيع جد ناعم.
ميلاد عمر المزوغي