ما عاد الأمر يؤلمه ..  و ما عاد يشعر به .. كل ما في الأمر إنه إعتاد الآلم .. أصبح روتينًا يومًا .. حتى الأعياد عندما تأتي تذهب كما أتت .. باهتة دون ألوان النصر .. هذا جسد أمتي .. منهك و جراحه ما عادت تلتئم .. كم هي موجعة .. موجعة آلامك يا أمتي .. كجرحٍ عميق غائر في القلب .. كأم شهيد تودع أفلاذ أكبادها للسماء و ما عادت تنتحب .. الآلم مؤلم و الأكثر إيلامًا منه .. إن تعتاد الآلم .. الأيام تمر بثقل الجبال على قلوبنا .. أكُفنا للسماء مُدت .. جباهُنا لغير الله ما خضعت ..

نحن من أمة كانت وربي الناس .. خير الأمم .. زمان عصيب يمر علينا يا أمتي .. ضاعت فيه قُدسنا .. سلب منا ما هو بضعة من أفئدتنا .. أقصانا .. وفلسطين الغالية رفرفت في سماءها رايات أسقط الأمم .. أحفاد القردة والخنازير ..

ثم أن أمتنا العظيمة المجّيدة .. بكل تاريخها وحياتها وأمجادها .. تطرد من ديارها ومساكنها - وهي أمتي- .. لتعطى مساكنها لأُمّة باءت بغضب من الله .. أمّة ضُربت عليها الذلة والمسكّنة .. أمّة جعل الله منهم القردة والخنازير .. أطفالنا في غزة تُزف أرواحهم البريئة عند المعابر لربّ السماء .. لأن الحصار المفروض عليهم منعهم من الخروج للعلاج .. لا يجب إن تكون مسلم حتى تشعر بآلامهم .. يكفي أن تكون إنسان ..  في عالم غابت فيه الإنسانية .. عالم قاسي لا يؤمن إلا بالطغيان والبطش .. لا يؤمن بالرحمة .. قال تعالى: { فَوَيلٌ للقَاسِيةِ قُلُوبُهُمْ } .. وقال عليه الصلاة والسلام: “لا تُنزَع الرّحمة إلا مِن شقي”

لكن يبقى الأمل في رجوع الأمة لأمجادها ما دام بيننا قرآنٌ يُتلى ..

قال تعالى: { لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }

وقال تعالى: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }

صدق الله وكذبت المواجع .. و يبقى الوعد الحق .. بإيفاقة الأمل بعد الآلم .. و اليسر بعد العسر .. وأن الظلمات يطوي هن الفجر .. فجرك قريب يا أمتي .. أملك بالله لا ينضب .. يا ربّ أمتي .. ياربّ إستعملنا لنصرة دينك .