عندما يتقدم الانسان في العمر,قد يفقد جزءا من ذاكرته لم يعد يتذكر بعض الامور,لكنه بالمجمل يظل متحكما فيما يقول ويعترف بان الذاكرة خانته,فينال الشفقة والعطف من السامع,وعندما يستفحل الامر,يتم الحجر عليه ومنعه التنقل خوفا من ارتكاب بعض الاعمال التي تضر بسمعة الاسرة وبأنها غير قادرة رعاية احد افرادها,ولكن ماذا لو كان هذا الشخص مسئول ويتمتع بمركز مرموق,بل رئيس دولة يطلق عليه حامي الدستور؟ولكن أي دستور؟.
هناك نصوص قرآنية واضحة وجلية وخاصة في مجال الاحوال الشخصية,كما ان الاسلام ترك للاجتهاد مكانا لعلماء الامة,ولكن ان يذهب الرئيس التونسي الى المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث مع وجود نص قرآني لا يرقى اليه الشك فذاك مبعث على السخرية, ووصمة عار في جبين السلطة القضائية ودار الافتاء,اما جامعة الزيتونة العريقة فإنها ذكّرت بآيات القران بخصوص الميراث,اما عن زواج المسلمة من غير المسلم فقد نوهت الجامعة بإجماع الامة على تحريمه,كنا نحسب بورقيبة ليبراليا متطرفا لكنه لم يرقى مستوى السبسي في تجاوزه للنصوص الصريحة ما جعلنا نعد بورقيبة قسيسا يستوجب احترامه.
الذي جعل السبسي يتطاول على الاسلام هو وجود الدساتير الوضعية لا تمت الى الدين بِصِلة, والاكتفاء بعبارات مبهمة في ديباجة الدستور او احد مواده كأن يقال بان الاسلام دين الامة او انه مصدر التشريع,ما جعل كل من هبّ ودبّ يتقيأ علينا ما تجود به قريحته المتخمة بنكران محمد(ص) وما جاء به من نصوص إلهية(القران الكريم), اعترف اولئك الذين لا يدينون بالإسلام بأنها ليست من عند (افكار)البشر بل جعلت لتنظيم حياتهم.
كنا نعتقد بأن تونس بعد الثورة وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ان تتجه لتطبيق الشريعة الاسلامية,خاصة مع تصدر حركة النهضة الاسلامية المشهد السياسي وحصولها على اصوات لم يتسن لغيرها نيلها,لكننا وللأسف شاهدنا عديد المظاهرات ببعض المدن التي تطالب بالإفطار في شهر رمضان ,بل هناك العديد من المقاهي مشرعة ابوابها في الشهر الكريم يرتادها ابناء الوطن في وضح النهار والسلطات لم تحرك ساكنة,تغض الطرف بدلا من الزج بهؤلاء في السجون,بل وصل الامر ببعض البشر الى المطالبة بالحرية الشخصية المطلقة (شواطئ العراة وخروج النساء سافرات عاريات في الشوارع العامة)خاصة فيما يتعلق بالمثليين وحقهم في التزاوج؟ انهم ولا شك بقايا قوم لوط, فإن لم يُردعوا سيصيب البلد ما اصاب اسلافهم "البلدة التي كانت تعمل الخبائث".
نتمنى على الغيورين على الدين بان يقفوا في وجه الحملة الصليبية, التي تهدف الى نشر الرذيلة بمجتمعاتنا وخاصة تلك المجتمعات تنادي بفصل الدين عن الدولة والترويج للعلمانية,فالدين لم يكن يوما عائقا في وجه التقدم بل وصلت الدولة الاسلامية الى اوج عظمتها وحققت ابداعات في كافة المجالات العلمية واخذ عنها العجم وقاموا بتطويرها, بينما بقي العرب يراوحون مكانهم,بل نراهم يتحدثون عن اشياء لن تساهم في رقي الامة بل تعمد الى احداث الفتنة بين مكوناتها وخاصة تلك الامور التي ادت الى وجود انقسام حاد بين ابناء علماء الامة وزج بهم في السجون وكانت نهاية بعضهم جد شنيعة,فما جدوى المناداة بان القران "مخلوق" انه كلام الرب جعل لخير البشر وكفى. هل كتب علينا ان نعيش (بين ارذل العمر وأرذل البشر)؟علينا ان نبعد من وصل الى ارذل العمر عن تولي اية مسؤولية فهو لا يعي ما يقول,وان نضع حدا لأراذل البشر, لأنهم سبب هلاكنا.
ميلاد عمر المزوغي