تُعد العباية واحدة من أبرز الرموز الثقافية التي ارتبطت بالأزياء قديمًا وحديثًا في المملكة العربية السعودية، فهي ليست مجرد قطعة ملبسية، بل هي تعبير عن الهوية والتقاليد والأناقة المحتشمة في المجتمع السعودي. حيث تتجاوز العباية كونها لبس تقليدي للنساء، لتصبح جزءاً أساسياً يدمج ما بين التراث من ناحية المنشئ والحداثة مع مواكبتها للتطور الذي طرأ عليها عبر السنين.
تعتبر العباية جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي السعودي، إذ تعكس القيم التقليدية والممارسات الاجتماعية للمجتمع. منذ قرون والعباية تُلبس كعلامة على الاحتشام خارج المنزل، واعتبرت رمزاً للوقار والحشمة في الأماكن العامة التي يكثر فيها الرجال. فقد ساعدت العباية في الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المملكة.
وبالرغم من أن العباية كانت تُعتبر في البداية قطعة ملبسية تقليدية ذات تصميم بسيط، إلّا أنها شهدت تطورات ملحوظة على مر السنين. فمع تطور صناعة الأزياء والموضة، بدأت العباية تتخذ أشكالاً وتصاميم متنوعة تجمع بين الحداثة والتقليد وبدأت تخط توجهات خاصة بها في عالم الأزياء. يُلاحظ الآن في متاجر العبايات على منصة تبايُع وجود العديد من التصاميم الحديثة التي تستخدم أقمشة متنوعة تناسب أوقات ومواسم واحتفالات مختلفة، حيث دخل في تصميم العبايات تصاميم عملية مبتكرة، وقصات جديدة تواكب أحدث صيحات الموضة. هذا التغيير يعكس التحولات في الذوق الشخصي والتوجهات الاجتماعية حيث أصبحت العباية الآن قطعة ملبسية متكاملة تُلبس في كل مكان خارج المنزل ويتم اختيار التصميم بحسب الوجهة والمكان والزمان، حيث يتم ارتداء عبايات بقصات رسمية وأزارير في بيئات العمل المختلطة، وتصاميم أنيقة وفاخرة للزيارات والمناسبات واللقاءات خارج المنزل، وبتصاميم مريحة وخفيفة وعملية للمشاوير اليومية والتسوق على سبيل المثال مع الحفاظ على الجوانب الثقافية والدينية الأساسية لها.
اقتني عبايتك المميزة واطلبها بمواصفاتك الخاصة من مصممات العبايات على سوق تبايُع
أثرت العباية في مجال الموضة العالمي، حيث بدأت دور الأزياء العالمية تتبنى تصاميم مستوحاة من العباية، وأصبح هناك اهتمام متزايد بالعبايات كجزء من عروض الأزياء العالمية بجانب الجلابيات، مما ساهم في تسليط الضوء على التراث السعودي وتعزيز الثقافة العربية في مشهد الموضة العالمي. تصميم العباية أصبح يمثل جسرًا بين الثقافات، يعكس مدى التنوع والابتكار في عالم الأزياء. ورغم ذلك الانتشار إلى أن السوق العالمي لا يعد منافسًا في مجال تصميم العبايات، حيث أن للعبايات السعودية تصاميم وقصات وتفاصيل يجب أن تلبي احتياجات لن يعرف أسرارها إلا مرتدياتها بشكل مستمر -النساء السعوديات- لذا فإن مصممات العباية السعوديات أبدعن في تصميم وخياطة العبايات بشكل لافت، بل صنعن توجهات موضة خاصة بالعباية السعودية، لذا فلا يمكن لأحد أن يتقن تصميم العباية السعودية مثل المصممة السعودية.
في السنوات الأخيرة، شهد سوق العبايات ظهور العديد من الابتكارات في تصميم العبايات بجانب القصات الأساسية مثل البشت والكلوش. فمن بين هذه الابتكارات، نجد إدخال أقمشة جديدة مثل القطن والكتان -اللينن- في الصيف، وكذلك دخول التويد والتفته والمخمل لعبايات الشتاء، حيث أن تطوير تقنيات الطباعة والتطريز قام بتعزيز جمال العباية وإضافة لمسات من الفخامة لا سيما بدخول النقشات السعودية التقليدية المستوحاه من القط العسيري والسدو. كما أن بعض المصممات أبدعوا بابتكار تصاميم غير تقليدية في القصات ودمج الألوان فيما بين العبايات والطرح، مما يعكس القدرة على دمج الأصالة مع الحداثة بلمسات فريدة.
ذلك ما كان بالجانب الثقافي، أما بالنسبة للجانب الاقتصادي؛ فإن متاجر العبايات التي تديرها المصممات السعوديات تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد المحلي للمملكة وهذا ما تسعى منصة تبايُع لتنميته. حيث تعد صناعة العبايات واحدة من الصناعات التقليدية التي توفر فرص عمل ومصادر دخل للعديد من الأفراد والمشاريع المرتبطة بإنتاج العبايات ابتداءً من التصميم واختيار الأقمشة والخياطة حتى التغليف وإرسال الطلبات مع شركات الشحن والتوصيل. كما أن هناك العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تخصصت في تصميم وصناعة العبايات في سوق تبايُع مما يدعم الحرف اليدوية والتقليدية في المملكة العربية السعودية.