ست عشرة شخصية مرموقة من بلادي حزمت امتعتها وحطت في مصر ,يغلب عليها الطابع الاقتصادي,حيث يتحكمون في اقتصاد البلد وخاصة بالمنطقة الغربية,اليهم وحدهم يرجع الفضل في كل الماسي التي يعاني منها المجتمع,مسيطرون بالكامل على غرفة التجارة الرئيسية ,بعضها امتهن مؤخرا فن الكلام (السياسة),لا يكادون يفارقون القنوات التي دشنوها بأموال الشعب او من خلال الصفقات المشبوهة مع البنك المركزي,وقد كان ذلك واضحا من خلال الحاويات التي قدمت الى بعض الموانئ وهي محملة بمواد لم يصدر الاعتماد بشأنها(مياه شرب وزلط ورمل!),ناهيك عن تلك التي وجدت فارغة,انها وبكل بساطة المتاجرة بقوت الشعب.

عندما كانت مصر تحت حكم الاخوان,كانت جميع قنوات الاتصال مفتوحة مع هؤلاء,واعتبرت حينها الشقيق الاكبر,وعندما انتفض الشعب المصري لتصحيح المسار,وصفوا ماحدث بالانقلاب على الشرعية,ترى هل يمكن لـ(الشرعية) ان تستمر وان بدت تصرفاتها مخالفة لتطلعات الجماهير ورهن البلد ضمن تنظيم عابر للحدود؟,كلنا نعرف ان نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر لم تعلن في حينها وان ممثل العسكر حينها هو الذي فاز,ولكن بضغط من امريكا على المجلس العسكري الذي كان يتولى زمام الامور,وبعد انتظار تم الاعلان وبصورة مفاجئة اذهلت الشعب المصري,عن فوز الاخوان بالحكم الذين سعوا ومنذ اليوم الاول الى اخونة مؤسسات الدولة ونهب خيرات الشعب.

اتهم هؤلاء الستة عشر ومن يدعمهم,النظام الحالي في مصر بأنه لا يقف على الحياد في الصراع الدائر في ليبيا, الذي يمثل الاخوان طرفه الرئيس ضد مكونات الشعب الاخرى التي كان كل همها ان تنعم بالأمان والرخاء.   

منذ انعقاد مؤتمر الرياض برعاية التاجر الاوحد(ترمب),فالسياسة عنده الحصول على الاموال وبأكبر قدر ممكن بغض النظر عن طرق تحصيلها,وما تبع ذلك من فرض عقوبات اقتصادية على دولة قطر,الراعي الرسمي للإخوان المسلمين,استشعر تجارنا الحذق ان الخطر اصبح يداهمهم, فالعالم على وشك ان يسمي جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا,لا باس اذن من الطلب من مصر وحاكمها العسكري(الضرورات تبيح المحظورات-التقية) بان لا توضع اسماء بعض الرموز على لائحة الارهاب,مع التأكيد على قيام هؤلاء بمشاريع استثمارية بمصر,بل وصل بهم الامر الى الاعراب عن قبولهم التحاور مع أي كان بمن فيهم ازلام النظام السابق او الاسير المهزوم. انهم وبكل بساطة (نح ايدك من شوشتي ).

اصحاب رؤوس الاموال بالمنطقة الشرقية وقفوا مع الجيش في عملياته ضد الارهاب ولم يثقلوا كاهل المواطن بمزيد الأعباء, بل ساهموا في ايجاد السيولة بالمصارف هناك,الذي نخشاه من خلال ما تناقلته بعض وسائل الاعلام للقاء يجمع بين تجار مشرقنا وهذه الفئة,هو ان يقوم هؤلاء بالتغلغل كخلايا السرطان في مشرقنا العزيز الخارج لتوه من معارك الارهاب,فينتقل هذا الداء الى تجارنا هناك ومن ثم ارباك عجلة الاقتصاد وما يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية وأمنية تفضي الى حالة من العنف كما يحصل بالغرب الليبي.

ميلاد عمر المزوغي  ..