مع بداية فصل الخريف الذي تأخر كثيرا ولعدة سنوات(بالنسبة لمن يؤمنون بالربيع الدائم-نتاج امطار الناتو وبذور الانفصاليين وعباد الكراسي),يبدو ان بعض الاجسام لم تعد تتحمل البقاء اكثر لتنعم بالمزيد من الخيرات,اصبح حجمها لا يطاق,لم تقو على حمله الاغصان (بنود الصرف المتعددة),الجذور(الخزينة العامة) اصابها الاعياء,التربة لم تعد صالحة للزراعة, فقررت تلك الاجسام السقوط طواعية لئلا تتناثرها الرياح فتلقي بها في اماكن غير مرغوب فيها,ولتحتفظ لنفسها بـ(حق) اعادة التدوير في ظل بيئة تم التلاعب بمكوناتها,فأنبتت الخبيث,اما الطيب فقد ظل تحت السطح وان استخرج بعضه عنوة ليكون في الواجهة, تلصق به افعال الاخرين فيكون بذلك مشاركا في المشهد.
احد النواب عن سوق الجمعة قرر الاستقالة بحجة انه لم يعد قادرا على العمل في ظل الظروف الراهنة,بعد ان تمتع بالمرتب والمهايا والأخرى,نجزم بأنه لم يكن يتوقع ان يخسر تياره السياسي انتخابات العام 2014 وكان مقاطعا لجلسات المجلس وداعيا الى اسقاطه,وشارك بفاعلية في اتفاق الصخيرات المشبوه,الذي ادخل البلاد في دائرة العنف المسلح والابتزاز المالي من قبل الميليشيات الجهوية والمؤدلجة واستجلاب المستعمر الذي تم طرده منذ ما يرقب من النصف قرن, والمؤسف له حقا انه يضع استقالته امام جمهوره!,ترى عن أي جمهور يتحدث سعادة النائب؟ ,اجزم بان الذين صوتوا له اما انهم لا يعرفونه واما انهم ارادوه (معول) بناء لاهدم ولكن بالتأكيد خيب ظنهم وما اخالهم يعيدون انتخابه لاحقا اشفاقا عليه,فالانجازات التي حققها تبهر الابصار لكل زائر للمنطقة!.
اما النائب الاخر فكان من الجنوب الطيب,ترى ماذا فعل النائب المحترم طوال المدة الماضية التي جاوزت الثلاث سنوات؟انتصارات الجيش بالجنوب لم تؤت اكلها بسبب الصراع القبلي ,فهل ساهم سيادته في لم شمل الجنوب والوقوف خلف مجلس النواب السلطة التشريعية الوحيدة والحكومة المنبثقة عنه؟ للاسف تضحيات الجيش استفادت منها القوى المناهضة للبرلمان الذي ينتمي له سعادة النائب.بقائه في المجلس من عدمه سيان,بل احيانا يستلزم بتر العضو غير الفاعل لئلا يكون مطية للخصوم يعود بالضرر على سكان المنطقة,زيارة زيدان الاخيرة الى العاصمة كانت تصب في ان يكون لإقليم فزان حكومة على غرار الاقليمين الاخرين ولكن الظروف لم تكن مؤاتية,فأجلت الامور الى حين.
القبيلة رابطة اجتماعية ولاشك تهدف الى الرقي بمستوى ابنائها والدفع بهم الى خدمة الوطن الذي يحضنها,تدخل القبيلة في الشأن السياسي يأتي بنتائج عكسية على الوطن والقبيلة في المقدمة,الشواهد على عزلة المناطق التي تدخل مشايخها واعيانها في الشان السياسي واضحة وجلية,استمرار بعض القبائل تزكية بعض ابنائها للعب ادوار مشبوهة تساهم في شق الصف الوطني.
مواقف قبيلة العواقير الاخيرة (التي يشوبها الكثير من الغموض)بشان تكليف احد ابنائها من قبل الرئاسي الذي يناصب البرلمان والمؤسسة العسكرية العداء يصب في هذا الاتجاه,كنا نتمنى ان تتبرأ القبيلة من تصرفات ابنائها غير المسئولة على غرار بقية القبائل التي استفاقت مؤخرا,فلا مجال للسير (اللعب على الحبلين) في اكثر من اتجاه في آن واحد,فالطريق الذي يقود الى الخلاص مهما تكن التضحيات هو مساندة مجلس النواب والمؤسسات المنبثقة عنه وخاصة القوات المسلحة التي قدمت الالاف من ابنائها قربانا على مذبح الحرية لأجل كرامة الوطن والمواطن.الاجسام الموازية وان اتت عبر تفاهمات اطراف محلية(ظاهريا) فإنها في حقيقة الامر تم تصنيعها ووضع خطط عملها(من قبل المتربصين بالوطن) لإحداث المزيد من الفتن بين مكونات الشعب المتآخية على مر العصور, نقول لكل من يريد تسييس القبيلة ارفعوا ايديكم , دعوا ما تبقى من الوطنيين يعملون, فإنهم خلقوا للنهوض بالأوطان والمحافظة على استقلالها>
ميلاد عمر المزوغي