حان الوقت للتوقف عن الدوران. داخل الدائرة المفرغة اياها. التي صدعوا رأسنا بذكرها. المكتئبين والنفسيات وهواة التعاسة:" كل يوم مثل الذي قبله..لا جديد. المشاكل ذاتها والحلول صعبة شاقة..نجد أنفسنا ندور في دائرة مفرغة. ولا نستطيع الخروج منها" سحقا لكم ولدائرتكم. الكون خلق في دوائر منتظمة. دوران الارض حول الشمس وحول محورها. دوران الكواكب، النجوم والشهب والنيازك. -ربما تدور هي الاخرى-  الطواف في الحرم المقدس. دائرة لا تنتهي ولا تزال مستمرة الى قيام الساعة. بالمختصر: ان الكون كله يدور في دوائر. فمال دائرتكم تأخذ كل هذا الاهتمام والخصوصية؟ ان لم تكونوا تدورون فيها سترزقون غيرها. المهم أنكم لن تتوقفوا يوما عن الدوران. هذه سنة الحياة. صعود ونزول. حزن وفرح. حماس وملل. تكرار ومفاجئات. اطمئنوا لا شيء خاص بكم. هذا الوضع الطبيعي. ولماذا ندور؟ ماذا نستفيد؟ ولماذا لا نستطيع التوقف؟ ولماذا نحن تعساء بالدوران؟ حسناً. أسئلة فلسفية كبيرة لا أملك لها إجابة شافية. فقط اقبلوا بهذا الحال. لأنكم لا تملكون تغييره. أنتم ضعفاء وحمقى لتستطيعوا تغيير أي شيء. ورجاء. لا تتذمروا. سئمنا تذمركم وشكواكم المتواصلة. أنتم قريبون منا. في كل مكان نجدكم. ولسوء الحظ فنحن عادة نحبكم. ونستمع إليكم. لكننا لا نملك الحل لقضيتكم الأزلية. قضية "الدائرة المفرغة". لذا. لا عليكم. ما دمنا لا نستطيع ولا أنتم فك حصاركم. وما دامت الدائرة تصر على أن تكون فارغة ومملة. وما دام الدوران سيستمر ما دامت السماوات والارض. فما جدوى التذمر؟ استمتعوا واحتفلوا وابتهجوا. العالم كله يدور. وأنتم جزء من هذا العالم. أنتم طبيعيون. لستم غرباء ولا في وضع خاص. مرحى. 

ما هذا؟ إنه الموت. قادم ليأخذ أرواحكم إلى دنيا آخرى. تسمى الآخرة. انظروا هناك ما هذا الشق؟ انه يكتمل ليصبح قطعا كاملا. قطعا في وسط الدائرة. يا إلهي. وأخيرا تحررتم... هذه اللحظة التي طالما منيتم أنفسكم بها. انقطعت الدائرة وتوقف الدوران. وحان وقت الانطلاق. إلى أين؟ إلى المجهول وعالم ما بعد الرحيل. نتمنى لكم رحلة سعيدة. رافقتكم السلامة.