هل الشاب المتخرج له "الحق" أن يتوقع فور تخرجه منصب عمل دائم في تخصصه في احدى كبرى الشركات الوطنية براتب مغري؟ هل الديبلوم يعني ضمان منصب عمل؟
الحكومات المتعاقبة و على مدى عقود من الزمن غالطت الشباب و خلقت بيئة من المفاهيم الخاطئة بتبني سياسة تشغيل بنيت على أساس أن الحكومة هي الجهة التي تَخلق و توزع مناصب الشغل فنشأت الأجيال تتوقع أن ذاك حق لكل من كانت له شهادة ميلاد جزائرية!
و نتيجة لذلك ظهرت اوبئة كالبطالة المقنّعة و غياب التنافسية و الإبدا ع.كل عام تلفظ الجامعات حشود تخرجت تجيد بالكاد صياغة طلب عمل. المثل الأعلى لدى هؤلاء المتخرجين كان دوماً كيف أن الكثير ممن سبقهم تحصلوا على مناصبهم بناءً على معايير بعيدة كل البعد عن الكفاءة و الأهلية و هم كذلك أبناء تسع و لهم الحق في بعض من الريع.
في سوق عمل ناضجة ، حرة و منتجة، الديبلوم هو وثيقة تعني أن حاملها أكمل مجموعة مواد علمية تعد ركيزة في التخصص. و بالتالي الشهادة تعطي حاملها فقط الحق في التقدم بطلب لإعتبار ترشحه لمنصب شغل يتنافس عليه مئات الشبان. تبدأ بعدها عملية التوظيف التي تتكون من عدة مراحل يبرهن فيها المترشح على أنه الأفضل و الأمثل علمياً، أخلاقياً و المؤهل الأقرب لأن يكون أكثر عطاءً من غيره. سياسة كهذه تنتقي الأفضل و تضمن البقاء للمؤهلين و العطائين و تقصي الضعيف و الكسول و مع مرور الوقت تتكون بيئة إقتصادية تعجُ باليد العاملة المؤهلة التي تستقطب الأدمغة من شتى ربوع المعمورة.