أمرنا الله بالنظر الى  نفوسنا  والاطلاع على سريرتنا  الفطرية . كيف لا وهو القائل في حديث قدسي  " لم تسعني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن  "  .  أكيد وهو الأدرى والأعلم  بأن رحلة الاستكشاف  هده ستأتي ثمارها  في وقت تحتاج فيه نقل نفسك من الرماد .
فالنفس التي  اتسعت صدرا   لروائع المتنبي و مؤلفات ابن القيم  ولكتابات دوستويفسكي  . لابد أن نغوص في غمرها  لنعرف طاقة استيعابها  وفهمها للجمال المجرد ... 
الرحلة المحمدية  الشاقة  التي  وثقت مند عقود . صرنا نتجرع حلقاتها بالتفصيل  .  وغار الحراء الذي  نكاد نسمع  من خلاله دوي النحل . نتأثر بسيرة أصحابه الكرام دون أن نعرف  ملامحهم  .  نشتاق لبطش القعقاع وخالد ابن الوليد   بمجرد أن نلاحظ شيئا  حادا . 
لم نعايش  زمانهم  ورغم ذلك  بقي  رابط  يشد عضدي  معهم  .....  فتجانس  الأرواح  دليل كافي بأن اللقاء البعدي ممكن . فلا حاجة لنا بالمسافات  حتى نقطن  بأرياف وجداننا .....
للوهلة الأولى  .  يأتي أنصار الفكر الاجتماعي  الذين يؤيدون بأن الفرد ولد في مجتمع يتأثر به  ولا حاجة لك   بأن تبقى في مستودعك   لتملك  معرفة تؤهلك  لتطوير  عقلك  ........ ماذا ان كان المستودع  بدون مساحة ?  كيف تندمج مع أنوية  ثقيلة وأنت لم تعرف وزنك قط  ? كيف لك أن تعطي الاضافة لغيرك وأنت لازلت قيد التنزيل ?