في حضرة الوحدة...
حاطت بي الوحدة واصبحت جزءا منها وقعت في منطقة الانفراد مع ذاتي ووحدتي .
قلت لقائاتي بالآخرين لم يعد هناك من اوقات نجتمع فيها الا في نادر الأوقات.
حاولت اقناع نفسي مرات عديدة ان الوحدة في بعض الأحيان تكون لصالحي.
ان استطيع الانشغال في وحدتي بذاتي واكتشاف المزيد عنها والسعي نحو معالجة الأخطاء وتفادي المزيد من العثرات.
أصبحت أشعر بالملل عند الاجتماع بالآخرين ، أشعر بفراغ بنقصان او اننا غرباء بسبب تعودي على وحدتي والى المفر إليها.
لم يعد اجتماعي بالآخرين غالبا يشعرني بالحماس او الرغبة الملحة.
اصبحت الوحدة هي البديل الآخر والحل للهروب بعيدا عن الخوض في ضياع لنفسي او لأوقاتي معهم ، أصبحت لا أرغب في خوض جدالات او مناقشات ليست مثمرة.
أصبحت لا أرغب ان أجاريهم في روتينهم الملل.
البديل الآخر بالنسبة لي هو ان اكون في حضرة الوحدة بعيدا عن الضياع والعشوائية عند الاجتماع مع الآخرين دون فائدة تذكر ، مجرد متعة وترفيه لا متناهية عند الاجتماع بهم.
تصبح معهم يوما بعد يوم على نفس الحال دون تقدم ملحوظ.
تشعر بالنقصان وتتمنى لو كان لديك أصدقاء ملهمون إيجابيون مفلحون في حياتهم لتكتسب منهم ما تحتاجه وتعالج عثراتك من خلال تجاربهم الملهمة ونصائحهم والتي تنبع من داخلهم من أجل مصلحتك.
تتخذ من الوحدة كمهرب من حضرة اللاشيء مهم.
تصبح غريبا عن الآخرين بين الحين والآخر بحثا عن ما ينقصك او يلهمك.
في الجانب الاخر اصبحت الوحدة تعرفك على ذاتك وتكشف لك المزيد من خفاياك.
تصبح رفيقا للوحدة ولذاتك مع مرور الوقت.
تصبح احيانا تمتلك زمام الأمور ويصبح الوقت متسعا لك لتحقيق ما تصبوا اليه عندما تكون مع ذاتك دون تدخل الآخرين او الاجتماع بهم على الدوام.
لا انكر انه في بعض الأحيان تشعر بالملل وتفتقد إلى التجمعات والى الأصدقاء رغما سلبياتهم، لكي تحاول ملئ الفراغ الذي بداخلك وهو الجانب الاجتماعي.
يمكننا تخصيص وقت للاجتماع مع الآخرين ولكن الأهم الا يكون هذا الوقت ضائع دون جدوى وعندما يكون الاجتماع مع الآخرين مهدر تكون الوحدة مع ذاتنا هي الأفضل.
تبدو بين الحين والآخر اشبه بالوحيد الذي ليس لديه احد ولا يعرف احد وانت رغم ذلك لديك المزيد من الاشخاص لتجتمع بهم او تتعرف على آخرين ولكن هناك حاجز ربما يقف في المنتصف يمنعك من ذلك ، ربما من أجل مصلحتك وربما العكس.
تحاول ان يكون الموقف حياديا بالنسبة إليك.
كل شيء يظهر أمامك في العلن وانت محتار في الاختيار مابين الوحدة او الضياع عندما الاجتماع مع الآخرين ولا يوجد حل وسط بينهما بالنسبة لك.
تبادر في اتخاذ موقف مقبول نوعا ما بالنسبة لك لتخرج منه بأقل الخسائر.
تنظر إلى الجانب الآخر المشرق من الوحدة رغما عن كل السلبيات الظاهرة والمتعلقة بالوحدة عندما تكون في حضرتها.
تدافع عن موقفك وقرارك ولا يهمك الحال التي تبدو عليها أمام الآخرين.
ما يهم حقا هو ما تشعر به والمكسب من ذلك.
في حضرة الوحدة تقف صامدا بالرغم من كل شيء.
في حضرة الوحدة تحاول أن تكتشف المزيد عن عالمك الخاص.
في حضرة الوحدة تسعى إلى التغيير المصيري من أجل الأفضل.
تخشى من فقدان علاقتك بالآخرين اكثر مع الايام واتساع المسافات التي بينكم عندما تتخذ من الوحدة الوجهة الوحيدة.
تحاول اللحاق بالآخرين دون أن تفقدهم.
في حضرة الوحدة تقف مترددا مابين هذا وذاك.
تتراكم أمامك كومة من القرارات المؤجلة.
تدور أحداث بينك وبين ذاتك في حضرة الوحدة لم يسبق لك ان شاهدتها بسبب انشغالك مع الآخرين في منطقتهم.
أصبحت تتخذ من الوحدة منطقة خاصة محظورة على الآخرين.
تدور معارك خفية في حضرة الوحدة بين المؤثرات السلبية والافكار التي تحول السيطرة عليك.
في حضرة الوحدة تشاهد الآخرين من منظور اخر مختلف .
تراقب الأوضاع والأحداث من الخارج تماما بنظرة مختلفة عن السابق.
في حضرة الوحدة تتغير عن السابق.
في حضرة الوحدة يدور الكثير والكثير حولك.
في حضرة الوحدة يتباطئ بك الزمن وتطول المسافات بينك وبين الآخرين.
في حضرة الوحدة كل شيء متعلق بك فأنت صاحب القرار الأول والأخير اما ان تختار الآخرين او وحدتك.
في حضرة الوحدة لا يهمك ما بدور خارج عالمك.
في حضرة الوحدة تنتظر ان ينتهي بك المطاف اما فائزا او خاسرا.
في حضرة الوحدة يعود بك الزمن وتعبر من خلاله إلى الماضي لاسترجاع ذكرياتك.
في حضرة الوحدة يصبح لديك متسع اكثر من الوقت.
في حضرة الوحدة تقارن بين من كنت ومن تكون الان ومن ستكون؟
في حضرة الوحدة يصبح الوضع مختلفا تماما مقارنة بالاجتماع مع الآخرين.
في حضرة الوحدة تساؤلات عديدة تبحث لها عن أجوبة.
هنا تقف في حضرة الوحدة تماما مع حقيقتك..