في عتمةِ ليلةِ من اليالِ فُزع قلبّي بخبرٍ تكلل أعماقي و زاد أوجاعي بل حسبتُ يومها أنّ الآمي كانت توافه صغيرة أمام الذي أصابني ..
فقد قدر الله وشاءَ أنّ أفقدَ جُلَّ ما أملك في هذهِ الحياة ألا وهو بصري الذي أرى به !
عينايّ الذي أختنق دون أنّ تتنفس ..
و إمتلأتُ بالسواد و تملكني الحداد ، وأصبحتُ كفيفةْ و خاليةً من الحياة !
لا نورًا أرى ولا ضياء ..
بل أصبحتُ في سُباتٍ عميق لا تفيق بهِ عينايّ ولا تستقرّ ..
أنتظرُ أنّ يبدأ العالم كي ابدأ ، أنتظرُ أنّ يُقبل علي أحدًا كي اسأل ، هل طعامي جاهزٌ ؟
هل أمامي أحدًا ؟
هل أسيرُ بالطريق الصحيح كيّ لا أصطدم ؟
هل أصبحتُ فاتنةً يا أُمي فعلًا ؟
كُل هذه الأسئلة طرحتُها و كُنت كسيرة القلبّ رُغمًا عني ..
لم أستطع أنّ أحتفظ بقوتي التي أظنُّ يومًا أنها لن تنهار !
لم أُبقي لي سِوى الإضطراب ..
لكن الله مَنَّ علي بعينانِ صامدتانِ و قريبتان كالهواء الذي يعومُ بصدري ..
رُزقت ببرِ أخوتي الذي لم أخرجُ بالدُنيا إلا بهم ..
لم يملوا ولم يهنوا ، بل قاوموا وإحتملوا وكأنما الله أعاد لي نعمةَ النظرِ بهم فالحمدللهِ ألفًا عليكم فلم تُنجب النساء بمثلكم ..
-غادة آل سليمان