لم يتمكن أحد حتى من عمالقةِ علم النفس ، أنّ يعلم ما يحملهُ القلبّ من أسرار ، من أُمنيات و من أضغاثٍ مُضطربة ..
فالقلبّ عميقُُ كالبئر وجدارهُ متينٌ لا يُخترق بسهولةٍ !
فكيف لسهامٍ جارحة أنّ تُصيبهُ ؟
و كيفَ من سموم الحياةِ أنّ توقعَ بهِ !
و كيفَ للحُزنِ أنّ يتملكه، ويتنفسهُ كأنه عطرٌ مُثير !
لا يستطيعُ لأحدٍ من العالمِ أنّ يُتقنَ كشفهُ ..
لذا نرى مَن يُحبُنا يُشيرُ لقلبهِ بلفتة ..
لعظمِ مايحتويهُ هذا القالبُ من غنوةٍ و سحر ..
إلا أنّ الكلمات تَهزُ معاليقهُ الصلبة و تجتاحُ أركانهُ بدقة ..
فمن الكلمةِ يسكنُ الحُب و من الكلمةِ أيضًا يتولدُ الكُرهْ ..
الحروف لم تكنّ يومًا فقيرة بل غنيةً لما تحملُ من معاني كثيرة ، من مشاعر صادقةً ووفية ..
و من مواقف جليلة بإن تُكتب و تُحتفظ ..
و من خبايا لا تُستباح إلا بينَ سطور الورق !
و قد نُشكل تلك السطور أيضًا كما نُحب و نرغب ..
فمن حاول أنّ يبقى جليلًا دون خطأ عليهِ بالقلمِ و الورق ..
فلا يُخطىء ولا يندمُ من أفاضَ بثُقلهِ على دفاترِ الزمن ..
أنّ ارتطمّ بُحزني و أخفي كَهل السنين و أتكىء على صفحاتي دون غرق ، أفضلُ من أنتشل كلي و بعضي لأحد ..
فلا القلبّ يحتمل أنّ يُلقي مابهِ ، ولا للناسِ من مُصغيٍ مُضافر .
-غادة آل سليمان