بعد وفاة نبي الاسلام , انقسم المسلمون الى فئتين ؛ الاولى احتكمت الى منطق القوة والنفوذ والكثرة والغلبة , بينما مالت الثانية الى الوصايا والنصوص الدينية وساندت ال البيت لاسيما صهر النبي وابن عمه وحامل لواءه الامام علي , ومن هذه المرحلة بدأت بوادر الكراهية والبغض والعداء تظهر شيئا فشيء ضد شيعة واتباع ومحبي الامام علي , اذ تم نفي الصحابي ابا ذر الغفاري بل وضرب ضربا مبرحا , وكذلك تم الاعتداء على الصحابي عمار بن ياسر ثم قتله فيما بعد , بينما قتل الصحابي مالك بن نويرة واحرق رأسه بالنار وسبيت زوجته , واستمر مسلسل الدم والعنف ضد اتباع الامام علي , حيث سفكت دماءهم في البصرة و واقعة الجمل , ثم في معركة صفين ؛ وقد بلغ عدد القتلى في هذه المعركة وحدها أكثر من سبعين ألفا , وكان عدد الشهداء من انصار الامام علي 25 الف وفيهم أكثر من مئة من الصحابة، منهم خمس وعشرون بدريا ... ؛ و صرح معاوية عن هدفه من هذه المعركة , قائلا : (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون! ألا وإني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها له)! وعلق الأعمش قائلا : (هل رأيتم رجلا أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفا فيهم عمار، وخزيمة، وحجر، وعمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي بكر، والأشتر، وأويس، وابن صوحان، وابن التيهان ، وأبي حسان، ثم يقول هذا؟!!) ... ؛ وقد أغار المجرم الاموي  بسر بن أرطاة - وبأمر من معاوية - على المدينة ومكة واليمن , حيث قتل الاف من اتباع الامام علي وسبى النساء المسلمات وذبح الاطفال , وقد استعمل بنو امية  أساليب القتل العلني والسري، المباشر وغير المباشر، بالسيف والسم، ووسائل أخرى، وعندما سلط معاوية سمرة بن جندب على البصرة وزياد بن ابيه على الكوفة ؛ قتلوا العباد وعاثوا الخراب في البلاد , اذ قدر بعض المحققين ضحاياهم  ب مليون شخص او قريبا من هذا الرقم  , وقد قتل  سمرة بن جندب  في البصرة في غضون ستة أشهر فقط ثمانية آلاف وأكثر ... ؛ اذ قال الطبري في تاريخه: 4 / 176: (حدثني محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين: هل كان سمرة قتل أحدا؟ قال وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟! استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له: هل تخاف أن تكون قد قتلت أحدا بريئا؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت! أو كما قال!... عن أبي سوار العدوي قال: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلا، قد جمع القرآن!) ... , أما عدد قتلى زياد في الكوفة فهم أكثر من قتلى سمرة! ففي الإحتجاج: 2 / 17: (وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: إنهم على دين علي وعلى رأيه! فكتب إليه معاوية: أقتل كل من كان على دين علي ورأيه! فقتلهم ومثل بهم! وكتب كتابا آخر: أنظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه. وإن لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة! فقتلوهم تحت كل حجر حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه، حتى لو كان الرجل يرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه، والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان، لا سيما الكوفة والبصرة، حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه، فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليهم الإيمان المغلظة ليكتمن عليه ... , ثم قتلوا الامام الحسين وانصاره , ونكلوا بالعراقيين الشيعة وهجروهم وطاردوهم , وقتلوهم بمعركة التوابين , ثم قتل ال الزبير في يوم واحد اكثر من سبعة الاف عراقي شيعي وهم اسرى عزل , ثم جاء المجرم الحجاج , حيث قَتَلَ الحجّاج شيعة الامام علي وأخذهم بكل ظنة وتهمة، وقتل كميل ابن زياد النخعي وقنبر غلام الامام علي وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري وسعيد بن جبير، وذكروا في التاريخ أن عدد القتلى على يده في غير الحروب ١٢٠ ألف، وكان في سجنه عند هلاكه ٥٠ ألف رجل و٣٠ ألف امرأة، ١٦ ألف عراة ونَهَجَ الحجاج سجن الرجال والنساء والأطفال معا في سجن لا سقف له ... ؛ واستمر نهر الدم في العهد العباسي  اذ قال أبو الفرج الأصفهاني: إنّ المتوكّل كان شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظنّ والتهمة لهم، واتفق له أنّ عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره يسيءالرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة...  , ودارت الايام وجاء الدور للدولة الأيوبية , وعدد الذين قتلهم صلاح الدين الايوبي من المسلمين الشيعة اكثر من قتلى الحملات الصليبية بل لا توجد مقارنة , اذ قضى على الفاطميين في مصر ولم يبق على احد منهم , وقد أحرق قرى بأكملها بما فيها من اطفال وشيوخ ونساء وعجزة , وحبس بقايا العلويين في مصر، وفرق بين الرجال والنساء، حتى لا يتناسلوا  ... , و سارت الدولة العثمانية بنفس السيرة الاجرامية الخبيثة ,  وجاء في كتاب أعيان الشيعة : قتل السلطان سليم العثماني من الشيعة في الأناضول أربعين ألفاً، وقيل سبعين ألفاً، لم يكن لهم ذنب سوى أنّهم شيعة ... , وفي الفصول المهمة أنّ الشيخ نوح الحنفي أفتى بكفر الشيعة، ووجوب قتلهم، فقتل من جراء هذه الفتوى عشرات الألوف من شيعة حلب، حتى لم يبق فيها شيعي واحد، وكان التشيع فيها راسخاً ومنتشراً..., ومن جرائم الاتراك الطائفيين : انهم شنوا هجوماً عسكريّاً على مدينة كربلاء المقدّسة ؛ فحاصروها أكثر من 20 يوماً، وبدأوا بإطلاق المدافع على البلدة وسورها، حتّى أحدثت ثغرة واسعة جهة باب النجف، ودخلوا المدينة بتاريخ (الجمعة 11 ذي الحجة)، واستباحوها، فبدأوا بالقتل والفتك بالمسلمين الشيعة، ولجأ الأهالي إلى الحرمين المقدَّسين، فأمر القائد بملاحقتهم وقتلهم، فاقتحموا البوّابات وفتكوا بكلّ مَن لاذ بالحرمين الشّريفين، وقد وُجدَ في سرداب الصحن العباسيّ ما يزيد على 300 قتيل، وانتهك الوالي حرمة المرقد العباسيّ فدخله وهو يمتطي فرسه... ؛ وهكذا أُبيحت المدينة بكاملها للجنود العثمانيّين، فقتلوا الكبار والصغار، الرّجال والنساء، وسرقوا ونهبوا الأرزاق والأثاث والمجوهرات والمخطوطات، ولم يخلِّفوا وراءهم سوى جثامين القتلى البالغ عددهم 24 ألف قتيل، وأصيب الحرمين المقدّسين بوابل نيراهم، وتطايرت أعلى منارة العبد ـ احدى المنارات الثلاث للحرم الحسيني ـ، بل تعرّضت المساجد إلى الخراب والتدمير، فظلّت آثار القنابل والشظايا واضحة للعيان في قبابها وجدران البلدة، ولم يسلم النخيل في البساتين من آثار القصف... ؛ وقد أرَّخ بعضُهم هذه الفاجعة بكلمتي « غدير دم » ويقابل ذلك بحساب الجمل (1258هـ/1843م)... ؛ ثم سقطت الدولة العثمانية وجاء البريطانيون الذين اضمروا العداء للشيعة وسلطوا عليهم الغرباء والدخلاء والعملاء طوال 83 , حيث اذاقوهم حر الحديد والنار , وجردوهم من كل عناصر القوة ونهبوا خيراتهم وثرواتهم وعاملوهم بالجور والظلم والاقصاء والتهميش , واهلكوا الملايين منهم في حروب الوكالة الخاسرة ومعارك النيابة الرهيبة , فضلا عن المعارك الداخلية , وملئوا بهم السجون والمعتقلات وعجت بهم غرف التعذيب , وفي عام 1991 مارسوا عمليات التطهير العرقي والطائفي وفي وضح النهار وامام العالم باسره , اذ دفنوا الناس وهم احياء , وقتلوا مئات الالاف , وهتكوا حرمة المراقد الدينية وقصفوها بالصواريخ والدبابات , واستمر القتل والتنكيل بالعراقيين الشيعة حتى اخر يوم من سقوط النظام الاجرامي الطائفي عام 2003 , وبعدها تحالفت غربان الشر وضباع التكفير ولقطاء ومجرمي المنظمات والحركات الارهابية ومرتزقة المخابرات الدولية والاقليمية وايتام النظام وجلاوزة صدام على الفتك بالعراقيين الشيعة وابادتهم عن بكرة ابيهم , اذ شنوا حرب لا هوادة فيها ضدهم , وارتكبوا الاف الجرائم ومئات المجازر , ونفذوا ابشع العمليات الارهابية والانتحارية والتي راح ضحيتها مئات الالاف من الرجال والنساء والاطفال , وقد قتلوا بين واقعة سجن بادوش في الموصل ومجزرة سبايكر في صلاح الدين ؛ اكثر من عشرة الاف شخص ؛ حتى عدتها منظمة الامم المتحدة بانها جريمة تطهير عرقي وطائفي ضد الشيعة , واما حصة المسلمين الشيعة في باقي الدول من هذا الاجرام الطائفي والارهاب التكفيري فحدث عنه ولا حرج , ومن الدول التي تعرضت لهذه العمليات  الاجرامية  والمجازر الارهابية دولة الباكستان , حيث تعرض فيها المسلمون الشيعة الى شتى صنوف العذاب والقتل والتهميش والعداء والكراهية , اذ لم يكن الشيعة في دولة الباكستان بأفضل حالاً من غيرهم في سائر البلاد، فقد عانوا اضطهاد الحكام والحركات الوهابية والتنظيمات التكفيرية الارهابية ؛ وتشير التقديرات إلى قتل 4000 شخص في الحرب الطائفية الشيعية السنية في باكستان بين عامي 1987و 2007 ...  ؛ ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش، ان «الآلاف من الشيعة» قتلوا على يد المتطرفين السنة منذ عام 2008... , وفي أغلب الأحيان يستهدف المسلحون أماكن العبادة للشيعة أثناء الصلاة لارتفاع عدد القتلى إلى الحد الأقصى و «التأكيد على الأبعاد الدينية لهجومهم» ... , وقد تبنت الجماعات المسلحة السنية في باكستان بشكل رئيسي مسؤولية العنف الطائفي في البلاد، منهم منظمة لشكر جهنكوي، وسباه صحابة، وتحريك طالبان باكستان (المنتسبين إلى القاعدة)، وجند الله (المنتسبين للدولة الإسلامية في العراق والشام). ووفقًا لـ هيومن رايتس ووتش أعلنت منظمة لشكر جهنكوي مسؤوليتها عن معظم الهجمات ضد الشيعة... ؛ وتتهم الشيعة الحكومة الباكستانية منذ عام 1948 بأنها تقوم بتمييز عنصري ضد الشيعة وتفضل أهل السنة في منح المناصب الرسمية والأعمال التجارية وإقامة العدل ... , وفي فترة رئاسة ضياء الحق ازدادت الانقسامات الطائفية في باكستان بين السنة والشيعة (بسبب سياساته المناهضة للشيعة)، وقد ادت إلى ازدياد الهجمات ضد الشيعة... ؛ وقد اندلعت أول أعمال شغب بين السنة والشيعة في باكستان عام 1983 في مدينة كراتشي وثم انتشرت إلى لاهور ومنطقة بلوشستان ... , ومنذ أحداث العنف الطائفي  التي وقعت في باراتشينار عام 1986، أصبح العنف الطائفي أحد السمات المتكررة في شهر محرم من كل عام ... ,  وكانت مذبحة غلغت عام 1988 حادثة سيئة السمعة، حيث تدفق آلاف المسلحين من القبائل السنية المختلفة، بقيادة أسامة بن لادن، إلى غلغت وقتلوا المدنيين الشيعة فيها... , وأكد البعض أن الدول العربية الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية، تمول الجماعات السنية المتطرفة مما أدى إلى تفاقم التوترات في باكستان ... ,  وأفادت ويكيليكس أنها مولت المنظمات الارهابية المتطرفة بـ100 مليون دولار أمريكي ... , وان ازدياد الطائفية تعزي بشكل أساسي إلى نتيجة تمويل الدول العربية والقوى الخارجية الأخرى للشبكات الأصولية داخل باكستان بملايين الدولارات... .

 منذ عام 2000، قُتل وجُرح أكثر من 2000 شخص من المجتمع الشيعي الهزاري في الهجمات التي نفذتها القاعدة وطالبان في مدينة كويتا بجنوب غرب البلاد، وقد كان من بين القتلى العديد من النساء والأطفال ؛  كما قتل مئات الشيعة في المناطق الشمالية من باكستان، مثل غلغت بالتستان، وباراتشينار، وتشلاس ... , وبعد 11 سبتمبر 2001 وطرد الطالبان من أفغانستان تفاقم العنف في باكستان فورا... , و في عام 2002، قُتل 12 تلميذ شرطي من شيعة هزارة في كويتا... , و في عام 2003، تعرض مسجد الجمعة الرئيسي للشيعة إلى هجوم في كويتا، مما أسفر عن مقتل 53 من المصلين... , و في 2 مارس 2004، قُتل ما لا يقل عن 42 شخص وجُرح أكثر من 100 آخرون عندما هاجم مسلحون من الجماعات السنية المتطرفة موكبا للشيعة في لياكوات بازار في كويتا... ؛ و في عام 2006، أدى العنف الطائفي إلى 300 حالة وفاة... ؛ و في 28 ديسمبر 2009، قُتل 40 شخصا شيعياً في تفجير انتحاري وقع في كراتشي واستهدف موكبًا شيعيًا في ذكرى عاشوراء... , ومنذ يونيو 2010، شاركت حركة سباه صحابة في القتل المستهدف لسبعة اشخاص من المارة الأبرياء والمفكرين في كراتشي وقد كان جميعهم من الشيعة الإثنا عشرية ... , و في أوائل سبتمبر 2010، تم الإبلاغ عن ثلاث هجمات منفصلة في أجزاء مختلفة من باكستان... , حدث الهجوم الأول في 1 سبتمبر في لاهور، حيث قتل ما لا يقل عن 35 شيعي وأصيب 160 شخصًا في استهداف موكب شيعي، وورد أن الهجوم الثاني استهدف الطائفة الأحمدية في ماردان، وقتل شخص واحد على الأقل , ووقع الهجوم الثالث في 3 سبتمبر في مدينة كويتا، وقتل 55 شيعيا خلال استهداف موكب آخر... , وفي 16 ديسمبر 2010، قتل تسعة أشخاص، من بينهم نساء وأطفال في هجوم بقذائف الهاون في هانجو، وهي بلدة اندلعت منها المواجهات الطائفية بين الشيعة والسنة في إقليم خيبر بختونخوا... ,  وفي نفس اليوم، وقع هجوم آخر على المسلمين الشيعة عندما كانوا يحيون ذكرى عاشوراء في بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا ؛ اسفر الهجوم عن مقتل طفل واحد وجرح 28 شخصاً... ؛ وفي مذبحة كوهيستان في فبراير 2012، قتل 18 مسلماً شيعياً من غلغت - بالتستان عندما كانوا يسافرون بالحافلات من روالبندي في البنجاب إلى غلغت ؛ اذ أوقف مسلحون يرتدون زي عسكري الحافلات في كوهيستان وقتلوا  الشيعة بسبب انتمائهم الديني , وكان من بين القتلى ثلاثة أطفال ... , وفي 16 أغسطس 2012، أوقف مسلحون أربع حافلات متجهة إلى غلغت لاحتفالات عيد الفطر... , وفصلوا 25 راكبًا شيعيًا عن سائر الركاب بعد ان تعرفوا عليهم من خلال بطاقاتهم التعريفية، ثم اطلقوا النار عليهم... ؛ وأعلنت جماعة منتسبة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عن الهجوم... ؛  كما قُتل ثلاثة من شيعة الهزارة بالرصاص في مدينة كويتا، التي تعد مركزاً لاحد الجماعات السنية التابعة لحركة طالبان تعرف باسم كويتا شورا... , و في 24 نوفمبر 2012، قتل 8 أشخاص وأصيب آخرين بعد انفجار قنبلة استهدف موكب ذكرى عاشوراء للشيعة في ديره إسماعيل خان... , وفي 10 يناير 2013، وقعت عدة تفجيرات في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان وفي وادي سوات الشمالي، أسفرت عن مقتل 130 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 270 شخصاً ؛ وقد أعلنت منظمة لشكر جهانكوي مسؤوليتها عن جميع التفجيرات ، و في 16 فبراير 2013، تم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا وجرح 180 آخرين بعد انفجار قنبلة في سوق البقالة في كويتا... ,  وقد ارتفع عدد القتلى في وقت لاحق إلى 113 شخصا... , وقد أعلنت منظمة لشكر جهنكوي الارهابية مسؤوليتها عن الهجوم ... ؛ وكانت القنبلة مخبأة في صهريج المياه وتم تفجيرها عبر جهاز تحكم عن بعد... ,  فدمرت سوق المدينة الرئيسي ومدرسة ومركزا للكمبيوتر... , وقد وقع الانفجار بعد ظهر يوم السبت، عندما كان عشرات الأشخاص، ومعظمهم من النساء، يتسوقون لتناول وجبة المساء وكان الأطفال يغادرون المدرسة... ,  وقال قائد شرطة كويتا مير زبير محمود : أن العبوة المنفجرة كانت تزن 1000 كيلوجرام وهي كانت أكبر من المتفجرات التي استخدمت في هجوم يناير ... , وفي 18 فبراير 2013، أطلق مسلحون مجهولون النار على الدكتور علي حيدر وابنه البالغ من العمر 11 عاماً، عندما كان يقود سيارته في منطقة غولبرغ في لاهور... ؛  أطلق المسلحون عليه الرصاص ست مرّات في رأسه فتوفي على الفور بينما أصيب ابنه برصاص واحد في رأسه وقد توفي في وقت لاحق في مستشفى... ,  كان الدكتور حيدر جراحًا بارزًا في شبكية العين، ووفقاً لما قال عمه، لم يكن له عداوة شخصية مع أحد، وقد كان مقتله مدفوعاً بدوافع طائفية لأنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية ؛ أدينت هذه عملية القتل على نطاق واسع... , وفي 3 مارس 2013، أسفر انفجار قنبلة قوية في مدينة كراتشي في منطقة عباس تاون عن مقتل 45 شخصا وإصابة 150 آخرين... , وقد انفجرت القنبلة خارج مسجد شيعي عندما كان الناس يغادرونه بعد انتهاء الصلاة... ؛ و دمر الانفجار مبنى المسجد وأضرم النار في مبان أخرى وتسبب في قطع التيار الكهربائي في المدينة... ؛ وقد اتهمت جماعة حقوق الإنسان الحكومة الباكستانية بأنها تتجاهل التفجيرات وتغض الطرف عن الجماعات السنية المتطرفة , و في 26 يوليو 2013، وقع انفجار مزدوج في باراتشينار، البلدة الرئيسية في وكالة كورام ... , وقد وقع الانفجار الأول في سوق باراتشينار عندما كان الناس يتسوقون لوجبة الإفطار... ,  وانفجرت القنبلة الثانية على جانب الطريق... , و أسفر الانفجارين عن مقتل 60 شخصًا وإصابة 187 على الأقل... ؛ وقد أعلنت منظمة أنصار المجاهدين الإرهابية مسؤوليتها عن الانفجارين... ,  وقال متحدث باسم المنظمة يدعى أبو بصير لوسائل الإعلام إن الهجمات نفذت من أجل الانتقام من الشيعة في سوريا والعراق... ؛ وأضاف : «لقد خططنا لشن هجمات مشابهة ضد الشيعة في باكستان»... ؛ و في نوفمبر 2013، عندما كان يمر موكب شيعي أمام مسجد سني في روالبندي في ذكرى عاشوراء  ؛ وقعت اشتباكات واعمال عنف طائفية، ادت إلى فرض حظر التجول في المنطقة... ,  ثم تم رفع حظر التجوال لكن استمر العنف لعدة أيام... ,  وقد قتل تسعة أشخاص ، ثمانية منهم من الشيعة وأحد من المارة وأصيب 50 آخرون  , عندما احرق أحد طلاب المدرسة السنية الأسواق... ,  كما اندلعت أعمال عنف في ملتان وتشيشتيان... ,  و في تشيشتيان ، تضرر مسجدا  شيعيا وتم تدمير العديد من المحلات التجارية عندما أضرم السُنة النار فيها... ,  وأحرقت مجموعة أهل السنة والجماعة المسلحة ما لا يقل عن ستة مساجد شيعية  في ليلة عاشوراء ... , وفي يناير 2014 قتل ما لا يقل عن 23 شخصًا وأصيب سبعة آخرون في هجوم بالأسلحة النارية على مطعم بالقرب من الحدود الباكستانية الإيرانية... ,  ويُعتقد أن معظم القتلى أو جميعهم كانوا من الشيعة القادمين من إيران... , كما استهدف مسلحون آخرون فنادق في بلدة تفتان بمقاطعة بلوشستان عندما كان يقيم فيه بعض الباكستانيين في طريق عودتهم من إيران... ,  وفي 30 يناير 2015، قتل أكثر من 60 شخصا في انفجار قنبلة في مسجد شيعي في شيكاربور... ؛ وقد اعلنت جماعة جند الله مسؤوليتها عن الهجوم... ,  وفي 13 مايو 2015، قام ستة مسلحين بالهجوم على حافلة في كراتشي، مما أدى لمقتل 45 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، وأغلب القتلى كانوا من أتباع الطائفة الإسماعيلية الشيعية , وقد تبنَّت جماعة جند الله الإرهابية العمليَّة ... , و في 29 أكتوبر 2016 قتل 5 أشخاص ، عندما أطلق مهاجمون مجهولون النار على تجمع ديني في منطقة ناظم آباد في كراتشي ... , و في 12 نوفمبر 2016، قتل أكثر من 45 شخصًا، من بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 100 آخرين عندما فجر انتحاري نفسه داخل مرقد شاه نوراني الشيعي  في خوزدار، في بلوشستان بعد صلاة العشاء... ؛ وفي 21 يناير 2017، تم تفجير قنبلة في سوق الخضار في باراشينار، وهي منطقة ذات اغلبية شيعية... ,  وافادت مصادر عسكرية باكستانية ان عشرين قتيلاً وسبعة واربعين جريحاً سقطوا جراء الانفجار... ؛  كما في 31 مارس 2017 وقع تفجير سيارة مفخخة داخل سوق بالقرب من مسجد شيعي في مدينة باراتشينار، مما ادى إلى قتل ما لا يقل عن 24 شخصا وجرح أكثر من 70 آخرين... ؛ وفي 23 نوفمبر 2018، قتل 31 شخصا من بينهم 22 شيعيا وأصيب أكثر من 50 آخرون في تفجير انتحاري في سوق الجمعة في كالايا في خيبر بختونخوا، وهي منطقة قبلية غالبية سكانها من الشيعة... ؛ وقد أعلن  تنظيم داعش فيما بعد مسؤوليته عن التفجير... .

في الوقت الذي تسرح وتمرح فيه الحركات السنية المتطرفة والتنظيمات التكفيرية الارهابية , وتشن فيه مئات العمليات الاجرامية والانتحارية ضد المسلمين الشيعة في دولة باكستان , ويسقط مئات الضحايا وبصورة شبه مستمرة , تغض الحكومة الباكستانية الطرف عن كل هذه الفظائع بينما تشدد الخناق على الباكستانيين الذين يقاتلون في سوريا ضد التنظيمات الارهابية دفاعا عن مرقد السيدة زينب , وتعرضهم للمحاسبة القانونية والعقوبات عند عودتهم الى البلاد , وكذلك تحضر انشطة المنظمات الانسانية والثقافية الشيعية  وتعرض اعضاءها للمسالة والعقاب ؛ بل ان الحكومة الباكستانية دعمت الهجوم التركي الغاشم عام 2020 والذي وقع شمال سوريا واستهدف قواعد تنظيم (زينبيون ) حيث تعرضت قواعدهم ومنشآتهم لهجوم بطائرات مسيرة تركية ؛ مما أدى الى استشهاد العشرات منهم , وقد اعتقلت السلطات الباكستانية العديد من الشيعة العائدين من سوريا ولم يعلم احد عنهم شيئا الى هذه اللحظة ؛ علما ان المقاتلين السنة الباكستانيين الذين قاتلوا في سوريا الى جانب التنظيمات الارهابية والتكفيرية لا يحاسبون عند عودتهم الى بلادهم و يغض الطرف عنهم ؛  وقد تم اعتقال عدة عناصر من لواء (زينبيون ) في أواخر عام 2020 خلال إحدى العمليات الأمنية الطائفية المقصودة .

وشهدت الهجمات الإرهابية صعودا ملحوظا في بداية عام 2021، وتواصل ارتفاعها، وفقا للمدير التنفيذي لمعهد باكستان لدراسات السلام، عامر رانا، المتخصص في تتبع نشاطات الميليشيات والتنظيمات في باكستان... ,  وتشير إحصائيات المعهد إلى أن باكستان تعرضت لـ 52 هجوما في مارس من هذا العام، مقارنة بـ 35 هجوما في الفترة ذاتها من العام الماضي ... , كما أن هذه الهجمات باتت أكثر دموية، وفقا للمعهد، فمنذ بداية عام 2022 حتى الآن، حصدت أرواح 155 شخصا، مقارنة بـ 68 العام الماضي... ؛ وأسوأ الهجمات التي شهدتها باكستان ارتكبها الفرع التابع لتنظيم داعش المعروف باسم "داعش-خراسان"... ؛ ووفقًا لتقديرات وزارة الداخلية البريطانية الصادرة في عام 2019، فقد قُتل أكثر من ألفي شخص من الشيعة الهزارة نتيجة هجمات إرهابية في باكستان منذ عام 1999، وقد وقع أحدثها في أوائل كانون الثاني/يناير 2021، عندما أعدم إرهابيون 11 من عمال المناجم الهزارة... , وفي اذار عام 2022 قتل 56 شخصا على الأقل في تفجير استهدف مسجدا للشيعة، في مدينة بيشاور، شمال غربي باكستان، حسب مصادر صحية , وأفاد مسؤول في أحد المستشفيات بأن 190 شخصا أصيبوا في الهجوم الانتحاري الذي استهدف المسجد أثناء صلاة الجمعة... , وقد يعجز اللسان ويجف القلم اذا اردنا احصاء كافة الجرائم والمجازر المرتكبة بحق المسلمين الشيعة من قبل المجرمين والذباحين والجلادين الذين ينتمون للطائفة السنية والمرتبطين بدوائر المخابرات الدولية الحاقدة والمشبوهة . 

ولم تكتف الحكومة والتنظيمات الباكستانية بالقتل والاقصاء والسجن والذبح لابناء الشيعة بل راحت تحرض الجماهير على التظاهرات ضد الشيعة , اذ نظم هؤلاء التكفيريون مسيرات جماهيرية كبيرة مناهضة للشيعة . 

طالما نسقت الحكومات الباكستانية مع دول الخليج لنشر الافكار المعادية للشيعة وتنبي الحركات الارهابية والتنظيمات التكفيرية التي تستهدف الشيعة وتصفهم بأقبح الاوصاف وتقتلهم بلا رحمة , وتقديم العون والمساعدة لها وغض الطرف عن جرائمها ومجازرها بحق المواطنين الشيعة , وتشهد على هذه الحقيقة الوعود الجوفاء التي يطلقها المسؤولون الباكستانيون عقب كل جريمة ومجزرة , والتي تستهدف تضليل الراي العام والضحك على الذقون , فبعد كل جريمة تقع جريمة افظع منها وبعد كل تفجير يقع تفجير اشد منه , والى هذه اللحظة مسلسل الدم والعنف الذي يطال المسلمين الشيعة في باكستان لم ولن يتوقف .

ومن اخر جرائم هؤلاء الاوباش ضد الشيعة في باكستان وليس اخرها , الاحداث الدموية والتي اندلعت في باكستان , بين  سنة ماداغي، وشيعة مالي خيل , الاسبوع الماضي من شهر تموز الجاري , وراح ضحية الاشتباكات  225 قتيلا وجريحا , ولا زالت مستمرة , اذ يعيش الشيعة في منطقة باراتشينار بدولة باكستان، عنفاً مفرطاً إذ تطالهم عمليات تفجير وهجمات واعتداءات، ناهيك عن حصار يمارس ضدهم ليس لسبب معين سوى أنهم شيعة... , وتتواصل الموجة الجديدة من الهجمات على الشيعة في منطقة “باراتشانار” الباكستانية. ووفقًا لتقرير المكتب الإقليمي التابع لوكالة أنباء تسنيم فقد أبلغت مصادر مقربة من شيعة باكستان أن منطقة “باراتشانار” تعرضت لهجمات كثيفة وإطلاق نار من قبل العناصر التكفيرية في الأيام الخمسة الماضية، وأن الوضع الأمني وحياة العديد من المدنيين العزل مهددة بشدة ... , وتقع مدينة باراتشينار في منطقة “كورام” بإقليم خيبر بختونخوا وتقع بالقرب من حدود باكستان ـ أفغانستان، والتي شهدت أعمال عنف طائفية في السنوات الأخيرة، كما ونتيجة لذلك تكبدت الطائفة الشيعية العديد من الضحايا... , وأعلنت قاعدة المعلومات لحزب تجمع الوحدة الإسلامي الباكستاني أن هجمات بقذائف الهاون وإطلاق الصواريخ استهدفت المناطق السكنية الشيعية وتكثفت على مزارعهم في مناطق مختلفة من مدينة باراشينار وضواحيها، وذلك من قبل جماعات تكفيرية بالتواطؤ مع إرهابيي حركة طالبان... ؛ و في هذا السياق، أعرب العلامة ناصر عباس جعفري، عضو مجلس الشيوخ الباكستاني ورئيس حزب مجلس وحدة المسلمين، عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في باراتشينار، وطالب الجيش ووكالات إنفاذ القانون في البلاد بالتدخل... , وحذر من أن الأعداء وداعميهم الإرهابيون يتعرضون لمؤامرة مخطط لها مسبقا لتدمير الوضع في باراتشينار. وأضاف الجعفري، أنه إذا لم تتخذ الحكومة والجيش إجراءات في الوقت المناسب لمعاقبة الإرهابيين، فإن الناس من جميع أنحاء باكستان سوف يسيرون نحو هذه المنطقة للدفاع عن المضطهدين في باراتشينار ... ؛ بينما الجيش والحكومة لم يتدخلا ولم يحركا ساكنا , بل انهم قاموا بقطع خدمة الهواتف والانترنت , وقد عرضت فضائية العهد فيديو , يظهر فيه مجموعة من ضباع التكفير ومجرمي الحركات الارهابية الباكستانية وهم يقوموا بذبح 40 شخص شيعي , وقد ذبحوا احدهم من قفاه وهم يكبرون ...!! 

الشيعة في باكستان في وضع مأساوي لا يحسدون عليه , فقد تحالفت غربان الشر في الخليج مع وحوش التنظيمات الارهابية الباكستانية فضلا عن تواطئ الحكومة الباكستانية ضدهم , وعليه نطالب من الحكومة العراقية المنتخبة والتي تمثل الاغلبية وهوية الامة العراقية , من منع الباكستانيين السنة من الدخول الى العراق , لانهم خريجو المدارس الوهابية والتنظيمات الارهابية والحركات التكفيرية , وكذلك عدم ابرام اي اتفاق اقتصادي او سياسي يصب في صالح الحكومة الباكستانية لأنه بالنتيجة  يستخدم لإبادة الشيعة هناك , لاسيما وان الباكستانيين السنة قد شاركوا في العمليات الارهابية ضد العراقيين والشيعة في بعض الدول ولم يقتصر اجرامهم على دولتهم فحسب , ولابد للحكومة العراقية من التنديد بهذه الجرائم والمجازر المرتكبة بحق المسلمين الشيعة والضغط على منظمات المجتمع الدولي للتدخل و وضع حد لهذه الجرائم التي تستهدف المسلمين الشيعة وبغض النظر عن قومياتهم او بلدانهم او الوانهم . 

ومن منا ينسى ما فعلته الاردن مع العراقيين وكيف ميزت بين السنة والشيعة في مطاراتها وحدودها , وكذلك الامارات التي تقوم بين الحين والاخر بطرد رجال الدين الباكستانيين وغيرهم لانهم شيعة ؛ وغيرها من الانظمة الطائفية الحاقدة , وعليه نطالب من الحكومة العراقية بمنع دخول هؤلاء الاوباش المتعصبين والارهابيين الى العراق ؛ حفاظا على الامن الوطني والسلم المجتمعي .