في حين أننا كأفراد متباينة الطبائع نجتمع في مكان واحد وقد يعم الصمت التام حتى يسمع صوت سقوط الإبرة على الأرض، إلا أن هناك صوت يعتمل في رأس كل واحد منا، شخص واحد منا يمكنه استماع هذا الصوت، وهو صاحب الرأس نفسه.

الصوت الداخلي مهم للغاية لأنه قادر على تحذيرنا ألا نلمس الكوب الساخن وأن نتجنب الخطر، إحساسه بالخطر مفيد، لكنه قد يبالغ في تقدير الخطر أحيانا حتى يجعلنا عاجزين أمام أنفسنا، أفكاره غير السارة تستدعي تجنبها، لذلك لربما نبدأ بتجنب هذه المواقف وهؤلاء الأشخاص الذين يستدعونها ويتسببون في مثل هذه المشاعر المزعجة، وأحيانا نحاول جاهدين إيقافها مثل الشريط الخرب. الحل الحقيقي يكمن في خلق مساحة بيننا وبين هذه الأفكار، نترك لها مساحتها الخاصة في حين لا نتفاعل معها بقلوبنا، لأنها مثل الخطاف ونحن نسيج منسوج بعناية، كم من السهل على خطاف أن يتعلق بنسيج يحتك به؟


نفوس البشر مدهشة ومعقدة لا يلم بها علم النفس كلية حتى لو أراد، وفي محاولة لتصنيف هذا الصوت متى يكون سلبيا قالوا إنه على أحد هذه الأنماط:

1.    النكد : بعض الناس عندما تكون الأمور على ما يرام يحاول تكدير صفوها بطريقة ما وجدها بشكل ما.

2.    الاجترار: عندما تقوم بتشغيل ذلك المشهد المؤلم في رأسك مرارا وتكرارا ولا تكون قادرا على أن تدعه ينتهي.

3.    المستقبل: أن تتخيل حدثا معينا ثم تتأثر به على الرغم أنه لم يحدث قط.

4.    المقارنة: عندها تركز جديا على ما ينقصك.

5.    الأبيض والأسود: تكون متطرفا جدا في الحكم على نفسك والأشياء والأشخاص، بدون ألوان الطيف التي تنساب من الأبيض إلى الأسود،كل شيء أبيض فقط أو أسود فقط.

6.    الكارثة: تكون قلقا وخائفا إزاء أسوأ ما يمكن وقوعه بدون أي برهان عليه.


كيف تتعامل مع هذا الصوت السلبي؟

1.    قم بتحديد نمط التفكير السلبي الذي يزعجك الآن.

2.    ربما تقوم بعمل جدول لحصر أفكارك السلبية يوميا، وتحديد الموقف المحفز والكلمة المستخدمة ولماذا تصدق هذه الفكرة وكيف ترد عليها.

3.    عندها يكون من السهل عندما تعاود الظهور أن ترد عليها وتستبدلها بفكرة إيجابية.

4.    تعامل معها بموضوعية وادرس مدى منطقية الفكرة هل هذه الحقيقة أم مجرد حدس؟ هل تساعدك هذه الفكرة أم لا؟

5.    عندما يبدأ هذا الحوار غير المجدي بإمكانك تخيل لافتة " توقف" حمراء.

6.    عش في اللحظة الحالية، ركز بحواسك الخمس على ما حولك، اجعل ما بين يديك يستحوذ على ذهنك.

7.    سمي هذه الأفكار بمسمياتها بدون محاولة لتغييرها وحافظ على المسافة بينك وبينها، لا تتفاعل معها.

8.     قرر إذا ما كنت تريد رمي هذا التفكير أم الاحتفاظ به وتصديقه؟ مع علمك أنه في بعض الأحيان يكون هذا طبيعيا تماما لأنك تمر بوقت صعب.

9.    حدد منشأ الأفكار وأساسها.

10.     اسأل نفسك عن أسوأ احتمال ممكن ومدى سوئه.

11.    اترك رأسك وركز على جسدك، أواعمل نشاطا يشتت تركيزك، اقرأ، تمرن، أو اكتب كل الفوضى التي في رأسك. قد تتواصل مع أحد أصدقائك أو عائلتك.

12.    تعامل مع نفسك كصديق عزيز، برفق وبحب، واجعل هذا الصوت المحب داخلك طول الوقت.

13.    استخدم الكتابة لتفريغ كل هذه السلبية أو هواية معبرة أو تحدث إلى صديق.

14.     أو كتابة ما تمتن لأجله وتقدره، أو تكتب تجربة أحببتها في الماضي بتفاصيلها مثلا، من شأن هذا أن يوازن كفتي التفكير السلبي والإيجابي.

15.    دائما ابحث عن الجمال حولك، اصنع ما تحب أو تحدث مع من تحب.

16.    قلل المشتتات الواردة من جهاز هاتفك أو التلفاز أو أي مصدر للأخبار.

17.    كن صريحا مع نفسك عما يجب فعله لتغيير الوضع أو حل المشكلة.

18.    أحسن إلى إنسان بحاجة إليك.

19.    قبل أن تنام أعد قائمة بما نجحت فيه اليوم وكيف من شأن هذا أن يغدو من نقاط قوتك، أو فكر في عقبة واجهتها في الماضي كيف نجحت في حلها.

20.    إن لم ينفع الأمر بأي شكل ووجدت نفسك عالقا من شأن المختص أن يساعدك بشكل أفضل.