مجريات الحياة يا شباب ليست تيارًا يأخذنا للمصب سائغاً سلساً؛ دومًا هناك مفاجآت المساقط والانعطافات والدوامات.
أعرف أنكم أحيانًا تحتجون وتغضبون لأن الوعود لم تأتِ بثمارها، ولكن ماذا سيفعل الاحتجاج والغضب؟ يزيد الغريقُ غرقا! لا بد أن تعرفوا أن الحياة كلعبة لغز تجميع القطع لتشكل منظرًا متناسقًا وعندما تضع قطعة بغير مكانها يتشوه المنظر، لذا إن لم يتحقق ما وعِدتم به أو عملتم من أجله فربما فرصة الحياة لم يحن أوانها، وأن ظرفكم الحالي هو القطعة الخطأ.
هذه الأحزان والغضب من الذين لم يضموا للبعثات والحق معهم أو المنح الداخلية احزن مضاعفًا لأنكم تضعون مصائركم عند آخرين، لا أحد يملك حياتكم ولا تصدقوا أن أحدًا سيشعر بألمكم كما تشعرون. وإن ذرف متعاطفٌ دمعةً سينسى أن يذرف الدمعة الأخرى.
امضوا بالحياة من أجلكم أنتم، فمقدر لكم بإذن الله بفضله ثم بفضلكم على أنفسكم ركوب الصعاب ومواجهة التحديات.
واعلموا أعزكم الله وسدد خطاكم أن هناك ثلاثة نباريس في هذه الحياة وكل نبراسٍ كمنارة السفن تهديهم لمراسي الأمان:
النبراس الأول: الوعي على ذاتك
النبراس الثاني: قوة التحول
النبراس الثالث: العزم للمقصد
ونبراس كل النباريس هو الثقة أن اللهَ معك ولن يتركك ما دمت تعمل لأجل منفعتك بلا خروج عن طاعته .
* نجيب الزامل