لقد ورثت كره يوم الإثنين عن أمي ، أعتقد بشكلٍ ما أنه دودة تنخر شجرة العائلة، لعنة لا تفيق إلا مرة كل أسبوع ، أي أربع مرات في الشهر ، هذا يعني ثمانية وأربعين إفاقة لها في السنة .
فمؤخراً صّرح أخي الأكبر بحنق على طاولة الطعام بأنه يشعر بتوتر دائم في كل يوم اثنين ولا يدرك سببه وما إن يبدأ هذا التوتر حتى يصيبه القولون العصبي " هذا ما ينقصني ففوق ما في صدري من علِل لا ينفك القولون عن تعذيبي، لا شك أن هذا اليوم سيقضي علي".
في الاثنين يخيم هدوء غريب على الصغار ، وكأن الإله وضع يده على رؤوسهم ، أما نحن ، أي البقية من الكبار ، فنكون أقل تطلباً ونتجنب الشجارات أو نبقى على مسافة بعيدة عن عدم الإمتثال للواجبات والأوامر .
أما والدي فيبقى في البيت وقتاً أطول من المعتاد، فعمله في الجيش أعطاه النهار ليكون حراً ، وفي المساء يصبح عبداً، كما الجميع باختلاف المناصب ومسمياتها ، فيتسمر على كرسيه الخشبي أمام التلفاز إلى أن ننتهي من عشائنا.
بعدما تغسل أمي الصحون تذهب للحمام وتخرج بعد وقت طويل ، ورائحتها تزرع في روحي الرغبة في أن أرمي نفسي داخلها، وعندما حاولت فعل ذلك دفعتني سريعاً بيديها التي أحس الآن بوجودها على كتفي و حين دخل والدي الغرفة همست لي :" سأنام معك لكن ليس اليوم، غداً سأفعل، موافقة؟ " وأجبتها نعم وأنا أنظر بحقد لأبي وهو يعلق ملابسه على المشجب.
شعرت بالاستياء ولم أنم ، بقيت ممدة في فراشي طوال الليل إلى أن سمعت بكاءً يحاول صاحبه كتمه قادم من الأسفل ، نزلت ببطء من على الدرج وجلست لأشاهدها من بين قضبان السلم، إنها أمي ، كانت على أرضية المطبخ وثوبها الأخضر الداكن الحريري منحسر عن فخذيها وهي تبصق على الأرض ، ذلك المكان الذي توبخني عليه إذا ما تسببت في اتساخه ، في الوقت نفسه سمعت صوت الدش في الحمام ، والدي بلا شك ، إنه يستحم و سيخرج الآن .
عدت مسرعة لفراشي ، وتركت ورائي أمي تبصق وأبي تحت الماء.
ومنذ ذلك الحين حافظت على وضع محارم صغيرة على طاولة المطبخ كل يوم اثنين حتى لاتبصق أمي على الأرضية