الملف الضبابي الليبي ... إعادة الكرة ومواصلة حظر التسلح 

حالة الانقسام بين الكتلتين التي أصابت المؤسسة العسكرية الليبية المنقسمة على نفسها بين الاثنين، الجيش الوطني الليبي في المنطقة الغربية تحت مضلة  المجلس الرئاسي والجيش العربية الليبي الذي يتزعمه المشير خليفة حفتر في المنطقة الشرقية تحت شرعية مجلس النواب الليبي في مدينة طبرق.

عملية سياسية يتكللها صراع دام سنوات بين أطراف النزاع على الشرعية السياسية الليبية، فلم تتمكن الأطراف المتنازعة أن تتوصل الى تفاهم سياسي بينهم.

تعتبر حكومة الوفاق الوطني حكومة شرعيه برئاسة فائز السراج لأنها حكومة مدعومة دوليا، غير آن البرلمان في طبرق يعتبرها حكومة غير شرعية بسبب عدم موافقتها لها حتى الآن، وأما بالنسبة لحكومة المؤقتة لازالت تباشر مهامها في الشرق الليبي في مدنية البيضاء وحكومة الإنقاذ هي حكومة متراجعة عن تسليم الوزارات الى حكومة الوفاق الوطني لمخالفة وعودها.

هذا وان عقوبات مجلس الأمن على ليبيا في قرارها رقم 1973 الذي فرض على النظام الليبي السابق يكون اليوم في محل التمديد له، قرارا شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ودول عربية، وأما روسيا عارضته برئاسة وزرائها فلاديمير بوتين بشدة.

الانقسامات السياسية الليبية التي تشهدها ليبيا اليوم تهدد السلم والأمن الدوليين، والانقسامات تعمل على منع حكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة المنبثقة منها أن تكون الحكومة الحصرية في ليبيا التي من شانها تعمل على رقابة الأسلحة وتخزينها بشكل امن والتصدي الإرهاب بما نص عليه في الاتفاق السياسي الليبي.

فما هو الغموض الذي يصحب المشير خليفة حفتر في زيارته الأخيرة الى موسكو في 14 أغسطس 2017 وإمكانية تقديم الجانب الروسي الدعم العسكري الى القوات المسلحة الليبية في الشرق الليبي التي يعتبرها صديقة جيدا وحميمة  لنظام الليبي من زمن بعيد وستبقى كذالك ولن ترفض روسيا لليبيا أي طلب مساعدة في أوقات الصعاب والشدة والمحن التي فرضتها الأمم المتحدة عند مجلس الأمن من تمديد العقوبات على ليبيا.

روسيا تريد أن تكون طرف مهم في عملية إيجاد الحلول اللازمة لقضايا الليبية الشائكة وخصوصا في حرب المشير خليفة حفتر على الإرهاب واستئصاله من الجذور المستوطنة داخل البلاد.

وإذا كان المشير خليفة حفتر عازم على مواصلة حربه على الإرهاب في ليبيا وسيطرته على كافة الأراضي الليبية بقيادته العسكرية، فلابد من رفع الحظر الظالم الى التسليح الى ليبيا في عهد المشير خليفة حفتر والرجوع مرة أخرى على الحلبة الروسية في شراء العتاد والسلاح كما كانت عليها ليبيا في عهد الزعيم الليبي معمر القذافي و محاولة إعادة بناء اكبر ترسانة أسلحة ليبية مرة أخرى في حرب ليبيا على الإرهاب وليس على غرار مساندة ليبيا للقوى التحررية في العالم كما كانت عليها ليبيا في الماضي.

قضايا الإرهابية في ليبيا تعطي الروس الإدراك الكامل على حجم التضحيات التي قامت بها القوات المسلحة العربية الليبية وإنها اليوم في حاجة ماسة للمساعدات لتامين أمنها الداخلي من أي قوى تريد زعزعة استقرار الدولة الليبية من معارك طاحنة استمرت أكثر من ثلاثة أعوام على التوالي.

إن قرار تمديد حظر التسلح هو قرار ظالم ومجحف ويعتبر خبت أمل لكل الأطراف المعنية في الشرق والغرب المتصارعة على السلطة في ليبيا والتي تطالب فيها من الأمم المتحدة بعدم التمديد والعمل على رفع الحظر التسلح المفروض على ليبيا حتى يتسنى للقوات من الطرفين التسلح والسيطرة على تنظيمات المتطرفة والانتهاء من محاربة الإرهاب في ليبيا.

كان الفرقاء قد وقعوا في ديسمبر 2015 اتفاقا سياسيا في مدينة الصخيرات المغربية، لكن الاتفاق لم ينجح في إنهاء الانقسام لحول فيما بعدها الى نزاع وخصام واجتماعات في دول عربية في تونس ومصر وأبو ظبي وأجنبية.

لم ينجح المشير والسراج في لقاءاتهم من حلحلة الجمود ولم تراوح الأزمة السياسية الليبية مكانها، فهي عملية في محلها متعثرة الى يومنا هذا بسبب مطالبة المشير حفتر مرارة وتكرارا لغي المادة الثامنة من الاتفاق السياسي التي تنص في المادة على تحويل المناصب السيادية والعسكرية بما في ذالك منصب القائد العام للجيش الذي يتزعمه المشير خليفة حفتر الى سلطة المجلس الرئاسي بمجرد توقيع اتفاق الصخيرات، وتقليص أعضاء المجلس الرئاسي الى رئيسي ونائبين.

انه تضارب المواقف بين الشرق والغرب بشأن الداخلي حين يثبت بيان مجلس الأمن على مواصلة التمديد على الحظر التسلح الى ليبيا، ليتجه فيها المشير خليفة حفتر الى الدول التي عارضة القرار من الأول وأجاد التفاهم والود والمساعدة والرجوع الى الحظيرة الروسية في بناء الترسانة الليبية المسلحة بالأموال الليبية المجمدة والطالية.

لكن يبدوا أن استمرار العقوبات يعكس حالة روسيا من دعم للمشير حفتر وظهور موقف الأوروبي الأمريكي اتجاه دعم السراج في حكومة الوفاق الوطني لاسيما بعد وصول الرئيس الجديد دونالد تراب الى الحكم التي كانت الإدارة الأمريكية السابقة وحلفائها الغربيون يدعمون بشكل واضح الحكومات المناهضة للشرق الليبي.

إلا إن نجاح القوات العربية الليبية بزعامة المشير خليفة حفتر تعمل على إعطاء دول العالم ومنها ايطاليا الاعتراف الصريح بحجم قوة المشير في الشرق الليبي ومسانده في معركته ضد الإرهاب والاعتراف بدورة وثقله العسكري وعزيمته على الفضاء على الإرهاب في ليبيا.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس