يقول جل ثناؤه { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }

جائني خبر عزّ علي مسمعه .. وأثر في طيّات قلبي موقعه ، خبرٌ يشيب الوليدَ ويصرع الوطيد ، وكلما اشتد ألم الوقيعة تقصر الألفاظ عن النعي وتعجز ، ولكن أُسلّي نفسي بقول اليازجي : ( أشباح تروح وتجي وآجال تمسي وتغتدي وأنفاس تتقطع من دونها حزنا وأسفا وعبرات تتفطر وجدا ولهفا وما عمدت الأقدار إلى استنزاف مدمع ولا أرادت الأيام إيلام موجع إنما هي سنة الخلق كون يليه زوال وعقد يسبقه انحلال وأن لكل شيء أجلا موقوتا ) فلله درك يا فقيدنا كم أثنى عليك البعيد قبل القريب والغريم قبل الحبيب وألا إن أولياء الله في بلاده ، شهود عباده ؛ فقد شهدوا لك بحسن السخاء وطيب البقاء وكثرة العطاء فقد كنت للمساكين موئلا وللأرحام واصلا ، والأقدار سهام إن انطلقت لا ترجع وهذه سنة الخلق وكما قال الشاعر :

وإن الحصى عند الجزوع ثقيلةٌ ... وضخم الصّفا عند الصّبور خفيف

يا سادتي رَحِمَ المرحوم وخاصته لعمري إن النائبة عظيمة والهَلَع بكم لخليق .. ولكن الصبر والحلم بكم لأخلق ، والعزاء على الأعزة شديد ، وماذا نصنع والبلاء قد نزل ، والموت حُكمٌ قد حصل ، وتذكروا أن الفقيد لا يرجع بجبال من الهم على الكبد ولطمات باطشة على الجسد ، وأزكى لنا من ذلك أن نفعل ما يفعله الذاكرون ونقول: (إِنّا للهِ وَإِنّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

وكما فجعنا بموتك وابتُلينا بفقدك فأسأل الله أن يجعل سبيل الخير سبيلك ودليل الرشد دليلك وأن يوسع لك في قبرك ويغفر لك يوم حشرك ووالدينا وجميع المسلمين .

كتبه/ سامي بن محمد الهرفي

في ليلة الاثنين بعد خبر وفاة العم محمد بن راشد المبارك مباشرة ٢٢ / ١١ / ١٤٣٨