بين طياتِ واقِعِنا الآتي والغوصُ في أعماقِ بَحرهِ والتأقلمُ مع رياحهِ ومُجاراةِ أبطالهِ ..
فوزٌ نكسبُهُ ونتحدى بهِ آفاق العالمَ ونطحنُ كُل غصةٍ تَمسكّنا بها رُغمَ مرارةِ ألمِها وحدةِ سَقمِها ..
تتوالى علينا أحزانُها وتتناثر بيننا صدا كلِماتها ..
وتتزاحمُ أفكارُنا لتنتشلَ جُثثٌ حان أجلِها ..
تُتهمُ فينا أقوى نسائِنا بالخيانةِ ، وتُظلمُ أشرسُ فتياتِنا حكمةً وتُقيدُ أبنة الثامنة وتُهجر المُسنة !
يُقال أنّ المظلومُ ينامُ براحةٍ والظالم على نارٍ من الجمرِ مرقدُهُ ..
ويتحاشى المرءُ أنّ يُحدثَ صوت الحق بين جموعهِ وتتغافلُ الأصوات أنّ تُسمعُ !
ويذبلُ الحق دون خشيةٍ وتتنافرُ الذئابُ رهبةً !
وتتعالى أنيابُ الباطلِ وينخفضُ جرسُ العدْل ..
يخشى الكبير ويبكي الصغير ، وتختبىء الأُنثى في عبير حُجرها خوفاً على عِرضها ..
تأبى أنّ تكون سلعةً تُشترى وتُباع !
تلطمُ الأمُ خائفةً على مولودٍ لم يرى نورً للحياة بعد ..
وتستسلمُ المنيةَ للوقت !
لم يعُد للحق لا صوتاً ولا حرف ..
تبقى أنّ يكونَ مُحرمٌ فحسب !
-غادة آل سليمان