مقولة كنا نسمعها سابقاً كثيراً وكان أكثر من يرددها كبار السن الذين اعتادوا العلاج الشعبي بحكم أنهم توارثوه جيلا بعد جيل وكذلك الأكلات الطبيعية التي تحارب الأمراض وتقوي المناعة , وكذلك نسمعها من الأطفال الذين يكرهون الإبر ويخافونها .
أما الآن أصبح الكثير يردد هذا الكلام من عدة فئات وليست مقصورة فقط على كبار السن ولا الأطفال والسبب قلة الاهتمام من إدارة المستشفى أو الوزارة نفسها , هناك بعض القطاعات المهمة الخدمية التي تعتبر أساسية للمواطن ويجب إعطائها حقها من الاهتمام والعناية بها أشد العناية وعلى رأسها الخدمات الصحية .
للأسف قلما نجد اهتمام من الموظفين في المستشفيات الحكومية ومن الأطباء أيضا وهذا بالشك يؤثر سلبا على نفسيه المراجعين والمرضى وحتى المرافقين , كما أن برتوكول الإجراءات ومدة الانتظار للمريض تجعله يزداد حنقاً كل مرة يأتي بها للمستشفى والحجة معروفة ( ازدحام المرضى ), خاصة عندما يكون المرضى أطفال صغار من الغير المنطقي أن ينتظر مريض مدة قد تصل إلى أربع أو خمس ساعات لأجل إجراء كشف لا يأخذ دقائق معدودة , قد يستطيع الشخص البالغ الكبير ان يتحمل تلك المدة الطويلة , لكن كيف يتحملها طفل أحيانا لا يتجاوز السنتين او الثلاثة سنوات أو أكبر قليلاً مما يربك الوالدين , خاصة مع البكاء المتواصل أو مع ارتفاع درجة الحرارة أحيانا أو اعراض أخرى مثل النزلات المعوية التي يصاحبها قيء وإسهال وخلافه , المشكلة التي تدل على عدم الاهتمام هي عدم وضع خطة اثناء الفترات الموسمية التي تنتشر فيها الامراض الموسمية المعدية المفترض انها فترى طارئة تستوجب وضع خطط لها, وفتح المزيد من العيادات وضخ المزيد من الأطباء في نفس الوقت سواءً أطباء عامين او أطباء أطفال , باستثناء المدن الكبيرة اغلب المدن والمحافظات لا تملك الا مستشفى واحد او مستشفيين على الأكثر لذا من الطبيعي اثناء فترات الانتقالية التي تكثر فيها الامراض الموسمية يكون هناك ازدحام للمرضى , ولا يكون هناك سوى طبيب واحد عام من بعد العصر تخيلوا عدد المرضى الذي ربما يتجاوز العشرات والذي يظل طوال اليوم حتى ساعات متأخرة من الليل تصل إلى الفجر في ازدياد وكما أسلفت لا يوجد إلا طبيب واحد . المشكلة ان المستوصفات الخاصة التي تقل حجما وموارد عن المستشفيات المدعومة كل سنة بمليارات الريالات تجد لا يقل عن اثنين او ثلاثة أطباء عامين في المستوصف بالإضافة إلى طبيب أطفال أحيانا في أي وقت دون تمييز سواء في الأوقات الرسمية للعمل او خلافها .
لذا يتجه العديد من المرضى او ذويهم للذهاب للمستوصفات الخاصة وتكبد المصاريف العلاجية على أمراض موسمية في الاغلب لا تحاج الا لمضاد ومسكن مع العلم ان الصيدليات تمنع صرف علاج المضادات الحيوية بدون وصفه طبية مما يجبر الكثير للذهاب للعلاج ومقابلة الطبيب , يجب على الوزارة تفقد المستشفيات ومتابعة سير العمل فيها خاصة في إدارة المواقف الطارئة وكيفية تعامل كل مستشفى مع تلك المواقف , باستثناء أزمة كورونا لم نجد بصراحة اهتمام حقيقي .
لا أعتقد بأن هذا الوضع المؤسف الذي نشاهده يومياً بأنه يرضي أي مريض وأي مرافق لمريض أو مسئول عنه , يجب ان يكون هناك اهتمام أكبر ومراعاة لكل أولئك المرضى الذين لا يأتون إلا بحثاً عن ملجأ يقضيهم ويلات المرض والألم , كما يجب على الوزارة أن تفتح قنوات التواصل مع المواطنين والمرضى لسماع شكاويهم والرد الإيجابي ومتابعة تلك الشكاوى ورصد المخالفين أياً كان منصبه واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه المشكلة وحلها حلاً نهائياً .