وتظل تفكر هل كل شيء سيمضي على ما يُرام أم أنك فقط تأمل؟ أيام تمضي، وملامح الأشياء تُصبح أكثر تشوشاً، والروح تنحدر إلى تشوهٍ مُريع.
الخوف في القلب يتزايد بمعدل مُخيف، وعلامات الاستفهام والتعجب تزداد بشكل عجيب، والوقت يمضي غير مُدرك لما يحدث فيه. فقط يظل يمضي في الاتجاه الذي تأخذه إليه الريح.
كيف للروح أن تجد السبيل إلى راحة أبدية، غير مُهددة بالتبدل بين عشيةٍ وضُحاها؟ كيف لنا أن نقنع بحياة نرفضها؟ كيف للقلب أن يتنبأ بنهاية الحكايات قبل أن يخوضها؟
عندما نحلم بالواقع، نتعجب من أحلامنا، وعندما نظل في أحلامنا نكره الواقع! أشياء كثيرة تمر بنا ولا نستطيع أن نفهم سبب حدوثها، مواقف، وأحداث تُصيبنا بالدوار، دوار لا نجد له أي أقراص تسكن مِن أوجاعه، ولا طبيب يستطيع تشخيص حالته.
ننتقل مِن مرحلةٍ لأخرى، نتنفس بشق الأنفس، نختنق، ثم نعاود الكَّرة. القلب يشعر بغربة عن الجسد، عن العقل، يشعر بغربة طويلة عندما يبتعد عنه ما يُحب. يشعر بالحزن المُفرط، والكآبة الأبدية، لا يتوقف عن العمل لأجل نفسه، لكن بطاقة أقل، وروحٍ مُنهكة، وبإحساس كبير بالضياع.
لحظات تمر تشعر بأنها خيال، لا تُصدق أنها تحدث لكْ، لكَ أنت. تعيش في دوامة نفسك، وما تسببه لك مِن توتر، وقلق. ثم تسلم نفسك للاشيء، ماذا بيدك أن تفعل سوا أن تنتظر الفصل القادم مِن الحكاية، أن تنتظر القدر المكتوب بترقب حَذِر، وباستسلام شخص فقد الأمل.