وما يعتري المرء من صعوبات تحتّم على اللبيب من وقفة تتبدل معها الحال.
والمثال الافضل الأشجار الكبيرة المثمرة،تبدل اوراقها ما ان تجد حياة مائية حولها ، تثمر ثمراً بعد طول جفوة من ماء .
فتتغطى الأشواك ويخرج بدلاً عنها أوراق خضراء وثمار... الجميل المبهج أن الحياة لا تتوقف ! والأجمل انها لا تتوقف عند احد بتاتاً ..
والسفر حياة جديدة تخضر معها الحياة وتتجدد الطاقات.
يغدق الشافعي بأبياته /
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ًفي أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
مفارقة ! ورب جالسٍ في بيته يطوف الأوطان بفكره المتجدد…