بقايا كائنات ميتة من نباتات وحيوانات وبشر ، اجتمعت للحظة ودفنت عميقاً في باطن قشرة هذه الأرض الواسعة ثم تعرضت لدرجات حرارة عالية وضغط أعلى ، وبقيت طول سنوات بعيدة والتي قد تتجاوز 650 مليون سنة. ما أدى إلى تركيز مادة الكربون فيها عن طريق عمليات طبيعية مثل الهضم اللاهوائي للعضيات النافقة المدفونة ، لتخلق ذاك الشبح الأكبر ، ثم انطلق على هذا الكوكب الكبير ، وبدا يغزو جميع البلاد ، في كل بقاع الأرض ، حتى غدا وحده هو من يتحكم بهذا العالم ، تعود تسمية هذا الشبح (الوقود الأحفوري ) لأنّه يستخرج من الأحفوريات ( و الأحفوريات عبارة عن كائنات ماتت منذ ملايين السنين و دُفنت بقاياها في باطن الأرض ) ، بالإضافة لحاجته إلى أدوات حفر ليتم استخراجه من باطن الأرض.
هنا تكمنُ الكارثة :
يشمل الوقود الأحفوري النفط والفحم والغاز والذي أستخدم بإسراف منذ القرن الماضي الى القرن الحالي رغم ارتفاع اسعاره يوماً بعد يوم نظراً لكمية الضرر التي ينتجها ، برغم كل ما يقدمه من فوائد إلا أن كمية الكوارث التي ينتجها باتت من أصعب الكوارث الأرضية التي تحتاج جهداً واضحاً وكبيراً للحد منها ، ومن أهمها توليد الكهرباء وتشغيل المواصلات المختلفة وغيرها من الإستخدامات الكبيرة ، لكن مع كل هذا لنتحدث قليلا ً عن بعض أضراره الكارثية، والتي تشكل مخاطر كثيرة تهدد صحة الانسان والبيئة ومصادر الحياه الثلاثة بفعل تعمق مخاطر تلوث البيئة نتيجة الاستخدام المفرط لمصادر الطاقة ، وفي نفس الوقت يتواجد تحديات خطير قد تؤدي ذلك الى تراجع الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع مسيرة تطور الحياة البشرية ، وهذا ما يدعونا جميعا وخاصة المهتمين بأهمية ومخاطر وتحديات هذا الشبح في الوقوف عليه بجدية من أجل استغلاله بشكل يؤمن ضمان تطور التنمية المستدامة .
وهذه المضار تتكون نتيجة الحوادث والنشاطات الروتينية التي تصاحب إنتاجه وتشغيله، مثل الإنفجارات الزلزالية أثناء إنتاجه، الحفر، تولد النفايات الملوثة بالاضافة لكلفته العالية ، غير أن هذا وذاك أدى الى تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون والتي وبسبب تلك الزيادة فلم تعد وسائل التخلص الطبيعي منه قادرة على مجابهة تلك الزيادة، مما جعل هناك تخوفاً أكبر من مخاطره المتمثلة في أن، ذلك الغاز عندما يذوب في الماء يعطي حمضاً يعرف باسم حمض الكربونيك، ويتفاعل هذا الحمض مع بعض المكونات القلوية لقشرة الأرض بالإضافة إلى ذلك فإن خطورة ذلك الغاز أيضاً تكمن في أن جسيمات الكربون قادرة على امتصاص الغازات السامة فيتحول بذلك إلى غاز خطر من ناحية، ويؤثر على درجة حرارة الغلاف الجوي
اما بالنسبة لنتائج تلوث الهواء بثاني أكسد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون.و بعادم السيارات والرصاص ،فتكمن في" التغييرات المناخية "، حيث أن هناك من يعتقدون أن استمرار احتراق الوقود بالشكل الحالي يزيد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء لتصل للضعف تقريباً في أوائل الثلاث سنوات القادمة ونظراً لأن حرارة سطح الأرض هي محصلة لاتزان دقيق بين مقدار ما يقع على هذا السطح من أشعة الشمس ومقدار ما ينعكس منها ويشتت في الفضاء، فإن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ستؤدي لامتصاص زيادة من الإشعاعات الحرارية المنعكسة من سطح الأرض والاحتفاظ بها، وتؤدي بالتالي لارتفاع حرارة الجو عن معدلها الطبيعي، مما يؤدي على المدي الطويل لارتفاع حرارة طبقات الغلاف الجوي الملاصقة للأرض بشكل ملحوظ .
ظاهرة الاحتباس الحراري :
هي ظاهرة تهدد الحياة البشرية كاملة لانها قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل سيؤدي لانصهار جزء من طبقات الجليد التي تغطي القطبين الشمالي والجنوبي للأرض، وانصهار الجليد المغطي لقمم الجبال في بعض المناطق، مما سيؤدي لارتفاع مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات وإلى إغراق كثير من حواف القارات بما عليها من مدن ومنشآت، بالإضافة لذلك فإن، الشواطئ والدلتا في كثير من دول العالم بما فيها مصر،بنجلاديش، وأندونسيا، والهند والصين وغيرها سوف تغمر بالمياه كنتيجة لزيادة منسوب مياه البحار، والمحيطات. كما أن المياه الجوفية سوف تتلوث نتيجة زحف مياه البحار والمحيطات.
ثقب الأوزون :
هو أيضاً يحتاج إلى العمل بجدية للبحث عن مصادر بديلة ، بسبب مضاره على الكائنات الحية الثلاث
فتهديده للبشرية يكمن في وصول الأشعة الناجمة عن هذا الثقب الى انتشار سرطان الجلد بشكل كبير ،وأمراض الجهاز التنفسي ، والأزمات الصدرية ،وحدوث تلف في الحمض النووي DNA ، وحدوث المياه البيضاء في العين ، أما بالنسبة للثروة الحيوانية يؤثر ثقب طبقة الأوزون على الثروة السمكية، ويسبب هلاك يرقات الأسماك التي تعيش قريباً من سطح ماء المحيطات والأنهار.
بالاضافة لتأثيره في الثروة الحيوانية ، حيث يمتد التلوث للأعشاب والزراعات التي تتغذى عليها الحيوانات، مما يلحق الضرر بالثروة الحيوانية أيضاً، فانتشار المجاعات لن يقتصر على غذاء الإنسان فقط بل أيضاً الحيوان.
كما يؤثر ثقب الأوزون على النباتات حيث يؤدي لنقص المحاصيل الزراعية من النباتات الحساسة للأشعة كالقطن، وبعض النباتات التي ثبت توقفها عن عمليات بناء الأنسجة في ثلثي النباتات محل التجربة. وهذا يعني أن تسرب الأشعة فوق البنفسجية سيضر بالمحاصيل، وسيقلل غلتها وإنتاجها، ويلحق الضرر بكثير منها.
كل هذا وذاك يدفعنا الى البحث الجدي عن طريقة بديلة للطاقة التي لا تؤدي الى هلاك البشرية أهمها الطاقة النظيفة التي تعتمد على الوسائل الطبيعية كطاقة الرياح والماء والشمس وغيرها الكثير التي تعد من أفضل السبل لمحاربة ذاك الشبح ، والسعي قدماً نحو بيئة نظيفة مستدامة .