امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديوهات والصور التي توثق الانتشار الكبير للنساء الاجنبيات والغريبات واللاتي يمارسن التسول في شوارع بغداد والمحافظات بلا حسيب ولا رقيب , وكلهن يتخفين بالزي العراقي  لاستعطاف مجتمع تجاوزت طيبته الحدود, واغلبهن من السوريات والباكستانيات والافغانيات والبنغلادشيات وغيرها من الجنسيات , واظهرت احدى المشاهد المصورة , رجال الامن وهم يحاولون القاء القبض على احدى المتسولات الباكستانيات وقد انكفأت على نفسها ورفضت الذهاب مع الشرطة , وقالت لهم انها تركت اطفالها وحدهم في البيت ؛ بينما وثق احد العراقيين من اصحاب مكاتب الصيرفة ,  وبالتسجيل المرئي احدى المتسولات الباكستانيات والتي تأتي وبشكل يومي لصاحب الصيرفة العراقي وتصرف لديه مبالغ مالية كبيرة تحصل عليها من الاستجداء .

منذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة عام 1920 والى هذه اللحظة , عمليات التوطين والتجنيس للأجانب والغرباء والدخلاء , قائمة على قدم وساق , فهاهم الغرباء والدخلاء يتحكمون بمقدرات البلاد وينتشرون فيها انتشار النار في الهشيم , وماذا ننتظر من دولة قامت على بقايا العثمنة من شذاذ الافاق ثم طعمت بشراذم الدول العربية الغرباء , وها هي السبحة تكتمل من خلال تجنيس وايواء وتوطين  الايرانيين والباكستانيين والافغان والهنود والسودانيين والصوماليين ... الخ ؛ والشيء بالشيء يذكر ؛ وبينما انا اشاهد احدى الفيديوهات التي توثق ترحيل المئات من الباكستانيين المخالفين وعلى متن الخطوط الجوية العراقية وعلى نفقة الحكومة العراقية , والذين كان اغلبهم في السجون العراقية , همس في اذني احدهم قائلا : لا تفرح بترحيل هؤلاء ولا تصدق بتطبيق القانون على الغرباء والدخلاء, فهذه الاجراءات اشبه بالمسرحية المتفق عليها , اذ يعمد بعض الفاسدين والمخربين من المحسوبين على القوات الامنية ورجال القانون , كل عام الى شن حملة قبل الزيارة الأربعينية , والقاء القبض على المخالفين ثم يودعون في السجون ويأكلوا ويشربوا حد الشبع والارتواء , وبعدها تسفرهم الحكومة وعلى نفقتها الخاصة , فيذهبوا الى اهلهم ثم يرجعوا الى العراق مرة اخرى وبطرق ملتوية , كالدخول مع الايرانيين بحجة الزيارة الاربعينية او التهريب الى العراق عن طريق اربيل وغيرها ؛ وهكذا يتم تدويرهم والخاسر الوحيد في هذه العمليات المشبوهة العراق والعراقيين الاصلاء .   

وان استمرار هذا الوضع ينذر بالخراب الاكبر والدمار الاخطر , فهؤلاء اشبه بالكائنات الطفيلية التي تعتاش على اجساد العراقيين الاصلاء وتمتص دماءهم رويدا رويدا الى ان تهلكهم وتفتك بهم , وحالنا وهؤلاء كما يقول المثل الشعبي ( جمل الغركان غطه ) ففي الوقت الذي يهاجر فيه شبابنا المساكين الى الخارج , ويبحث المواطنون  فيه عن فرص العمل فلا يجدونها , ينعم هؤلاء بالهوية العراقية والاقامة القانونية وغير القانونية ويستولون على كل فرص العمل , حتى التسول احتكروه , اذ لم يبق شيء للعراقي - غير الموظف – والفقير  سوى المناخ القاسي والتلوث البيئي ورياح ( السموم) .

وان تستر هؤلاء بالهوية العراقية , ومن ثم اقامتهم في العراق وحصولهم على الجنسية العراقية , سيؤدي الى مضاعفة الاثار السلبية وتفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والامنية , واصبح التخلص من هؤلاء وتنظيف البلاد من شرهم وضررهم وسحب الجنسية العراقية منهم , واجبا وطنيا مقدسا , فما شبع هؤلاء الغرباء وما تمتع أولئك الدخلاء الا بما حرم منه العراقيين الاصلاء , فهؤلاء يتمددون على حساب مصالح و وجود ابناء الاغلبية والامة العراقية , وعليه لابد من الضغط على الحكومة لإعادة النظر في قوانين التجنيس والاقامة والعمل  وتشديد الرقابة على اربيل التي اضحت وكرا للخارجين عن القانون والمخالفين والاجانب والغرباء من المقيمين بصورة غير قانونية وكذلك فرض اجراءات شديدة على الاجانب والغرباء من زوار الاربعينية تضمن عدم تسربهم وهروبهم ؛ والا فمصير الهوية الوطنية والاغلبية العراقية في خطر , فضلا عن الاضرار البالغة التي تلحق بالاقتصاد العراقي .