تبدأ المشكلات صغيرة ثم تكبر مع مرور الايام ؛ لاسيما مع الاهمال المقصود او اللامبالاة , ولو راجعنا الاراضي العراقية التاريخية التي انسلخت من وطننا وذهبت الى الاخرين ظلما وزورا وعدوانا ؛ لوجدنا ان الخطوات التمهيدية للاستحواذ عليها ونفي الهوية الوطنية العراقية عنها , تشبه الحالة الكردية الانفصالية الان في شمال العراق , ومن الواضح ان المناطق التي تخرج من الجغرافيا الوطنية والسمة العراقية , يتسلط عليها الاجانب والغرباء والدخلاء والذين يعملون جاهدين على تغيير ملامح كل تلك المناطق وطمس تاريخيها واخفاء معالمها واسماءها المعروفة , ثم قطع كل الصلات التي تربط تلك المناطق ومواطنيها بالعراق والامة العراقية , بل واعلان العداء والكراهية لكل ما هو عراقي اصيل , لذلك نحن لا نستغرب من قيام الكويت بتجنيس الاجانب والغرباء بينما تحرم سكان الكويت الاصلاء من العراقيين بحجة كونهم ( بدون) , ومنذ انشاء الكويت والى هذه اللحظة مارست الكويت كل الادوار المشبوهة والعدوانية تجاه العراق , وغذت المواطنين بثقافة منكوسة عدوانية تشجع الكويتي على مد جسور المحبة والصداقة والتعارف مع كل ابناء وشذاذ المعمورة الا العراقيين ؛ كذلك تفعل حكومة اربيل والكرد الانفصاليين الان , اذ يسمحون بدخول الاجانب والغرباء الى اربيل بكل يسر وسهولة وتقديم افضل الخدمات والتسهيلات لهم , بل وصل الامر بالحكومة الانفصالية ان قامت باستدعاء الاكراد الاجانب من ايران وسوريا وتركيا وتجنيسهم واعطاءهم الهوية العراقية ؛ لإحداث التغييرات الديموغرافية وتغيير هوية المحافظات الشمالية العراقية ... .
وكل دعوات التظلم الكردية وحركات التمرد الانفصالية , خارجية ولا علاقة للداخل الكردي العراقي بها , بل ان الاكراد العراقيين العزل والابرياء والوطنيين قد دفعوا ثمن تلك الحركات المشبوهة التخريبية والفصائل المسلحة ؛ اذ قتلوا وشردوا ودمرت منازلهم وقراهم , فهم وقعوا ضحية بين الحركات الانفصالية وحكومات الفئة الهجينة الحاقدة , وعلى الرغم من انتعاش الاكراد وتطور محافظات الشمال على مختلف الاصعدة , والامتيازات الكبيرة والاموال الطائلة التي حصلوا من الحكومات العراقية بعد عام 2003 والتي يحلم بها المواطنون العراقيون الاصلاء فضلا عن اكراد الكرة الارضية قاطبة ؛ لا زال الانفصاليون يشتكون ويتظلمون ويدعون ادعاءات كاذبة ما انزل الله بها من سلطان , اكثر من 20 عام والاكراد في الشمال يأخذون ميزانياتهم الانفجارية من الموازنة العراقية , ويعملون في كل انحاء العراق وبكل حرية , ويتبوؤون المناصب الحكومية الرفيعة في بغداد وغيرها , ويمارسون انشطتهم التجارية وفعاليتهم الاقتصادية في كل المحافظات العراقية من دون موانع او عوائق , فضلا عن استحواذهم على ابار النفط والغاز في محافظات الشمال , وكركوك في اكثر الاحيان , وموارد المعابر والمنافذ الحدودية وغيرها من الدوائر والمقدرات , وعدم دفع دينار واحد للخزينة العراقية المركزية , بل واحتساب رواتب المليشيات الكردية الانفصالية على وزارة الدفاع والاعتراف بشرعيتها , علما انها معادية للعراق جيشا وشعبا , واصطدمت مع القوات الامنية أكثر من مرة ...!!
وفوق كل هذه الامتيازات يذهب مئات الالاف من العراقيين الاصلاء الى اربيل والسليمانية ودهوك , ويصرفون هناك المليارات , وتطورت هذه المدن بفعل هذه السياحة النشطة والاموال العراقية , الا ان الانفصاليين قابلوا الاحسان بالإساءة والوطنية بالخيانة , اذ يتعرض العراقيين لشتى صنوف المضايقات والانتهاكات في السيطرات الكردية , ويفرضون رسوم دخولية وموافقة امنية على المواطنين , وكل الاجراءات الروتينية في السيطرات تهدف الى اذلال العراقيين واهانتهم بحيث يقف المواطن العراقي وتحت اشعة الشمس اللاهبة 6 ساعات احيانا ...!! , بل وصل الامر ببعض الكرد الانفصاليين من الهجوم وبصورة تعسفية على الاشخاص العراقيين العرب والذين يرتدون الزي العربي و اهانة ( العكال ) الزي العربي على الرغم من رمزية هذه اللباس في عادات وتقاليد العراقيين الاصلاء , وحرق وتمزيق العلم الوطني العراقي ... ؛ والعجيب ان الحكومة المركزية لا تعاملهم بالمثل ولا تعامل غيرهم بهذه السياسة العادلة , مما جرأ الجميع على العراق والعراقيين ؛ والاعجب ان اربيل عندما تلعب بالنار مع القوى الاقليمية وغيرها وتتعرض للتهديدات الخارجية ؛ تهرع الى الحكومة المركزية وتطلب من الاغلبية العراقية بالدفاع عنهم , اذ لم يكتف الكرد الانفصاليين بكل هذه الامتيازات والاستيلاء على الثروات بل راحوا يطلبون منا التضحية بدماء ابناء الاغلبية لاجل عيون الانفصاليين ...!!
علما ان اربيل تقدم كافة التسهيلات للغرباء والدخلاء والاجانب بل والصهاينة ايضا , بالإضافة الى ايوائها شراذم الارهاب الطائفي والبعث الاجرامي وعصابات الجريمة المنظمة وغيرها .