واستمر اياد علاوي بهذيانه الممل وتصريحاته المزعجة واحاديثه التي تفتقر للمصداقية والواقعية ؛ فقد تنبأ هذه المرة بقرب وقوع المعارك المحلية واندلاع الحرب الاهلية والتي قد تنطلق شرارتها من البصرة او غيرها , وقال : ( اقرأوا السلام على العراق ) , وبهذه التنبؤات تكتمل ( السبحة ) ؛ و قدر الطبخ لا يقف الا على ثلاثة ارجل , كما يقول العراقيون ؛ وها هي الحسبة تمت بالكامل والتمام , فقد رزقنا الله بثلاثة اشخاص يعتبرون من فلتات الدهر : اولهم ابو علي الشيباني وثانيهم فائق دعبول المرندي وثالثهم اياد علاوي – ( جانت عايزه التمت ) وقد استند في تنبؤه هذا على تقارير سرية رفعها اليه اخوته في القيادة القطرية واتباع جرذ الحفرة القومية , وهو بناء على هذه التقارير ( الخرط ) توقع باندلاع الحرب الاهلية والتي قد تكون من اسباب حدوث الحرب العالمية الثالثة …!!
مر عليكم في الحلقة الاولى من هذه المقالة , ان المفكر الكبير ابن علاوي طلب من السوداني إطلاق سراح كافة السجناء وبلا استثناء وبغض النظر عن جرائمهم ومجازرهم وارتباطاتهم الخارجية المشبوهة , وادعى ان هذه الخطوة الجهنمية من دواعي الاستقرار والامن والامان ؛ وانا الان في حيرة من أمري ؛ فهو من جهة يدعي قرب اندلاع الحرب الاهلية , ومن جهة اخرى يطالب بإخراج المعتقلين من السجون لكي ينعم العراق والعراقيون بالأمن والامان , ولو حدثنا الاطفال بهذا الحديث لما اقتنعوا به ولضحكوا منه ؛ اذ من الواضح ان البلد المضطرب والمتهيئ لوقوع الصدامات والنزاعات المحلية فيه , يفترض من المسؤولين فيه ؛ تجفيف منابع اضطرابه وتقليل عناصر تخريبه واحترابه , وهذا الامر يتجلى بإيداع الشخصيات والجماعات الارهابية والاجرامية الخطيرة في السجون ؛ وليس زجهم في المجتمع , اذ ان دخولهم بين صفوف ابناء المجتمع ؛ يزيد من حدة التوترات والصراعات ويرفع معدل الجريمة والارهاب والاضطرابات , ولعله يكون القشة التي تقصم ظهر البعير , والشرارة التي تحرق الاخضر واليابس فيما بعد ؛ ويعد هذا الامر من البديهيات الا ان اياد علاوي يطلق التصريحات المتناقضة والتي قد تقتضي المخرجات التي يضرب بعضها بعضا , ويعارض بعضها البعض الاخر , ولا ادري أهو جاهل بحقيقة الامور ام متغابي ام لغاية في نفس يعقوب , لاسيما وان المعلومات المسربة تشير الى اجتماعه بالكاظمي في عمان فضلا عن اجتماعاته المستمرة بأخوته البعثية في الاشهر الماضية في عمان …؟!
وكشف في لقاءه هذا انه رفض مقترح السيد عبد العزيز الحكيم عام 2005 والذي أوصى به المرجع الديني السيد علي السيستاني كما ادعى ؛ والذي يدعو لتشكيل قائمة شيعية تطالب بحقوق المكون … ؛ بحجة وطنيته ورفضه للطائفية ؛ ثم بعد عدة دقائق عاد ليصرح بأمر اخر يختلف مع الخبر الاول الذي نقله والذي ذكرناه انفا ؛ اذ قال : (( بعد خروجي من منصب رئاسة الوزراء , ارسلت رسالة الى المرجع الديني السيد علي السيستاني في النجف الاشرف , وصرحت فيها برؤيتي السياسية وقلت فيها ان العراق لا ينهض الا بدولة المواطنة ؛ فأجابني المرجع الديني : انه لم يوص السيد عبد العزيز الحكيم بتشكيل قائمة شيعية , بل بالكيان الوطني ؛ شيقصد بالكيان الوطني والله ما ادري …!!)) .
وتبقى هذه التصريحات مجرد ادعاءات , وقد تكون مسرحيات معدة سلفا , واستمر بحديثه قائلا : (( … اني حكم حسب هواي وهواي يرفض الشيعي المتطرف والسني المتطرف … ؛ وهذا مو شغل المرجع الديني – ان ينصح بتشكيل قائمة انتخابية – المفروض كان يدعو الشعب العراقي لمقاومة الاحتلال الامريكي … )) .
وللإجابة عن ترهات اياد علاوي ؛ أقول :
اولا : من خلال متابعتي للقائك هذا وبقية اللقاءات الاعلامية ورصد تصريحاتك وحواراتك السياسية وغيرها ؛ وجدتك تخبط خبط عشواء , وتخلط بين الطائفية والمطالبة بحقوق المكون , فأنت تتعامل مع الشيعة العراقيين كطائفة دينية والحق انها مكون اجتماعي كبير بل يمثل الاغلبية العراقية والهوية التاريخية والوطنية , وهنالك فرق بين الامرين فقد يطالب الملحد الشيعي او الشيوعي الشيعي او القومي الشيعي او العلماني او الليبرالي او حتى البعثي الشيعي بحقوق الشيعة وهذا لا يعني ان هؤلاء طائفيون , بل هم وطنيون وفي نفس الوقت يطالبون بحقوق مكونهم الاجتماعي , وعليه المطالبة بحقوق الشيعة كالمطالبة بحقوق الكرد او الايزيديين او حقوق العمال او الفلاحين … الخ ؛ ولا علاقة للأمر بالطائفية بقدر ما له علاقة بإلغاء الفوارق الطبقية وتحصيل حقوق المكونات الاجتماعية والجماعات الوطنية بالتساوي والعدالة وعدم التمييز او التفريق فيما بينها , بحجة الطائفية او القومية او العرقية او المناطقية … , وقفز اياد علاوي وامثاله من رجالات الفكر البعثي والقومي والاممي والديني على الواقع وحقائق التاريخ وهموم المواطن من هذا المكون او ذاك ؛ يؤدي الى انتشار الفوارق الطبقية والتمييز العنصري والطائفي والقومي والاخلال بحقوق بعض المكونات الاجتماعية بحجة الوطنية ؛ لذلك يقول اياد علاوي في هذا اللقاء : (( … اني ما عندي مانع ان يستلم منصب رئيس جمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء شخص كردي وفق الدستور … )) و : ((… العراق ولد الاف الناس الخيرين الجيدين على الصعيد القومي مو على الصعيد العراقي … )) و قال ايضا : (( … دعمت محمد شياع السوداني لان تجربته عراقية , مراح للخارج وتلوث بالخارج كما تلوثنا , وتعرض هو واسرته للاضطهاد في العراق وهذا شيء نموذجي ... )) وسأله الاعلامي نجم الربيعي عن هذه اللوثة أهي مكتسبة ام قديمة من ايام المعارضة ؟ فأجاب اياد علاوي : (( … هذه اللوثة من ايام المعارضة واحن الوحيدين المنزهين عن هذه اللوثة نحن نتكلم عن العراق ولم نكن نتكلم عن مكونات … )) وادعى انه اعترض على الرئيس الامريكي بوش عندما عقد احدى المؤتمرات الاعلامية وتكلم عن المثلث السني والاعمال الارهابية , وادعى انه رد عليه قائلا : (( … لا سنة ولا شيعة انتوا احتلال … )) … ؛ ولعل الكلمة الوحيدة الصادقة والتي نطق بها في هذا اللقاء البائس , ان السوداني يمثل الامة العراقية لأنه ابن الاصالة الجنوبية والمحنة الداخلية الوطنية , وهذا ما ندعو اليه ليلا ونهارا وسرا واجهارا , بان العراق يجب ان يحكم من قبل اهله الاصلاء , فما حك جلدك مثل ظفرك , اما الاشخاص والجماعات التي حصلت على الجنسية العراقية لدواع طائفية وعنصرية وسياسية مشبوهة من ذوي الاصول الغريبة و الاجنبية في بداية القرن العشرين والى هذه اللحظة فلا صلاح للعراق والاغلبية العراقية في وجودهم فضلا عن تسلطهم وتحكمهم بمقدرات الوطن ومصير المواطن , ولعل تجربة الحكومات الهجينة والطائفية والعنصرية والدموية طوال 83 عاما من الشواهد على ذلك … .
لذا نحن نختلف مع علاوي واشباهه اختلافا جذريا , اذ اننا نتكلم باسم الطائفة كمكون اجتماعي وطني ولسنا دعاة تبشير ديني او تعصب طائفي , وهدفنا الاول والاخير احياء مشروع الامة العراقية و اقامة دولة المواطنة , بينما علاوي وامثاله يتكلمون بالوطنية زورا وكذبا , لأنهم يقصدون بها العكس ؛ اذ تفضي اطروحاتهم الحزبية والفكرية الى اقصاء مكونات اجتماعية وتهميش اخرى , وبينهم وبين الوطنية بعد المشرقين , وان كان هؤلاء يحتفون بالعراقيين القوميين والذين يخدمون قضايا الامة العربية او الكردية او التركية او المريخية ولا يعيرون أية أهمية لقضاياهم الوطنية وهموم شعبهم وامال وتطلعات بني جلدتهم ؛ فنحن على العكس منكم تماما , اذ اننا لا نهتم لأمثال هؤلاء بل قد نتهمهم بالخيانة والعمالة والذيلية والتبعية والخسة والدناءة , وتفضيلهم الاجانب والغرباء على ابناء الوطن الاصلاء , فالمعيار لدينا الاخلاص للوطن وخدمة المواطن وما دون ذلك مجرد شعارات منكوسة ومسرحيات ومؤامرات مفضوحة هدفها تدمير العراق والحاق الضرر بالعراقيين , وفي التجارب التاريخية والمعاصرة خير دليل على ما ذهبنا اليه انفا … ؛ نعم هنالك قلة قليلة من الذين يحملون الافكار والأيدولوجيات القومية والاممية والدينية يهتمون لقضايا اوطانهم ومشكلات اهاليهم وبني قومهم الا انها تأتي ثانيا وبالتبع وليس اولا وبالذات … ؛ ولا يفهم من كلامنا اننا ندعو الى قطع الاواصر القومية او الدينية او غيرهما بين الشعوب والامم , بل على العكس من ذلك , اذ اننا نشجع ابناء الامة العراقية ولاسيما الساسة على مد جسور المحبة والانسانية والتعاون مع الاخرين ؛ ولكن بشروط ومنها : اولا : ان لا تكون تلك العلاقات والصداقات القومية او الدينية او المذهبية ذريعة لإهمال الشؤون المحلية والقضايا الوطنية … ؛ وثانيا : ان تكون تلك العلاقات او الاتفاقيات الخارجية ذات مردود ايجابي يصب في صالح العراق والعراقيين او لا اقل تحقق مكاسب للطرفين وبصورة عادلة , اما ان كانت تؤول لتحقيق مصالح الغرباء والاجانب فقط بحجة القومية او المذهبية او غيرهما فلا حبا ولا كرامة ,, اذ تعتبر عمالة مبطنة وخيانة مستترة … ؛ وثالثا : اعتبار تحقيق مصلحة الوطن ونصرة قضاياه السياسية والثقافية والتاريخية والاقتصادية … الخ ,وحماية المواطن من الاخطار والازمات ؛ معيارا وطنيا ثابتا في اقامة هذه العلاقة الخارجية او رفضها ؛ فعندما تتقاطع تلك العلاقات مع المصالح الوطنية ؛ فيجب قطعها او عدم الشروع فيها … .
واعترض علاوي ولا زال يعترض على التسميات الدينية والعرقية بذرائع سطحية , والذي لا ينادي الشيعة باسمهم التاريخي والمسيح بالمسيح والسنة بعنوانهم الديني … الخ ؛ كمن يحاول سلب الاسماء عن مسمياتها بحجة نبذ التمييز بين بني البشر , وعليه التصريح بان ابناء الطائفة السنية هم من قتلوا الجيش العراقي وطلبة قاعدة سبايكر الجوية عام 2014 او وصف هذه المنطقة بالمثلث السني … الخ ؛ لا يعد من الطائفية بشيء , و كذلك القول بان الاكراد الانفصاليين هم من طالبوا باستقلال المحافظات الشمالية عن العراق ليس من العنصرية , او الاعتراف بأن بعض ابناء الطائفة الشيعية اتهموا بالفساد لا يعتبر معاداة لاتباع ال البيت ؛ بل هو من باب تسمية الامور بمسمياتها و وضع النقاط على الحروف ؛ وعليه اعتراض اياد علاوي على التصريح بهذه الحقائق بذريعة الطائفية او العنصرية , لا وجه له بل لعله يهدف الى خلط الاوراق وتضييع الحقائق وقلب الامور رأسا على عقب , وتبرئة ساحة المجرمين والجلادين والارهابين واتهام الشرفاء والاحرار والوطنيين … ؛ فما من جماعة او فئة او مكون او طائفة الا وفيها الاخيار والاشرار والصالحين والطالحين , واطلاق وصف الارهاب او الاجرام على هذه المجموعة من ابناء هذه الطائفة او تلك الجماعة لا ينسحب على بقية ابناءها , اذ لا تزر وازرة وزر اخرى .
واكمل علاوي حديثه مستهزئا وضاحكا , اذ ادعى ان المعارضة العراقية – الاغلب منها – كانوا يشتمون امريكا في النهار الا انهم يجلسون مع الامريكان في الليل , الا هو وجماعته , اذ ادعى انه وحزبه قد رفضوا ومنذ البداية كل اشكال التدخل الامريكي في العراق , وانهم كانوا يعولون على التغيير من الداخل العراقي , وذلك من خلال التواصل مع البعثية وضباط الجيش المستائين من الاوضاع العامة وقتذاك , وادعى التنسيق مع هؤلاء من اجل اسقاط النظام البعثي الصدامي , وقال ان الامريكان فشلوا في العراق , وهم لا يعرفون كيف يتصرفون مع العراقيين , وادعى ان وزير الخارجية الامريكية كولن باول ورئيس المخابرات الامريكية ؛ دعوه لتناول العشاء وقدموا له حلويات بالمشمش يحبها حبا جما , واستغرب انهم كيف عرفوا انه يحب هذا النوع من الحلويات , فردوا عليه انهم يعلمون كل شيء عنه وعن غيره وهذا شغل المخابرات … , واستطرد قائلا : ان رئيس جهاز المخابرات الامريكية جاءه الى عمان وطلب منه ان يكون وزير دفاع ورفض … ؛ وقال : انا قلت لكم سابقا ان لدي نظرة وطنية … ؛ وعندما رجع رئيس المخابرات الى بوش بخفي حنين ولم يوفق بمهمته ؛ اصر الرئيس بوش على ضرورة الرجوع الى علاوي واقناعه بقبول المنصب ؛ كما ادعى هو ذلك …!!
واستطرد قائلا : (( … سألني توني بلير قال : شنو تنصحني حول العراق , وقال لي : شلونه الوضع في العراق ؛ فقلت له : من سيء الى اسوء , وقلت له : اذا تريد تصلح الوضع اتصل ب بوش مرتين بالشهر, واشرح له وضع العراق حتى يدخل بعقله … )) ونسب قصة لاحد معارفه العراقيين واسمه اياد كروجي , اذ ادعى انه من رجال الاعمال او من الشخصيات ولديه بنت ؛ قد تقدم للزواج منها احد الامريكان , وفي حفلة العرس حضر الرئيس الامريكي بوش بنفسه ولحمه وشحمه , وبادر اياد كروجي لسؤال الرئيس بوش عن صديقه اياد علاوي ؛ فأجابه بوش : ان علاوي سياسي محنك … ؛ ولكن يجب عليه التنسيق مع المالكي والتواصل معه … ؛ فرد اياد كروجي عليه : شلون يتعاون معه وهو اسلامي وطني …!!
قصص من وحي الدجل والخيال , والطريف انه اراد ان يذم المالكي على لسان صديقه المجهول فقال عنه : اسلامي وطني …!!
ولعل علاوي يغفل او يدعي التغافل او لعله فعلا جاهل بحقيقة الامور , فمن منا لا يعرف ان الانظمة السياسية السابقة جاءت بموافقة امريكية , وان شراذم البعث وصلوا الى السلطة بقطار امريكي كما اعترفوا هم , وكشفت الوثائق والسياقات والاحداث ذلك فيما بعد , حتى ان صدام نفسه استهزأ بالقاضي وقال له : لولا الامريكان لما مثلت امامك الان , ويدعي علاوي ان الامريكان فشلوا بمهمتهم وانهم لا يعرفون شيئا عن العراق والعراقيين , ثم يذكر ما يناقض كلامه , اذ ذكر انهم يعرفون الحلوى المفضل لديه , يعتقد علاوي وامثاله ان الفوضى والاضطرابات التي ضربت العراق , تدل على فشل الامريكان وعدم معرفتهم بحقائق الامور هنا , والعكس هو الصحيح , فالأمريكان يعرفون تمام المعرفة ماذا يريدون من العراق والعراقيين , وقد صرحوا بنظرية الفوضى الخلاقة , واعترفوا بصناعة داعش , بل ان البعض منهم قال : لو بقى من العراقيين ستة ملايين شخص لا يهم …!! .
والعجيب ان علاوي يريد تغيير النظام من داخل النظام نفسه , أي ان المفكر ابن علاوي يريد اسقاط النظام بجلاوزة النظام , من شراذم البعثية وضباط الجيش المتهمين بجرائم الحرب والابادة الطائفية والعرقية والجماعية , علما ان كل المحاولات السابقة قد باءت بالفشل لان النظام محاط بسياج عزل طائفي عشائري مناطقي دقيق , واين كان علاوي عندما انتفضت محافظات الوسط والجنوب والشمال ضد نظام صدام عام 1991 , وصار النظام قاب قوسين او ادنى من الهلاك لولا التآمر الامريكي والدولي والعربي , لماذا لم يلتحق بالداخل او يدعم الانتفاضة , او انه يريد ان يستبدل بعثي ب بعثي اخر لا يقل عن الاول سوءا وحقدا وانحرافا واجراما وارهابا …؟!
والعجيب انه ادعى في لقاءه هذا , كما في بقية اللقاءات انه سار في درب المعارضة السياسية لإصلاح الخلل ومعالجة الانحراف في النظام البعثي الصدامي ؛ هذا على صعيد التنظير اما اياد علاوي على صعيد الواقع , فهو يترحم على صدام ويذكر مناقبه وكذلك يمد يد العون لعائلته فضلا عن كافة البعثية وازلام النظام , بل ويدعو الى اشراك حزب البعث في السلطة , وقد التحق به الكثير من رجال البعث الملطخة ايديهم بدماء الاغلبية والامة العراقية , ومع كل هذا يدعي انه كان معارضا للنظام ويريد معالجة الانحراف , ولا ادري عن أي انحراف يتحدث وهو يمجد بهذه الطغمة الباغية ويدعو لإنصاف تلك العصابات البعثية والطائفية , والحقيقة انه منحرف كما انهم منحرفون , لان من شب على شيء شاب عليه .
واختتم لقاءه التافه , بهذه القصة السمجة , والتي تحدث فيها عن ملابسات تهريب المجرمة ساجدة خيري طلفاح , اذ قال ان الذين هربوا ساجدة لا علاقة لهم بالبعث ؛ ثم قال بعد قليل : (( واحد بعثي واثنين مو بعثية … !! )) واشاد بهم لانهم اخرجوها من العراق ولم يمسها الامريكان بسوء , وقال : (( عيب المرأة يضربها المحتل الامريكي , وحماية المرأة من الشيم )) الا انه اكمل قائلا بعد ذلك مباشرة : (( واخذتهم العزة بالإثم …!! )) ولعمري هذه العبارات تحير الالباب ويعجز اصحاب البلاغة امامها ؛ فمن باب يدعي ان انقاذ المرأة من شيم العرب ويمتدح سلوك وموقف أولئك الرجال الثلاثة , ومن باب اخر يقول عنهم (( اخذتهم العزة بالإثم )) وجعلنا ابن علاوي في حيرة من امرنا , اذ صرنا لا نعرف حقيقة موقف وتصرف أولئك ؛ هل يعد من العار والاثم ام من الشيم ومكارم الاخلاق …؟!
واين كان علاوي وبقية الشرذمة البعثية السافلة عن هذه القيم والاخلاق ؛ عندما كانوا عناصر في مليشيا الحرس القومي سيء الصيت والسمعة , وعندما قاموا باغتصاب الاف النساء العراقيات فضلا عن تعريضهن لأبشع صنوف التعذيب …؟!