(1)
تعودنا على تصريحات البعثي السابق اياد علاوي قبل كل انتخابات او عندما ترتفع الاصوات النشاز والدعوات المشبوهة هنا وهناك , والتي تحاول جر البلاد لمنعطفات سياسية او امنية خطيرة , وليتها كانت تصريحات صادقة او ايجابية او تعبر عن الواقع العراقي وهموم الامة والاغلبية العراقية , فهو كعادته يصمت دهرا ثم ينطق كفرا , وقد عرفنا حدود خبرته السياسية وامكانياته الثقافية وتاريخه الاسود وخبرنا صفاته النفسية وسلوكياته اليومية والاعلامية ؛ فهو وبقية الجوقة السياسية الطائفية والبعثية والدونية – كالمدعو حسن العلوي وفائق الشيخ علي وغيرهما من سقط المتاع – معروفون بالانتهازية والعمالة والخيانة والعنتريات والجنجلوتيات والاكاذيب والتدليس , والتمثيل واداء الادوار المشبوهة الموكلة اليهم من قبل اسيادهم الاجانب والغرباء ؛ فالبعض منهم اصبحوا اشبه بالدجالين والمشعوذين وفتاحي الفال , والبعض الاخر لا شغل لديه سوى الجلوس في استديوهات الفضائيات وادمان الظهور في الفيديوهات وكأنهم من الممثلين او الاعلاميين او البلوكرات او الفاشينيستات او المهرجين , والبعض الثالث يسرب معلومات معينة موكلة اليهم من اسيادهم ( لجس النبض الشعبي ) ومعرفة ردة الفعل الجماهيرية والنخبوية ؛ والبعض الرابع كالمومس كل يوم هو في شأن لا يثبت على رأي ولا يلتزم بعقيدة ولا يحافظ على عهد او وعد , يميل مع رياح المصلحة الشخصية والمنافع العائلية حيثما تميل … الخ .
وقد التقى الاعلامي نجم الربيعي مع اياد علاوي في قناة التغيير : تحت عنوان لقاء تاريخي …!! , بتاريخ 9/6/ 2024 واستمر اللقاء لمدة 51 دقيقة تقريبا ؛ ودفعني الفضول لمشاهدة هذا اللقاء الممل والذي يشبه بقية لقاءاته التافهة والسطحية والقشرية السابقة ؛ وكلما اقول عسى ولعل هذا السياسي الهجين والمنكوس المخرف يغير سيرته ويصحح مسيرته ويكفر عن ذنوبه واخطاءه وجرائمه ؛ واذا بي اصدم به كالمعتاد , فهو يزداد بمرور الايام وكلما قربت منيته ودنت ساعته ؛ كذبا وتخريفا وخبالا وانحرافا ودجلا وانحطاطا ونكوصا عن قول الحق وابتعادا عن الواقع والصدق ؛ اذ لم يخلو هذا اللقاء من الكلام المكرر والتصريحات القديمة الجديدة فهو يقوم بتدوير فصصه ورواياته وبطولاته و عنترياته وخزعبلاته كما النفايات السامة والرخيصة كل مرة ؛ فاللقاء مجرد ثرثرة تاريخية تافهة لا معنى لها وكلام فارغ من كل محتوى مفيد ؛ وكانت المقابلة عبارة عن : تمجيد بذاته المريضة وشخصيته المتهرئة , او ترديد عبارته الشهيرة ( والله ما ادري والله ما اعرف والله ما عندي معلومات ومن هل القشمريات والكلاوات ) , او تبييض صفحة صدام والبعث والارهاب , او الدعوات الهلامية السياسية والاقتراحات الطوباوية , او تبرؤه من طائفته بحجة انه ليس طائفيا , فضلا عن تهافته المعروف وهشاشة طرحه وضحالة فكره وتناقضاته الكثيرة … الخ .
وعندما سأله الاعلامي نجم الربيعي عن الحل للوضع العراقي الراهن – علما ان الربيعي ومن لف لفه يعترض لأجل الاعتراض لا غير حتى لو وصل العراق الى القمر , اذ ان دواعي انتقاداتهم المستمرة لا تندرج ضمن النوايا الحسنة والجهود الوطنية الخيرة – ؛ أجابه : بأن الحل يكمن في تبييض السجون واطلاق سراح كل السجناء بلا استثناء وافراغها من المسجونين كافة ومن خلال اعلان عفو عام وعفو خاص … , بل رهن تحقيق المساواة والعدل بهذا المطلب , اذ ادعى ان الاستقرار لا يتحقق الا من خلال اعلان المصالحة الوطنية واطلاق سراح السجناء ؛ وبغير هذا الامر لا يتحقق الاستقرار والامن كما يفهم من سياق كلامه ( الخرط ) , وقد وجه كلامه الى الشعب قائلا : (( … الى الشعب العراقي جوزوا من الاضطرابات اذا ما تتنظف السجون ما نخرج من المأزق … )) , وقد اعترف بهذا اللقاء انه اصدر عفو في عهده عندما كان رئيسا للوزراء عن : (( كل المعتقلين منهم مقاومة منهم ارهاب منهم كذا منهم الى اخره …!! )) والكل يعرف ان الجرائم والعمليات الارهابية والتخريب والاضطرابات ارتفعت وتيرتها بعد ان قام المنكوس اياد علاوي بهذا العمل المخالف لروح العدالة والقانون .
وكشف في ثنايا حديثه انه اجتمع بما اطلق عليهم تسمية ( المقاومة ) عندما كان رئيسا للجنة الامن الوطني في مجلس الحكم , واعترف انه قال لهم : انتم لستم مقاومة بل انتم رجال الزرقاوي , وقد جئتم بالإرهاب والقاعدة ؛ فقالوا له : هذا هو الموجود والواقع … ؛ ولم يعترفوا بالخطأ ولم يقروا بالجرائم … ؛ واستطرد قائلا : انه بذل الجهود الحثيثة وارسل الرسائل الى الامريكان ؛ طالبا منهم اطلاق سراح كل شخص معتقل اتهم بالإرهاب او ( المقاومة ) او البعث ؛ عندما كان رئيسا للوزراء , وبعد عدة دقائق من اللقاء , اعترف علاوي بأن هؤلاء ( المقاومة) والمتعاونين مع الارهاب والقاعدة , هم من ازلام البعث الدموي ؛ وفيما ادلى به ايضا : انه ذهب الى الرئيس السوري بشار الاسد قبل سقوط النظام بعدة ايام , طالبا منه السعي لإنقاذ بعض ازلام وجلاوزة النظام والمطلوبين ضمن قائمة ال ( 55) , ومنهم المجرم طارق عزيز ؛ اذ قال : (( طارق عزيز شنو مسوي انسان بريء …!! )) في الوقت الذي يبصق فيه المجرم وطبان – شقيق صدام – على طارق عزيز في المحكمة وامام الجميع , وقد شاهد الملايين ذلك الموقف , اذ عزا وطبان كل الدمار والخراب الذي حل بالعراق الى المجرم طارق عزيز , فهو عراب الخراب وغراب البين ونذير الشؤم … ؛ اخو الطاغية يعترف بخطورة واجرام المدعو طارق عزيز , وهذا المنكوس يبرئ ساحته …!! .
واكمل قيئه المقزز قائلا : (( يراد هسه رجال يقوم بطلاق سراح السجناء والمصالحة , لان العراقيين الان واحد يكره اللاخ ؛ زوج يكره زوجته … !! )) والذي يستمع اليه , يظن ان العراقيين لا زالوا في عهد البعث الذي كان الجميع فيه يخاف بعضهم من البعض الاخر , بحيث وصل الامر الى درجة من الانحطاط الاخلاقي , بحيث صار الاب يقتل ابنه بحجة هروبه من العسكرية , واصبحت الزوجة تكتب تقريرا ضد زوجها بذريعة حماية الثورة … , على العكس من كلام هذا المنكوس , العراقيون الان بعضهم يحب بعض باستثناء العصابات والشراذم البعثية والانفصالية والطائفية والمرتبطة بالخارج .
واكمل قائلا – بما معناه – : ان دعوتي للتواصل مع البعثيين لم تنقطع قط , وعملت على اقناع الامريكان بضرورة الجلوس مع البعثيين , وقد ذكرت لهم مجموعة من الاسماء , ومنهم : خالد طبرة , ورافع الكبيسي – الذي ترك البعث فيما بعد كما ادعى علاوي – واجتمعت معهم قبل اجتماع الامريكان بهم , و اوصيت السفير الامريكي خليل زاده بضرورة الجلوس مع المقاومة والبعثيين , وعندما قلت للسفير خليل زاده اجتمع بالبعثيين والمقاومة كان اقتراحي بالنسبة اليه كالإنقاذ الذي جاءه من السماء ؛ لانهم لم يعرفوا وقتذاك ماذا يفعلون مع العراقيين …!!
ولم تقتصر جهوده المشبوهة وخطواته المنكوسة على هذا الامر فحسب ؛ بل قام بإلغاء هيئة الاجتثاث وتعطيل عملها بل انه طرد موظفي الهيئة والبالغ عددهم 600 موظف من بناية الامانة العامة لمجلس الوزراء , كما اعترف بذلك اثناء اللقاء … ؛ واستطرد قائلا : وعندما جاءني الجلبي والمالكي لمناقشتي في الامر ؛ قلت لهما : (( انها منظمة بقرار امريكي واني ما جاي بقرار امريكي … اني جاي ب قرار مجلس الحكم العراقي …)) وكلام المنكوس علاوي انف الذكر , مما تضحك له الثكلى ؛ فالذي يستمع اليه بخصوص دعواه بمقاومة الامريكان ورفضه للتواجد الامريكي وتواصله مع البعثيين لأجل الوطن والوطنية وعدم معرفة الامريكان بطبيعة العراق والعراقيين … الخ ؛ يظن ان علاوي وحزبه جاءوا الى العراق من خلال ثورة شعبية او بمساعدة الالمان او بجهود الاخوان في حركة الوفاق ؛ والقاصي والداني يعلم علم اليقين ان مجلس الحكم نفسه انما جاء بموافقة امريكية ؛ ومن خلال ما تقدم نعرف ان بعض البعثية تركوا البعث الا ان علاوي ومن شاكله يصرون على احياء جثة البعث الخامدة , والمفروض به ولكونه معارضا لنظام البعث كما يدعي , العمل على استئصال الغدة البعثية السرطانية وتخليص البلاد من شرها وخطرها , الا انه يعمل بخلاف عمل الساسة الوطنيين والغيارى العراقيين , فهو يدعو للعفو عن الجلادين وتمكينهم من المشاركة في العملية السياسية الجديدة مرة اخرى , واعطاءهم بعض الامتيازات ؛ بينما قامت الحكومات الوطنية والشخصيات السياسية المعارضة للنازية والفاشية بمطاردة النازيين والفاشيين ومجرمي الحرب طوال عقود من الزمن بلا كلل او ملل , لانزال القصاص العادل بهم …!!
ودعوته المشبوهة هذه ذكرتني بأمرين يختلف احدهما عن الاخر ظاهريا إلا أنهما من حيث المبدأ متشابهان ويهدفان لنفس الهدف ؛ فقد قام النظام البائد بتبييض السجون الا ان التبييض في مفهوم الزمرة البعثية وقتذاك يعني ابادة السجناء عن بكرة ابيهم ؛ اما الان يطلب منا اياد علاوي تبييض السجون بمفهوم جديد الا وهو اخراج البعثيين المجرمين والقتلة والذباحة الارهابيين الى المجتمع للفتك بالأغلبية والامة العراقية مرة اخرى , والامر الثاني : اطلق النظام البعثي البائد سراح السجناء من المتهمين بجرائم جنائية خطيرة قبل سقوط النظام بينما تمت تصفية اغلب سجناء الرأي والعقيدة , والسبب الذي دفع النظام لإصدار هذا العفو لا يتعلق بالرحمة او الانسانية او المصلحة الوطنية العامة بقدر ما يتعلق بتنفيذ المخططات الخارجية المشبوهة والمتمثلة بتدمير مؤسسات البلاد وتخريب دوائر الدولة فيما بعد ؛ وقد تم ما خطط له النظام العميل , اذ هجم المجرمون على الممتلكات العامة بعد سقوط النظام , واقترفوا جرائم القتل والاغتيال والخطف والسرقة … الخ , على مسمع ومرأى من قوات الاحتلال ؛ وكذلك يريد منا اياد علاوي الان ان نطلق سراح الذباحة والقتلة والارهابيين الذين اقترفوا ابشع الجرائم بحق الاغلبية والامة العراقية , و الافراج عن مجرمي البعث وزبانية النظام الذين ابادوا مئات الالاف من العراقيين الاصلاء والابرياء , وكذلك السماح لتجار المخدرات بمعاودة انشطتهم وفعالياتهم التخريبية تارة اخرى …!!
كل العقلاء والساسة في دول العالم قاطبة ؛ يعملون على حماية الوطن والمواطن من الاشرار المجرمين و المرضى الارهابيين , من خلال ايداع هذه الشخصيات المريضة والخطيرة في السجون والمعتقلات , الا المنكوس اياد علاوي ومن لف لفه من البعثية والطائفية والدونية والعملاء المرتزقة والجبناء الانذال … ؛ فكل هذه الحكومات العالمية تعتقد ان الامن والامان والعدل والاستقرار لا يتحقق الا من خلال انزال العقوبات القانونية بحق المجرمين , وعدم المساواة بين المواطنين الوطنيين المسالمين وبين المجرمين والخونة والقتلة والارهابيين والمخربين , الا هذا المنكوس وأشباهه من حثالة المجتمع , فهو يرى ان العدالة والمساواة تقتضي اخراج الارهابيين من المعتقلات واطلاق سراح المجرمين من السجون …!!
واكمل دعوته المنكوسة بطلب اخر لا يقل شرا وسوءا عن سابقه , اذ طلب من رئيس الوزراء السوداني العمل على الغاء الانتخابات وعدم الاعتراف بها , وفرض ارادته على الشعب بصورة اقرب للدكتاتورية ؛ اذ ما بعد الديمقراطية الا الدكتاتورية , والعجيب ان البعض في هذه الايام يطالبون بالحكم العسكري والغاء الانتخابات … الخ ؛ وكأن القوم اجمعوا على افشال التجربة الديمقراطية والرجوع الى بؤس الدكتاتورية وحكم العسكر الاوباش , في الوقت الذي ودعت فيه اغلب دول العالم الانظمة الدكتاتورية والقمعية والبوليسية يطلب منا هؤلاء الاقتناع بدعواتهم المشبوهة وشعاراتهم المنكوسة والتي تريد حرمان العراقيين من انوار الحرية والديمقراطية ؛ والغريب ان علاوي ذكر السبب الذي من اجله يجب ان تلغى الانتخابات الا وهو الاموال السحت والدعم المالي المقدم من بعض الدول لبعض الاحزاب ؛ ثم استطرد قائلا : (( يعني معقولة العراق ما بي ناس شرفاء يستلمون البرلمان )) ولا ادري لماذا لا يستلم الشرفاء البرلمان بالطرق الدستورية والقانونية ام ان علاوي البعثي لا يعرف غير العنف والقسوة والاجرام والبلطجة السياسية والانقلابات العسكرية كزملائه القومجية والبعثية …؟!