يقيم اردوغان افضل العلاقات مع الصهاينة ويتظاهر بانه يناصر غزة , هل يستطيع اردوغان التخلص من ازدواجيته هذه؟,هل بإمكانه القيام بشيء يثبت انه فعلا مع غزة لا عليها؟ من خلال قطع العلاقات مع كيان يصفه بانه يقوم بإبادة جماعية لسكان القطاع ,بالتأكيد مجرد كلام للاستهلاك المحلي.
لم يكن يدرك نتنياهو ان مشروع إنشاء الدولة الفلسطينية, أمراً لا رجعة فيه من خلال اعماله الاجرامية,وانه لا يمكن له باي حال من الاحوال ومهما ارتكب بحق الفلسطينيين ان يقضي على شعب استطاع الصمود لسبعة عقود امام جبروت الصهاينة, وأن الفلسطينيين لن يغادروا ارضهم, بل باقون الى قيام الساعة, والاعتراف الدولي بهم آخذ في التزايد.
باستيلاء الصهاينة على محور فيلادلفيا ,لم تعد مصر جارة لغزة والتي كانت محمية (تحت وصاية)مصرية حتى حرب 1967 م,بل جارة للصهاينة على طول الحدود المشتركة, أي لم تعد هناك حقوق الجيرة والدم والعرق, في حرب ما سمي بتحرير الكويت ساهمت مصر بقيادة امريكية بحوالي 20 الف جندي, بينما جنود الاحتلال والمستوطنون على مرأى ومسمع من جنود او لنقل افراد حرس الحدود , يعيثون فسادا في غزة ,ولم تحرك الحكومة المصرية ساكنة ساكتة على ما يجري وكأنما الامر لا يعنيها, ترى هل بعد هذا الذل والخنوع والتواطؤ نستمر في اعتبار مصر ممثلة بنظامها بانها زعيمة العرب وحاميتهم؟.
بقية الاعراب ساهموا في المجهود الحربي لـ(تحرير الكويت) كل حسب استطاعته(المغرب:13 الف جندي,عمان:6300 جندي الامارات:4300 جندي,قطر:2600جندي) او لنقل لإرضاء العم سام لأجل البقاء في السلطة, لان امريكا هي ولية نعمتهم, ولم تصدر عن هذه الحكومات الحد الادنى من التضامن مع غزة ,وهو الشجب والاستنكار الذي ندرك انه لا يسمن ولا يغني من جوع, لانهم يقيمون افضل العلائق مع الصهاينة باستثناء سلطنة عمان.
حرب غزة ايقظت جمهور المستقبل بالغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص, الفئة الواعية التي يعول عليها, بان الشعارات التي ترفعها الحكومات الغربية, حرية الراي والتعبير وتقرير المصير واحترام الاديان,لاتخص بقية الامم, بل وجدنا ان امريكا قد زجت بالألاف من شبابها مواليد التسعينات في افغانستان لأجل تحقيق مصالحها, وإنشات تنظيما اجراميا(داعش) لإثارة الرعب واعمال قتل ونهب وتشريد في دول الشرق الاوسط لأجل السيطرة عليها, كما انها قامت باضطهاد الطلاب بمختلف الجامعات المناصرين لغزة بضربهم بالعصي وايداعهم السجون وفض الاعتصامات بالقوة.
امريكا والعالم الغربي الذي يدعي التحضر رمى بكل ثقله السياسي في المحافل الدولية والحربي من خلال المدمرات وحاملات الطائرات لنصرة الصهاينة ضد شعب في قطاع لا يتعدى 360كيلومتر مربع محاصر لعقود, برا وبر وجوا, لئلا تصله الاشياء الضرورية اللازمة للحياة!. أي عالم غربي هذا الذي يمقت الاخرين ويحرمهم العيش الامن ,ان الغرب يمارسون العنصرية ضد الاعراق والاديان الاخرى,سعى قادة الغرب الى محاربة كل من يرونه يقاسمهم العيش المشترك على هذه الارض, حاربوا الشيوعية وقضوا عليها, وجاء دور محاربة الاسلام لانهم يدركون ان انتشاره يحد من تصرفاتهم الاجرامية ويكشف الحقيقة لكل ذي بصيرة, وستبقى فلسطين لأهلها مهما استخدموا من وسائل .
ميلاد عمر المزوغي