شكلت جزيرة العرب مسرحا هاماً للأحداث وتشهد تحركاً متسارعاً طغى على كل الأحداث وتواصلا دبلوماسياً كانت وجهته صوب الغرب الذي يراغب عن كثب فوران المنطقة وتطورات الأزمة. ويظهر من خلف الكواليس الرئيس الأميركي ترامب باسماً وهو يرى أن السيناريو الذي وضعه قد تم أداء الأدوار فيه على أكمل وجه وصار واقعاً معاشاً.

 يختلف الرئيس الامريكي ترامب عن سابقيه في أنه ملياردير و رجل أعمال ناجح ويعد من أغنياء العالم ومؤلف تلفزيوني وله خبرة كبيره في الحياة كل هذا جعله مؤهلاً لنيل ثقة الأمريكيين، فقد وعدهم أثناء حملته الانتخابية بإنفاق 20 مليار دولار خلال العام الأول من رئاسته لمساعدة الولايات في توسيع خيارات البرامج التعليمية، فضلاً عن خفض الضرائب ورعاية الطفولة وزيادة الأجور ومحاربة داعش والإرهاب. و السؤال هنا هو: من أين يأتي ترامب بهذه الأموال؟ الجواب في تغريداته الصريحة والتي كان العامل المشترك فيها قوله لكل العالم: "ادفعوا".

   والعرب هم أبرز المعنيين بهذا الخطاب. والآن هم يدفعون بسخاء، من اموال الشعوب التي تتطلع لغد افضل، ومن أجل أن يدفعوا بإستمرار لابد من إيهامهم بأن أمنهم وحمايتهم ومصالحهم ووجودهم على وجه الأرض بيد أمريكا واخواتها. وقد كان ترامب صريحاً جدا أمام العالم أجمع، وكان شعار ترامب “أمريكا أولا” يعني أن التحالفات والائتلافات غير مقبولة بالنسبة له ما لم تصب في صالح الولايات المتحدة. وصرح عن تبنيه نهجاً أقل تدخلا في الأزمات الخارجية بإستثناء تعهده بمحاربة تنظيم داعش. كما اعرب في ختام القمة الاسلامية بالرياض قائلا: إنه "كان يوما عظيما، وبالنسبة للولايات المتحدة كان استثمارا عظيما"، إستثماراً كانت امريكا سنتنظر كثيراً  وتدفع كثيراً حتى ترى بواكير ثماره. 

   رغم كل ذلك يطمع بعض الزعماء العرب  في كسب رضا الرئيس ترامب، فتم تأسيس الموكز العالمي لمكافحة التطرف بالسعودية وبارك إفتتاحه ترامب وجُمع له كل العالم الإسلامي، انها " ادفعوا" ياهؤلاء، ولايخفى على الجميع كم سيكلف تكوين (الناتو العربي) من الرجال والمال والعتاد والخبراء  والقواعد العسكرية ولن تكون أمريكا جزءاً منه ولكنها ستلعب دور المشرِف والمنظم، انها "ادفعوا" ياهؤلاء، ناهيك عن صفحات الأسلحة التي ستجني من ورائها الولايات المتحدة مليارات الدولارات و توفير فرص العمل ومحاربة البطالة التي تهدد أمريكا.

  كل هذا لن يكون إلا بخلق الأزمات والحروب والصراعات ونسف كل الكيانات الوحدوية في المنطقة العربية وبناء تكتلات جديدة وفق إملاءات امريكا. جدير بالذكر أن المنطقة العربية محور تنازع بين روسيا وامريكا حسب المصالح وبسط النفوذ والهيمنة، فكل منهما يريع توسيع الرقعة التي يهيمن عليها، كما ان المنطقة زاخرة بالموارد من الغاز الطبيعي والنفط الذان يمثلان اهم الموارد التي تزداد حوجة الغرب لها وتخوفه من نفادها.

  لأجل كل هذا تنجح عقلية الرئيس الامريكي ترامب الرأسمالية بخبرته كملياردير ورجل اعمال في جني أموال العرب، وحق له ان يقول للأمريكان: لقد جئتكم بمليارات الدولارات. انهم يدفعون فهُم كُرماء!!