لن تستغرق وقتًا طويلاً وأنت تتعرف عليّ لتدرك أني " دجاجة" بامتياز.. أنام باكرًا وأصحو أبكر!
أمتلك ساعة بيولوجية أصلية جدًا.. تشبه رجُلا شرقي النمط..

في الحقيقة أني كنت ومازلت من عشاق الصباح وأتبتخر فرحاً وأنا أدقق في وجه الصباح القادم نحوي.. أصافحه بحرارة .. ألتقيه كصديقٍ مفضل.. أعيش طقوساً خاصةً ممتعة لا أشبع منها..

مع كل هذا كنت أتمنى أمنية ولو ليوم واحد قبل أن تقوم القيامة.. أن أغيب عن الصباح .. أن أنام كما ينام الناس الطبيعيون إذا تأخروا في النوم.. ( على احتمال أني استطعت فعلا التأخر في النوم) إلى الواحدة ظهرًا مثلا؟

كنت في طفولتي أول من يستيقظ في البيت أو ربما في المنطقة.. عانت أمي والخادمة من هذه العادة العنيدة كثيراً 
وخاب الأمل في أن أكبر فأتغير.. قلت لنفسي حين أتزوج ربما؟ تزوجت وأنجبت واشتغلت وأكملت دراستي.. ولا فائدة..
هكذا تمضي ساعتي البيولوجية - حين أرجوها في ساعة متأخرة من الليل- عابسةً مقضبةً ولا تتفاهم.. أقول لها إجازة! رمضان! عيد ! مناسبات وأفراح..! لا ترد بشيء إلا بأن توقظني في الموعد المحدد.. الصباح الباكر

استيقظت في اليوم التالي لفرح إيناس هكذا في الموعد الباكر وكنت متضجرة جداً يائسة بائسة من منظري وأنا منهكة لم أشبع من النوم..

وفي يومٍ ما.. في عيد كان العيد .. وكان عمري 34 سنة استطعت أن أنتصر على تلك الساعة العتيقة.. وأخيراً صرت أسهر للفجر! صرت أصحو كما يفعل الناس في الثانية ظهراً !

لا ليس ليوم واحد.. ثلاثة أيام متتالية .. أربعة خمسة.. ليس لأذان الفجر أواصل بل لطلوع الشمس بل للثامنة بل للتاسعة! يااااااااااهوووو ! ههههههه يااا للفرح! 

يا للأشياء الجميلة التي بدأت تحدث معي!

اكتشفت متعة الليل 

أنا ومالك وحياة طبيعية كاملة في الليل.. نتفرج يوتيوب .. نلعب ليقو.. كرة قدم..كرة سلة .. أعمل شوربة طماطم مشوية أو مكرونةأو سلطة فواكه أو آكل فستق..  مكالمة مع صحبتي.. أنظف مطبخ/ حمام.. أقرأ / أطقطق على الجوال.. 

كلها أشياء ممكن أن تحصل في ليلي..

ثم أنام أمام الشمس بغرور وتكبر هههه وأصحو كالأشخاص اللامبالين بعد الظهر بساعة أو ساعتين هههه

الخروج من الحلقة المغلقة له متعة خاصة هي السرّ في تعاملي ( المفجوع) مع الليل..

سعيدة بهذا التقدم وأطمح للمزيد :)