تكمن أهمية العلا "ددن" قديماً كونها عاصمة لبعض الحضارات لِما قبل الميلاد حيناً ومدينة ثانية من حيث الأهمية حيناً أُخر، كفى بها أن تُذكر عند ذكر ثمود ولحيان والأنباط وغيرها من الحضارات التي امتد نفوذها لها.
الأمر الملكي الخاص بإنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا قرار سيختصر الكثير من العوائق والتقدم خطوات أكثر فأكثر.
لدي يقين بإذن الله تعالى أن ما تم التخطيط له لأن تكون العلا عاصمة المليون سائح كرقم لا يعدو عن كونه رقم بسيط سيتم تخطيه قبل المدة التي ستوضع للوصول له لأن ما تكتنزه المحافظة من إرث تاريخي وحضاري وتضاريسي خلاب ستأسر ملايين البشر حول العالم.
ليس هذا تنظيراً فمن يعي تفاصيل ما تحتضنه محافظة العلا لديه من اليقين ما يشاركني به بعد انجاز الأعمال أنها ستتخطى هذا الرقم سريعاً لتكون في النهاية رافداً من روافد دعم الاقتصاد الوطني.
الأمر الملكي الكريم أحيا لدي حلم قديم وكبادرة بسيطة أدعم بها بما أستطيع خدمة للوطن سأعيد تقديم دراسة جدوى اقتصادية مبسطة قمت بعملها بعد انشاء هيئة السياحة بفترة قليلة عن "العلا: البلدة القديمة" قمت بتقديمها لفرعهم في المدينة المنورة لكن للأسف في حينها تم إهمالها وربما يكون السبب أنها لا زالت في طور التخطيط لأولويات أهم.
مختصر الدراسة وحسب ما توصلت له أنه بعد تنفيذها مع بعض التعديلات أن المردود المالي الأولي لن يقل عن 18 مليون ريال للمشروع، أرجو فقط أنه متى ما وصل صوتي لأي جهة أقدمها.
ومن الأهمية بمكان لمجلس الإدارة المستحدث قبل أن يباشر بوضع الخطط أن يرجع لظرف مناخي حدث في المحافظة إن لم أكن مخطئ حدث بين الفترة 1401ه ــ 1410ه وحدث مناخي آخر حدث في عام 1418ه قبله أو بعده بقليل لأنه بعد المراجعة سيكون هناك تجنب للظروف المناخية لا سمح الله أن حدثت عند انشاء المشاريع ومنها أيضاً معرفة بعض ما تكتنزه الرمال تحتها من قرى أثرية لأنه وحسب ما يعلمه أهل المحافظة الكبار ممن عايش الحدث المناخي بين الفترة 1401ه ــ 1410ه ظهرت إحدى القرى الأثرية، لأنها وحسب الرواية المنتشرة كانت مطمورة تحت الأرض ما يقارب الـ 20 متر.
من الجيد أن يشمل القرار الملكي كمرحلة ثانية وثالثة فيما بعد ضم تيماء ومدين وخيبر للهيئة الملكية لمحافظة العلا بحكم ترابط كل هذه المناطق في التاريخ القديم خاصة ما قبل الميلاد.
وأضيف أهمية التشجير وبكثافة عالية خاصة الأشجار البرية على كامل امتداد المحافظة لأن زحف الرمال لا يكاد ينتهي كأحد أهم الأسباب التي يُرجى تلافيها.
لا أنسى ختاماً أن يعاد تسمية الأماكن في محافظة العلا لما كانت عليه عند نشأتها أو على الأقل أن تسجل الأسماء لكل موضع القديم والحديث منها جنباً لجنب مع نُبذ تعريفية عنها وعن أسباب التسمية.
وفق الله قادة البلاد وسدد خطاهم لما يحب ويرضى.
#عارف_الحيسوني