أدرك يقينًا أن السعادة لا تُقاس بالمال،  فليس شرطًا أن كل غني سعيد، وليس شرطًا كذلك أن كل فقير سعيد، وليس شرطًا أنهما تعيسان أيضًا في حالتيهما !

لكن ما يبهرني ويلفت انتباهي دائمًا هو لمعان الفرحة في أعين الفقراء والبسطاء

ابتسامتهم النقية التي لا تغيب

فرحتهم واحتفائهم بأبسط الأشياء

وأتساءل: ترى .. ما سِرّ هذه السعادة؟

التي لا ألمحها على وجوه الأغنياء

ما سِرّ هذه البسمة التي تشع من محياهم وتسلب القلب والروح ؟

ما سِرّ البهجة التي تحوي أفراحهم البسيطة، البسيطة جدًا ..

هل لأن سقف آمالهم وطموحاتهم قصير؟

فيرضون بالقليل واليسير ؟

هل لأنهم يرون أن الحياة مقتصرة على يومهم الذي يعيشونه فقط، ولا يحملون هَمّ  وتكاليف غدهم؟

هل لأنهم منهمكين في جمع قوت يومهم على الدوام فيشعرون بلذة الإنجاز مهما كان صغيرًا؟

هل لأن أفئدتهم بطُهرها ونقائها وعذوبتها كالطير في توكّلها تغدو خماصًا وتعود بطانًا؟

هل لأن الحياة ألقَت بهم في طرقات التعب وشظف العيش فأصبحوا يفرحون بأي مبادرة أو التفاتة من أحدهم تشعرهم بأنهم بشر على قيد الحياة ؟

وأتساءل ؛ لماذا لا أرى تلك الابتسامات النابعة من قلب الطهر في عالم الأغنياء؟

لماذا لا أرى في مجتمعي ضحكة تنبع بالصفاء والنقاء كضحكات الفقراء ؟

لماذا و لماذا ...

هل لأن المادة سلبت منا معنى الحياة ومتعة عيش الحياة ؟

هل لأن الماديات أسبغت على الأعين غشاوة فأصبحنا -للأسف- نركض خلف المظاهر، ولا ندرك صِدق المشاعر ومتعة التلذذ بالبساطة في الحياة .

لا أعلم .. ولكن تشدّني الفروقات والاختلافات بين العوالم المختلفة .


* في الصورة يظهر طِفل من عائلة ريفية فقيرة في جولة بين حقول الأرز، شدّتني ابتسامته اللطيفة وأخذت مستقرًا من قلبي وعدستي.


* شروق القويعي