من أكثر الأشياء إيلاماً، أن تحتاج لشخص ولا تجده، أن تنادي عليه فلا يسمعك، أن تخبره أنك اشتقت إليه ولا تصل إليه، أن تعاني قسوة الانتظار المفقود به الأمل، أن تحتار ولا تجد الدليل، وأن تخاف وتبكي دون أن تبوح.
أحلام بلا أمل
وعيون ذابلة
وقصص تائهة
عالمٌ قاسي، وحياة مملة، واحتياج دائمٌ لمجهول، وثرثرة في الفراغ، لا أذن واعية، ولا قلوب تشعر، الكل يركض خلف أشياء، والأشياء تركض خلف أخرى، والكل يعيش بلا بوصلة.
تأتي البهجة، وقت التعاسة، ننادي عليها فتجلب معها أكوام من الكآبة فنحتفي بالأخيرة، وننساها.
الوجع يجعلنا نتألم، فنتعب، فنبوح لأنفسنا، بعد عناء. ثم نعاود المحاولة، فلا تجدي فنعود لقوقعتنا الكئيبة، نحجب عنها ضوء الشمس على أمل أن ينيرها ضوء القمر، فلا يحدث هذا ولا ذاك.
نبكي كأباتنا، ونسعى للخروج من هذه المتاهة فنجدها مُعقدة، معقدة جداً، نتعب، ونجد أنفسنا نبكي، نبكي بشدة، ونقول بصوتٍ مبحوح، يا الله ساعدنا. لقد خارت قِوانا.