أفضل كتاب للتوعية بخطر الإباحية والتعافي منها هو كتاب Your Brain on Porn "أثر الإباحية على الدماغ" أو "دماغك تحت تأثير الإباحية" لمؤلفه جاري ويلسون.
في الفصل الأول يتحدث المؤلف عن أعراض الإباحية على الجوانب المختلفة من حياة الشخص، مدعماً ذلك بذكر شهادات شخصية لأشخاص كانوا يعانون من هذه الأعراض. في الفصل الثاني، يعرض تأثير الإباحية على الدماغ من ناحية علمية. أما في الفصل الثالث فيستعرض طرق العلاج.
الفصل الأول: الأعراض.
بعض أعراض الإباحية المذكورة في الكتاب .. سببها التغيرات التي تحصل في الدماغ:
- التأثير على الحياة وفقد السيطرة: بسبب تغيرات الدماغ، الأولويات تضطرب وتصبح مشاهدة الإباحية أولوية. هذا السبب جعل الكثير يسهرون ويعتزلون الناس. خسروا دراستهم وأعمالهم وأصدقائهم وزوجاتهم وعلاقاتهم وصحتهم.
- عدم القدرة على الوصول للنشوة أثناء الجنس الطبيعي.
- ضعف الانتصاب أثناء الجنس الطبيعي: أصبحت شائعة حتى لدى الشباب، الشيء الذي لم يوجد قبل الانترنت.
- سرعة القذف.
- مع كثرة المشاهدة يتطور الشخص إلى أنواع مقززة ومقرفة من الإباحية لم يكن يتخيل أن يصل إليها.
- فقد الرغبة في إقامة علاقات طبيعية والأكتفاء ببمارسة الإباحية.
- التأثير على الرومانسية في الزواج والعلاقات الطبيعية بسبب الخيال المرتبط بالإباحية والمقارنة.
- الرهاب الاجتماعي وضعف الثقة بالنفس.
- ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.
- الاكتئاب وضعف الطاقة والحماس والخمول.
الفصل الثاني: أثر الإباحية على الدماغ.
في هذا الفصل، يعرض المؤلف أثر الإباحية على الدماغ من ناحية علمية.هذا الفصل هو تقريباً نفس هذا الموضوع من موقع المؤلف.
تأثير كوليدج (Coolidge effect) مثال كيف أن التجديد الجنسي يحفز السلوك. الدوبامين (dopamine) هو المسؤول عن جعل التجديد الجنسي مغرياً.
الدوائر البدائية (primitive circuits) في الدماغ هي المسؤولة عن المشاعر والرغبات والقرارات اللاإرادية. الرغبة والحافز للجنس يحفزها ناقل كيميائي بين الخلايا العصبية يسمى الدوبامين. يحفز الدوبامين مركز في الدماغ يسمى دائرة المكافأة (صورة ١) حيث الإحساس بالسعادة والرغبات والإدمان.
دائرة المكافأة تدفع على فعل الأشياء التي تضمن البقاء واستمرار الإنتاج. يأتي في مقدمة القائمة: الأكل، الجنس، الحب، الصداقة، والتجديد.
الغرض من الدوبامين هو تحفيزك على عمل هذه الأشياء. كلما أفرز أكثر، كلما أردت هذا الشيء أكثر. بناء على كمية إفراز الدوبامين نعطي قيمة للتجارب التي نعملها. وهو كذلك يساعد على التذكر ويعيد تشكيل الدماغ. المؤثرات والنشوة الجنسية هي المحفزات الطبيعية الوحيدة التي تسبب إفراز أكبر كمية من الدوبامين في دائرة المكافأة.
الدوبامين هو مايحفزك للبحث عن السعادة، وليس المسؤول عن السعادة ذاتها، لذا هو يزيد مع الترقب والتوقع لحصول السعادة. هو مايدفعك ويحفزك لتفعل شيء يسعدك أو تعمل على أهدافك. الدوبامين (صورة ٢) يعمل في نقاط الاشتباك العصبي (synapses) بين الخلايا العصبية عبر الاتصال بمستقبلات (receptors) ليحاكي النبضات الكهربائية. السعادة التي تأتي من رعشة الجماع سببها أوبيود (Opioid). الدوبامين هو مايحفزك على العمل والأوبيود هو السعادة التي نشعرها في النهاية. لكن نظام الدوبامين أقوى من الأوبيود. لذلك نحن نطلب أكثر مما نحتاج.
التجديد Novelty
الدوبامين يحب التجديد ويبحث عن الشيء الجديد. وكأي شيء جديد نحصل عليه، يخف الحماس مع انخفاض إفراز الدوبامين.
في دراسة استرالية عرض على المشاركين فيلم إباحي مكرر، وفي كل مرة يقل انتصاب الأشخاص ورغبتهم الجنسية. في المرات ١٩ و٢٠ عرض عليهم فيلم إباحي جديد، وفجأة زادت رغبتهم الجنسية وانتصابهم (صورة ٣).
الإباحية على الانترنت مغرية لنظام المكافأة لأنها توفر التجديد مع سهولة الوصول. قد يكون التجديد ممثلة إباحية جديدة، أفعال جنسية غير طبيعية وشاذة، مشهد جديد ...إلخ. المواقع الإباحية توفر تجديد غير منتهي. قد يشاهد الشخص في ساعات عدد من النساء مالم يشاهده أجداده طول حياتهم.
محفزات فوق طبيعية Supernormal Stimulus
الذي يجعل الإباحية على الانترنت غير مسبوقة في التاريخ، ليس هو التجديد فحسب، بل إن الدوبامين يفرز بكثرة مع المشاعر والمؤثرات التي تقدمها الإباحية على الانترنت:
- المفاجئة والصدمة
- القلق (مشاهد تخالف قيمك ومبادئك)
- البحث
في الحقيقة، الإباحية هي مايطلق عليه العلماء "مؤثرات فوق طبيعية" وهذا ما يجعل إفراز الدوبامين في الإباحية أكبر من الذي يفرز مع الشريك الطبيعي في الزواج.
الإباحية اليوم تقدم محفزات فوق طبيعية. أولاً: تقدم نساء بتجديد غير منتهي وموجود بسهولة. ثانياً: تقدم مشاهد تمثيلية لأشخاص بأجسام معدلة بالعمليات التجميلية وحبوب التنشيط الجنسي وجنس جماعي وغيرها. ثالثاً: الفيديوهات الموجودة في المواقع الإباحية أكثر إثارة من الصور القديمة لأنها تخالف التوقعات وتقول للمشاهد: هذا هو الجنس الطبيعي.
الأشخاص اليوم يجدون الإباحية أشد إثارة من أزواجهم وزوجاتهم. المشاهدون يقضون ساعات في البحث عن المشاهد الإباحية، ويجعلون الدوبامين يفرز بكميات كبيرة ولمدة طويلة.
أخطار الإباحية أكثر من كونها محفز فوق طبيعي. أولاً: الوصول لها سهل، موجود ٢٤ ساعة، مجانية، تمارس بخصوصية وخفاء. ثانياً: معظم الأشخاص يبدأون المشاهدة في سن المراهقة عندما يكون دماغهم في قمة ليونته ومعرض للإدمان وإعادة التشكيل. أخيراً: هناك حد لكمية الأكل التي ممكن نأكلها، بينما لايوجد حد لكمية الإباحية التي يمكن مشاهدتها ماعدا أن تنام أو تقضي حاجتك. يستطيع الشخص أن يقضي ساعات يشاهد الإباحية مع ممارسة العادة السرية والوصول لحافة القذف دون الشعور بالانتهاء والرغبة في التوقف.
تكيف غير مرغوب فيه: التكيف الجنسي والإدمان.
ماذا يفعل الدماغ إذا كان لديه مكافأة كبيرة لا يستطيع التعامل معها، معظم الأدمغة تتكيف ولكن بطريقة غير جيدة.
إذا كنت تثير نفسك بطريقة فوق طبيعية. دماغك سيكون ضدك. الدماغ سيحمي نفسه عبر تقليل نبضات الدوبامين وستشعر برضا أقل وأقل. الدماغ يفعل هذا عبر تقليل عدد مستقبلات الدوبامين وبإفراز دوبامين أقل. مما يدفع الشخص للبحث عن مزيد من الإثارة. هذه التغييرات الفيزيائية في الدماغ تسبب فقد الإحساس (desensitization) (صورة ٤).
التكيف الجنسي
واحدة من نتائج الإباحية هي التكيف الجنسي، بمعنى أن الإستثارة الجنسية ربطت بالشاشة، أو بالتجديد المستمر، أو أن تكون متفرجاً (voyeurism)، أو الأفعال الشاذة. ثم يصبح الشخص يحتاج للمحتوى الإباحي للإبقاء على الانتصاب والإستثارة الجنسية.
يتعلم الشخص من الإباحية بمستويين: واعي ولاواعي. الواعي أن يقول: "الناس يمارسون الجنس بهذه الطريقة، وهذا مايجب أن أفعله" مثلاً، النساء يحبون القذف على وجوههم. اللاواعي هو أن يقول: "هذا الفعل هو مايثيرني جنسياً" أو أن يقول دماغه: "هذا ما يجعلني أفرز دوبامين أكثر" فيصبح القذف على الوجه مثلاً هو مايثير الشخص جنسياً.
ما يفسر هذه الظاهرة هو مبدأ: الخلايا العصبية التي تتفاعل مع بعض، تترابط مع بعض (صورة ٥). باختصار: يربط الدماغ الخلايا العصبية المسؤولة عن الإثارة الجنسية بالخلايا العصبية التي تخزن ذكريات الحدث الذي تمت فيه الإثارة. وكلما كررت الفعل قوي الترابط. فتصبح هذه الأفعال الشاذة هي المتربطة بالإثارة الجنسية لدى الشخص.
حتى ولو لم تشاهد أفعال شاذة في الإباحية، فأنت لست بمأمن. قد تكون دربت نفسك على المشاهدة وأنت في موقف المتفرج (voyeur)، أو النقر للحصول على الإثارة، أو البحث والبحث عن المشهد المناسب للقذف، أو ممارسة العادة السرية بطريقة غريبة، أو مشاهدة الإباحية قبل النوم.
هذه كلها تسجل في دماغك على أنها محفزات. النتيجة أنك تحتاج أن تشاهد شيئاً على الشاشة لتستثار جنسياً (voyeur)، أو تحتاج للنقر، أو البحث، أو تحتاج للإباحية حتى تستطيع النوم.
هذا التكيف الجنسي يكون أشد لدى المراهقين لمرونة أدمغتهم وأنها في مرحلة تشكل.
لحسن الحظ، اللدونة الدماغية تعمل بالطريقة المعاكسة أيضاً. الأشخاص الذين يقلعون عن الإباحية يعودون لطبيعتهم بعد أشهر وبعد أن يضعف الترابط بين الخلايا العصبية في الدماغ.
الإدمان
التكيف الآخر الذي قد يحصل بسبب استهلاك الإباحية المفرط هو الإدمان. تشير الأبحاث إلى أن الكوكايين يؤثر على نفس الخلايا العصبية المسؤولة عن التكيف الجنسي. و المخدرات كالهيروين تؤثر على نفس الخلايا المسؤولة عن الجنس. المغريات والمتع الأخرى تفعل نظام المكافأة لكن الخلايا العصبية المرتبطة بها لا تتقاطع مع الجنس، لذلك هي تحدث شعور مختلف ولا تسبب الإدمان.
كما أن المخدرات تفعل الخلايا العصبية السؤولة عن الجنس وتحدث شعور بالنشوة بدون جنس، كذلك تفعل الإباحية. المتع الأخرى لا تستطيع ذلك ولذلك لا تسبب الإدمان. النشوة الجنسية هي أعلى مؤثر طبيعي يسبب أكبر كمية إفراز دوبامين على الإطلاق.
كل أنواع الإدمان، بسبب إفراز الدوبامين العالي بشكل مزمن تسبب تغيرات في الدماغ. وهذه التغيرات تسبب أعراض وعلامات منها:
- الرغبة الشديدة (craving) والتفكير الدائم في مادة الإدمان.
- فقدان السيطرة (loss of control)
- الآثار السلبية جسدياً، نفسياً، اجتماعياً، ومادياً.
الذي يجعل الإباحية شديدة الخطورة هو توفرها ببساطة وبشكل كبير على الانترنت والسبب الآخر هو أن نظام المكافأة لدينا خلق ليدفعنا للجنس بشكل طبيعي بعكس المخدرات.
لانعلم كم عدد الأشخاص الذين تأثروا سلباً بسبب الإباحية، لأنها تمارس بخصوصية، ولأن الأشخاص لا يربطون بين الإباحية وبين الأعراض التي يعانون منها.
أكثر من ٩٠ دراسة وجدت أن مدمني الانترنت يعانون من نفس تغيرات الدماغ التي تحصل لدى مدمني المخدرات والكحول. إذا كان استخدام الانترنت يسبب الإدمان، بالتأكيد أن الإباحية تسببه كذلك. في دراسة هولندية، وجد أن الجنس هو أكثر تطبيقات الانترنت تسبباً في الإدمان يليه الألعاب الألكترونية.
حتى الآن، ثلاث دراسات عزلت مستخدمي الإباحية ودرست أدمغتهم.
الدراسة الأولى والتي نشرت في مجلة جاما للطب النفسي. تم دراسة أدمغة أشخاص مستخدمين للإباحية، وجد الباحثون من معهد ماكس بلانك الألماني:
- كلما زادت مشاهدة الإباحية، كلما قلت المادة الرمادية (grey matter) في أجزاء من نظام المكافئة (striatum) المسؤولة عن التحفيز واتخاذ القرار. وهذا ما يفسر قلة الشعور بالمتعة (numbed pleasure response) أو ما يسمى ب (desensitization).
- الوصلات العصبية بين نظام المكافأة وفص الدماغ الأمامي تضعف مع مشاهدة الإباحية. مما يفسر التصرفات غير اللائقة والاندفاع بدون النظر للعواقب.
- كلما استخدمت الإباحية أكثر، كلما ضعف تفاعل نظام المكافأة. مما يفسر بحث الشخص عن مزيد من الإثارة الجنسية للحصول على نفس المقدار من المكافأة.
بعد هذه الدراسة أتت سلسلة من الدراسات من جامعة كامبريدج عزلت مدمني الإباحية ودرست أدمغتهم. الدراسات تؤكد أن أدمغة مدمني الإباحية تستجيب كأدمغة مدمني المخدرات.
وجد فريق كامبريدج أن مركز المكافأة (nucleus accumbens) لدى المدمنين تفاعل بشكل فوق عادي لمحفزات الإباحية. وهذا دليل على شدة الحساسية (sensitization) والذي يدفع للرغبة الشديدة لدى المدمنين.
مقطع فيديو من برنامج وثائقي يعرض دراسة كامبريدج (يوجد ترجمة عربية)
للمهتمين بعلم الإدمان وعلاقته بالإباحية، انظر الدراسة.
هذه بعض تغيرات الدماغ التي تحدث في كل أنواع الإدمان، إدمان المادة أو الإدمان السلوكي:
- فقدان الحساسية (desensitization) أو تبلد الشعور بالمتعة. مما يجعل المدمن لا يستمتع بالمتع اليومية ومتعطش لما يزيد إفراز الدوبامين لديه. المدمن قد يترك الهوايات والأنشطة التي كانت تهمه من قبل. هذا أول ما يلاحظه مدمني الإباحية، مما يدفعهم للبحث عن المزيد من التحفيز الجنسي الذي يشعرهم بالمتعة (tolerance) عبر التصعيد (escalating) بزيادة عدد ساعات المشاهدة أو البحث عن أنواع جديدة من الإباحية.
- الحساسية المفرطة (sensitization) تجاه المحفزات التي تدفع للرغبة الشديدة في المادة. المحفزات مثل: تشغيل الجهاز، أو البقاء وحيداً، تدفع لرغبة شديدة لمشاهدة الإباحية وكأن أحداً يدفعك للإباحية رغماً عنك. تشعر بتسارع نبضات القلب والرجفة وكل ما تفكر به هو الإباحية.
- ضعف نشاط الفص الأمامي "الناصية" (hypofrontality) مما يسبب ضعف الإرادة في مواجهة الرغبات والاندفاع وعدم القدرة على النظر في العواقب. يشعر المدمن بصراع في داخله بين الناصية وبين الجزء المتعلق بالإدمان، وبما أن الناصية ضعيفة، ينتصر الإدمان غالباً.
- عدم القدرة على مواجهة الضغوط (dysfunctional stress circuit) مما يجعل أبسط قدر من القلق كافياً لإثارة الرغبة القوية والإنتكاس.
التعافي يعكس هذه التغيرات ويعيد المدمن إلى طبيعته.
الذي يجعل الإباحية تغير الدماغ هو التالي: الإفراز المتزايد للدوبامين في الدماغ يسبب تكون بروتين اسمه دلتا فوس بس (DeltaFosB) وتجمع هذا البروتين هو الذي يحدث تشكيل الدماغ ليتذكر هذا التصرف ويدفع لإعادته.
في دراسة بلجيكية، وجد أن زيادة مشاهدة الإباحية لدى الأولاد (١٤ سنة) قلل أدائهم الدراسي بعد ستة أشهر من قياسهم في المرة الأولى.
يلمس المقلعون عن الإباحية تحسناً في المزاج، زيادة في الحماس، تحسن الأداء الدراسي .. وغيرها.
المزيد حول الضعف الجنسي
تخبرنا الأبحاث أن الانتصاب يتطلب مقدار كافي من الدوبامين في دائرة المكافأة ومراكز الجنس في الدماغ. في دراسة إيطالية، تم مسح أدمغة أشخاص يعانون من ضعف انتصاب بسبب نفسي. وجدوا ضموراً في المادة الرمادية في دائرة المكافأة في الدماغ (nucleus accombens) و مراكز الجنس في الغدة النخامية (hypothalamus). الضمور في المادة الرمادية يترافق مع نقص في تفرعات الخلايا العصبية والارتباط مع الخلايا العصبية الأخرى. يترجم هذا إلى ضعف في إفراز الدوبامين (ضعف إثارة).
هذه الدراسة دليل على أن الضعف الجنسي النفسي يحدث بسبب تغيرات في نظام المكافأة والذي يحدث ضعف في إشارات الدوبامين. وهذا يساعد على تفسير الضعف الجنسي بسبب الإباحية، ولماذا تحتاج هذه الأعراض أشهراً لتختفي.
الأشخاص الذين بدأوا نشاطهم الجنسي على الإباحية يحتاجون أشهر أطول للتعافي واسترداد صحتهم الجنسية، بعكس الأشخاص الذين تعرضوا للإباحية في سن متأخر بعد تجربتهم للجنس الطبيعي.
للمزيد من الأبحاث العلمية حول الموضوع: صفحة الأبحاث من موقع المؤلف.
المؤلف متحدثاً في تيدكس (يوجد ترجمة عربية)
مقالات باللغة العربية حول أثر الإباحية على الدماغ:
- لماذا يجب عليك أن تترك الإباحية ؟! - موقع علاج إدمان الإباحية
- المشاهد الجنسية تتلف الدماغ - عبدالدائم الكحيل
- إدمان الإباحية - ويكيبيديا
- آثار الإباحية على الدماغ - موقع علاج إدمان الإباحية
- الآثار المدمرة لمشاهدة الإباحية - موسوعة الإدمان
الفصل الثالث: العلاج.
يقول إن أفضل فائدة من التعافي هي استعادة السيطرة على حياتك.
الخطوة الأولى .. أن تعطي دماغك راحة من المؤثرات الجنسية غير الطبيعية لبضعة أشهر وتحول تركيزك نحو الحياة الحقيقية التي تريد أن تعيشها. تسمى هذه العملية "rebooting" تشبيهاً بعملية إعادة تشغيل الحاسب. فكأنك تطفىء دماغك وتسترجع الإعدادات الأصلية. المؤثرات الجنسية غير الطبيعية يشمل أكثرمن مجرد الإباحية، يشمل تصفح الفيس بوك واليوتيوب ومواقع الشات -باختصار: أي نظرة محرمة تثير فيك الشهوة الجنسية .. على الانترنت أو التلفاز أو غيرها-. عملية إعادة التشغيل قد تكون صعبة خصوصاً في البداية لأن دماغك تعود على جرعة الدوبامين التي تعطى له.
الخطوات العملية المقترحة للتعافي:
أ. مقترحات لتصعب على نفسك الوصول للإباحية:
- احذف كل الصور والمقاطع الإباحية من جهازك .. نظف كل شيء بمافيها ذاكرة جهازك وسلة المهملات.
- غير ترتيب أثاث غرفتك: يربط الدماغ بين البيئة والحصول على جرعة الدوبامين .. لذلك التغيير يلغي هذا الربط. ممكن كذلك أن تخرج جهاز الحاسب خارج الغرفة في مكان عام .. ولاتستخدم الجوال في غرفتك.
- استخدم برامج الحماية من الإباحية مثل:qustodio, k9, opendns وغيرها. (المزيد تحت النقطة ١١).
- استخدم عداد يومي لتشاهد تقدمك.
ب. مقترحات للدعم والتشجيع:
- اشترك في منتدى للتعافي أو مثل هذا الهاشتاق #كم_لك_بدون_إباحية، أو اجعل لك صاحب أو صديق يتابعك ويحاسبك.
- العلاج النفسي ومجموعات الدعم: الأخصائي النفسي المتخصص في الإدمان قد يكون مفيد. وكذلك مجموعات الدعم support groups. مجموعات التعافي على التليجرام - موقع علاج إدمان الإباحية.
- كتابة المذكرات واليوميات: المذكرات تساعدك على متابعة تقدمك، وتذكرك بشعورك الجميل في الأيام الجيدة .. وإذا فشلت تذكرك بالأسباب.
ج. مقترحات لإدارة الضغوط وتطوير التحكم بالذات والإعتناء بالذات:
- التمارين الرياضية: الرياضة هي أكثر طريقة يستخدمها المتعافون .. الرياضة تساعد على تشتيت الانتباه عن المحفزات الجنسية وتساعد على رفع الثقة بالنفس وتحسين المزاج وغيرها من الفوائد على الدماغ. كذلك الصيام والاغتسال اليومي بالماء البارد.
- اخرج في الطبيعة واستنشق الهواء النقي: يثبت الباحثون أن هذا يساعد على زيادة الإبداع وحل المشكلات.
- كن اجتماعياً: التواصل يساعد على تحسين الصحة ونظام المناعة .. تواصل مع الأهل والأصدقاء أو أي تجمعات وملتقيات .. احرص على التواصل البصري.
- التأمل والاسترخاء: تثبت الأبحاث أن التأمل اليومي يقوي فص الدماغ الأمامي "الناصية" المسؤول عن التخطيط والتنظيم وحل المشكلات. تعقيب: لاشك أن الخشوع في الصلاة هو قمة التأمل.
- الأنشطة الإبداعية والهوايات: هذه الأشياء تساعدك على ملئ وقتك بمايعود عليك بالنفع ويصرفك عن التفكير في الإباحية. كذلك تعلم مهارات وهوايات جديدة .. والتعرف على ذاتك والبحث عن أهداف وغايات حياتك والسعي لتحقيقها.
د. موقفك من التعافي، التعلم والإلهام:
- كن ليناً وسهلاً مع ذاتك: الأشخاص الذين يقلعون بسهولة هم الذين يأخذون الأمر بسهولة ويتقبلون إنسانيتهم ولا يجلدون أنفسهم على أخطائهم. الجنس غريزة طبيعية والإقلاع عن المحفزات الجنسية غير الطبيعية في الإباحية هو تغير كبير على الدماغ .. لذلك سامح نفسك إذا عثرت .. استمر حتى تصل لهدفك.
- البحث والتعلم عن عمليات الدماغ .. معرفة ماذا يحدث في الدماغ عند التعرض لمحفزات غير طبيعية بالإباحية يساعدك على فهم كيف وصلت إلى الحالة التي أنت عليها، وكيف تقود نفسك للتعافي. تعقيب: أفضل مصدر بالعربية هو موقع علاج إدمان الإباحية. (وهنا مصادر أخرى).
- ابحث عن مايلهمك ويشجعك ويحفزك على الدوام .. ككتاب أو قصص أشخاص متعافين و ناجحين وغيرها.
تحديات على طريق التعافي:
- الأعراض الانسحابية: يتفاجأ بعض الأشخاص بالأعراض الانسحابية بعد إقلاعهم بسبب جهلهم بمدى إدمانهم على الإباحية وتأثير ذلك على أدمغتهم فيسقطون مرة أخرى في الإباحية. الأعراض الانسحابية تكون في أشدها أول أسبوعين في الغالب ثم تخف بعد ذلك وقد تستمر لفترة طويلة متقطعة. أشهر الأعراض: سرعة الغضب، القلق، الخوف، البكاء بلا سبب، الفتور، التعب، الصداع، ضبابية الدماغ، تقلب المزاج، الرغبة في الانعزال، تعب العضلات، الأرق، والرغبة الشديدة في مشاهدة الإباحية، وغيرها من الأعراض. رحلة التعافي ليست خط مستقيم .. فيها الصعود والهبوط. بعد فترة ستكون الأيام الجميلة أكثر، حتى تختفي الأعراض تماما ويعود الدماغ لطبيعته. بعض الأشخاص لا يعاني من هذه الأعراض والبعض الآخر يعاني لفترة أطول حتى يتعافى.
- فقدان الانتصاب والبرود الجنسي (flatline): هذا الشيء يصيب الكثير من الأشخاص عند توقفهم عن الإباحية .. مما يدفعهم للعودة للإباحية خوفاً من فقد الرغبة الجنسية .. والواقع أنه بعد فترة من أسبوعين إلى ٦ أشهر، تعود الرغبة الجنسية والانتصاب أفضل من أي وقت لأن الدماغ عاد لطبيعته.
- الأرق: أكثر الأعراض شيوعاً والحل هو الصبر حتى تتحسن الأمور .. البعض يقضي هذا الوقت في قراءة كتاب أو التمارين الرياضية حتى يتعب وينام.
- المحفزات: واحدة من أصعب التحديات في طريق التعافي .. المحفزات هي أي شيء يذكرك بالإباحية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتختلف من شخص لآخر. قد تكون المحفزات خارجية كمنظر في الشارع، مشهد على التلفاز أو فيلم يحوي مشاهد سيئة، ذكريات من الإباحية أو حتى كتاب أو قصة جنسية. وقد تكون بسبب الحالة النفسية كالملل، الضغوط، الاكتئاب، الوحدة، الغضب، القلق، الحزن، الثقة المفرطة، الحسد، الغيرة، المقارنات .. إلخ. الحل هو أن تتعرف على محفزاتك وتكتب خطة لمواجهتها ببديل .. مثلاً .. (إذا حصل ...، سأفعل ...) إذا كنت لوحدي، سأتصل بصديقي.
- قوة المشاعر: لأن الإباحية عطلت الإحساس لدى الشخص، قد تعود هذه المشاعر بطريقة قوية ومفاجئة .. كالرحمة لدرجة البكاء وغيرها.
- الأحلام والذكريات والخيالات الجنسية: تعامل مع هذه الأشياء على أنها شيء إيجابي ودليل على أن دماغك يتعافى وستزول مع الوقت.
- هذا التحدي خاص بالمتزوجين وهو الرغبة الشديدة والقوية في الإباحية بعد ممارسة الجنس الطبيعي مع الزوجة (chaser) .. مما يدفع الكثير للسقوط في الإباحية. الحل هو التعامل مع الأمر أنه طبيعي وسيزول مع الوقت كجزء من عملية تعافي الدماغ وعودته لطبيعته.
- دائرة الخزي: وهي الحلقة المفرغة بسبب ارتباط الإباحية بالعار والخزي .. فيشعر الشخص بعد الإباحية بالخزي والعار الشديد فيمارس الإباحية مرة أخرى للتخلص من هذا الشعور السيء ويستمر في الدوران في هذه الدائرة .. الحل هو أن يكسر هذه الدائرة بأن يعترف بأنه بشر يخطئ وأنه ليس سيء.
مزالق على طريق التعافي (احذرها):
- الوصول لحافة القذف (edging): يعتقد البعض أن المشكلة الأساسية هي القذف وليس مشاهدة الإباحية .. فيمارسون العادة السرية إلى قبل القذف ثم يتوقفون ثم يعاودون ممارسة العادة، كل هذا مع مشاهدة مشاهد مثيرة .. هذا الفعل يجعل الدماغ يفرز الدوبامين بدون توقف لوقت طويل مما يفسد الدماغ ويجعل الإدمان أقوى .. هذا الفعل أسوء بكثير من مجرد ممارسة العادة السرية والقذف دون مشاهدة.
- الاستمرار في الخيالات الجنسية الإباحية .. هذا الأمر يقود في الغالب للسقوط.
- استخدام بدائل للإباحية: يسقط الكثير بسبب بدائل يقنعون أنفسهم أنها ليست إباحية بينما هي أشياء تثيرهم جنسياً بنفس القدر .. مثل قراءة قصص جنسية أو تصفح صور النساء على الفيس بوك أو غيرها من المواقع حتى لو لم تكن تسمى إباحية .. يكفي أنك تعلم أنها تثيرك جنسياً.
- الدافع الجنسي القوي لمشاهدة الإباحية: قاوم هذا الدافع بالتخطيط قبل وقوعه .. اكتب قائمة بالأسباب التي دفعتك للإقلاع واقرأها كلما أتاك دافع للمشاهدة .. اكتب كذلك قائمة بالأشياء التي ممكن تعملها إذا أتاك الدافع .. أخيراً تذكر أن الدافع يتلاشى بعد نصف ساعة تقريباً.
في الختام .. أدعوكم لمتابعة حساب صاحب الكتاب جاري ويلسون وزيارة موقعه. وكذلك حساب وموقع علاج إدمان الإباحية وحساب التعافي من الإباحية.