جميعنا نعرف الكثير من أنواع الشخصيات السلبية (الكذاب ، المغرور ، الأناني ، ..آلخ) ، ولكن المشكلة أن هذه الصفات السيئة موجودة ولا أخالها تنعدم ! فكأنها سنة كونية بأن تكون هذه الطباع ملازمة لبعض الناس ! ولكن السؤال .. هل هذه الشخصيات تعرف أنها تملك صفات سيئة غير مرغوب فيها ؟ والأهم .. لماذا يستمر هؤلاء الناس بإمتلاك هذه الصفات رغم أنها ممقوتة من الناس ؟ ولماذا يظل لهذه الشخصيات أصدقاء إذا كانت فعلاً شخصياتهم سيئة ؟
المشكلة الرئيسية من وجهة نظري تكمن في تفسير الأشخاص لسلوكياتهم وقناعتهم الخاصة بها ، فالبخيل يرى أنه مقتصد .. والعبيط يرى أن له وجهة نظر مختلفة .. والحرامي - وإن لم تكن “السرقة” صفة خُلقية - يرى أنه محتاج ومضطر .. آلخ من التبريرات التي تجعل الإنسان شيئاً فشيئاً يألف طبعه .. بل وربما ينتقد من ينتقده ويدافع عن سلوكه الممقوت ولا يجعل للآخرين مجال إلا السكوت !
@ نأخذ هنا بعض الأمثلة :
# الثرثار :
يرى أنه يتكلم بما هو مفيد ، وبما أنك لا تريد الإستماع له .. ف انت لا تريد أن تستفيد ! يراك إنسان غير مثقف ولا تريد أن تتعلم ، فهو يريد التحدث في أي وقت وفي أي مكان حتى يخرج كل ما لديه من طاقة في لسانه .. لأنه إن لم يفعل ذلك يكاد يبتلع لسانه ويختنق ! بعض الثرثارين يمتلك مخزون ثقافي وإطلاع واسع .. مما يجعله يشعر بأنه وإن تحدث إليك بضع ساعات فهو يزيد من وعيك وإطلاعك .. وإن محاولة إسكاتك له هي إساءة ! فإن لم تستمع له .. ف سوف يصنفك بأنك جاهل أو لا تريد التعلم أو تغار من علمه أو أو أو من التفسيرات !
@ الشخص المناسب للثرثار كـ صديق :
- المستمع الجيد ، قليل الكلام ، أو المهتم بالثقافة العامة .. لربما يكون صديق جيد للثرثار .. ولكن ينبغي أن يكون هذا الشخص ذكي في إختيار وطرح المواضيع .. ففي النهاية سيتكلم الثرثار في أي موضوع ، فأجعله كالمحيط .. واجعل من نفسك سفينة تحرّك دفّتها أينما أردت لتتنقل في هذا المحيط .. وسوف تحتاج أن تأوي إلى جزيرة لأخذ راحة بين الفينة والأخرى ^ـ*
..
# سيئ الظن “الشكّاك” :
نرجسي ، يؤمن بنظرية المؤامرة في كل شئ حوله وفي كل إنسان يعرف .. فهو يفسّر تصرفاتك على هواه ، ويقوم بخلق قصة من مخيلته ويجعلك شخصية سيئة فيها ، وذلك لأنك فعلت أشياء لم يستطع تفسيرها إلا بإساءة الظن ! وفي المقابل انت لا تدري عن الروايات التي تُؤلّف فيك ، وينتهي به الحال مُحَقَقاً معك على مواقف وأحداث لم تلق لها بالاً .. بل وربما لم تحدث أساساً !
@ الشخص المناسب للشكّاك كـ صديق :
- الشخص البارد ربما يكون صديق جيد للشكّاك ، فالبارد لا يلقي بالاً للكم الهائل من الأسئلة والتفسيرات التي تنهال عليه .. سواءاً كانت منطقية أو غير منطقية ، فهو في كل الأحوال لا يهتم كثيراً !
..
# المنّان :
قادر على العطاء .. وغالباً يكره الأخذ ! لأنه لا يريد أن يتفضّل عليه أحد ، ناسياً أن ما أنعم الله عليه ليعطيه غيره هو تفضّل من الله عز وجل عليه وليس “شطارة” منه هو ! وكأن الناس في الكون لا يحتاجون بعضهم ولا يكمّلون بعضهم البعض ! فهو يرى أنه فريد من نوعه .. متميز .. يتفاخر كونه لا يطلب أحد ، والمشكلة والطامة أنه يتفاخر عندما يعطي أحداً أي شئ ! بل ويذكّرك بذلك كأنه يستنقصك ! وتبريره لما يقول : أنه لم يقل إلا حقاً ولم يكذب أو يتبلّى عليك .. فهو فعلاً قد فعل لك كذا وكذا .. أليس هذا صحيحاً ؟ “لسان حاله”
@ الشخص المناسب للمنّان كـ صديق :
الشخص المكتفي بذاته .. الغير محتاج لغيره ، حيث أنه سيتجنب منّة هذا الصديق المنّان الذي لا يتفضّل عليه ، وبذلك من الصعب جداً أن يطلب منه أو يحتاجه في أي ضرورة كانت ! “وليكن الله في عونه إن إحتاجه” !
..