انغلاق الأفق الليبي ... الأزمة السياسية الليبية
حالة انغلاق الأفق الليبي هي حالة عدم وجود رؤية إستراتجية مستقبلية ثاقبة تعمل على إدراك دور الدول العربية الجارة ذات المصلحة مع الدولة الليبية، رؤية من تبادل الرؤى حول سبل تحقيق الوفاق الوطني الليبي.
تسوية الأزمة الليبية والإجراءات العملية وصلت وبدون شك إلى حالت الانسداد الكلي مما جعل دول الجوار تنظر وبعين الاهتمام إلى وضع دولة ليبيا السياسي.
إطار مساعدة ليبيا تعزيز المصالحة الوطنية الشاملة وإلزامها بالالتزام بثوابتها الوطنية الليبية في مقدمتها الحفاظ على وحدة تراب الوطن الليبي وإقامة دولة ليبيا المدنية الديمقراطية الخالية من التطرف والغلو والإرهاب.
دول تحرص كل الحرص ومنها الجارات العربية تونس ومصر والجزائر والمغرب، دول أربع تعمل على وبكل قوى الوصول إلى حلول توافقي للقضايا الجوهرية الليبية التي تؤثر ليس على استقرار ليبيا بل على المنطقة العربية برمتها، فمن مصلحة الدول العربية الأربع أن يعملوا على مساعدة ليبيا استكمال بناء هياكلها المؤسساتية الوطنية.
الدول العربية المجاورة لها علاقات تاريخية مع الدولة الليبية بغض النظر عن نظام الحكم كان متواجد في الماضي، لان العلاقات بينهم وبين ليبيا في الأصل هي علاقات شعوب أشقاء مجاورون على رقعة ارض واسعة شاسعة، متجاورين على ارض عربية إسلامية واحدة تفصلهم حدود إقليمية دولية.
أن التوافق الليبي مع الفرقاء الليبيين يعتبر توافق الرؤى مع الدول العربية الإسلامية المجاورة لتلك الجهود المبذولة من مصر بالدرجة الأولى وتونس والجزائر والمملكة المغربية الداعمون للحوار والتوافق في خلق مناخ سياسي يساعد جميع الإطراف المتنازعة تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة العربية.
عندما نتكلم على الجهود المبذولة من الدول العربية يجب علينا لا نسى من أن الدبلوماسية السياسية الليبية لا تسير على كما اقر عليها اتفاق الصخيرات المغربية التي كانت بدايات عمل سياسي في إطار المشاركة لجميع الأطراف المتنازعة باللقاءات فريدة من نوعيا على الساحة السياسية الليبية.
الحوار آنذاك كان في يوليو من عام 2015 حوارا لتشكيل حكومة موحدة وطنية توافقية، حكومة تخدم الصالح العام الليبي واعتماد المجلس النواب الذي يتواجد اليوم في مدينة طبرق والمنتقل إلى مدينة بنغازي في الأيام القادم بصفة أن البرلمان الهيئة التشريعية الشرعي لدولة الليبية المنصوص وفق الدستور الليبي ومجلس أعلى للدولة الذي أصبح مقره في العاصمة الليبية طرابلس.
التقارب بين الفرقاء كان دائما على نطاق أفراد القيادات السياسية من مجلس النواب ومجلس الرئاسي والقائد العام للقوات المسلحة الليبية في أجاد دور هاما للدول الجوار الدعم الإقليمي مع ليبيا عبر ممثلين من المنظمات العربية واللجنة الإفريقية مع جانب ممثلين الاتحاد الإفريقي ومنظمات دولية عند الآليات المعنية لتسويه الأزمة الليبية الخانقة.
ومع هذا كله ليم يتسنى على الرفقاء الليبيون أن يجدوا لنفسهم رؤية إستراتجية مستقبلية ثاقبة، ورؤية مجتمعية ليبية تعمل على إغلاق صفحات الماضي من فصول أعمال سياسية ولى عليها الزمن التي تعمل جر ليبيا إلى الوراء بدون التعلم من العبر والعضات التي أدرجة في صفحات فصول تاريخ ليبيا .
التوقع من رفض اللقاءات مع الإطراف السياسية الليبية الأخرى يعتبر عامل مخيف الذي من شأنه عامل يعمل على تدمير الرؤية المجتمعية الليبية التي تعمل على الوصول إلى الحوار البناء.
الحوار مع الأطراف الليبية حوار استراتيجي وطني يعمل حقن الدماء الليبية ووقف التدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية والخدمية والاقتصادية والسياسية.
حوار ساعد على فتح أجواء المطارات والمواني التجارية ليفرض عامل الاستقرار على تراب الوطن الليبي مما يساعد على تأمين مكانة الدولة الليبية مع الدول المجاورة امنيا وعند ذالك نتخلص من الانغلاق الأفق الليبي وإحقاق الرؤية المجتمعية الليبية التي ترفع من معاناة أبناء الشعب الليبي.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس