كلما كنت أبدِع في اي عمل من الأعمال أو المقالات التي أكتبها.. أرى أن هناك دخيل ما على أفكاري يقطع أحبالها.. يجعلني أقوم بأعمال تافهة وبشكل لا إرادي: كأراجِع صفحتي لأتحقق من عدد المتابعين أو أقفِز على كل منشور  بقلق لأرى كم نسبة إعجاب او مشاهدة قد حصدت.. وحينها.. تبدأ الوساوس...

Image title

- انت تقوم بأعمال استثنائية لم يقم احدا بمثلها..انت تصنع و تُحاوِر و تَطهو و تكتب ..

لماذا إذاً انت غير مشهور كهؤلاء التافهين المشهورين الذين لا هدف ولا غاية من أعمالهم.. أو كهؤلاء العظماء والذين أعمالهم لا تزيد في جمال وبراعة خاصتك؟!

لماذا لا تعبّر عن نفسك وتُظهر للعالم ما انت؟! 

لماذا لا تتحدث أكثر مع مَن تتحدث معهم وتِخبرهم بما تريد أكثر عنك ؟! 

أُجادل و أحاول التحكم بالامور :

- وما فائدة ذلك طالما انا لا أخبئ ما أصنعه ؟!

- وما الذي يميزهم عنك من هم أقل منك ابداعا الا أنهم أكثر منك شهرة ومالا ؟!

- بالنسبة للشهرة فأنا لا أريدها وأرضى بهذا القدر .. وأما بالنسبة للمال أيها النذل ، فيكفي ان أملك ما يطعمني ويأمن لي ما أحتاجه من ضروريات .

- على راحتك.. ولكن إعلم انك ستبقى في جُحر ولن يعلم أحد بوجودَك من الأساس ، بل وهناك العديد من الاشياء التي تحب فعلها لن يكون لك أثر بها دون الشهرة ، لن يسمع أحد برأيك!

- ليس صحيح.. وليس شرط ان أصل للشهرة لأتحقق من ان ما أصنعه قد أثّر بالفعل.. فلقد قلتها بنفسك: معظمهم تافهين او غير بارعين كفاية.. إذا لماذا تُصِّر ان أكون معروفا لدى أغلب الناس او حتى أعمالي و رأيي كما تدعي؟! وحتى أعمالي لا تستحق ذلك الكم من التعظيم !

أم هذه إحدى تدابيرك الملعونة التي تحاول دائما ايقاعي بها تحت هيمنة مشاعري.. على كل حال .. كن على يقين انك مهما حاولت إقناعي فمازال القرار بيدي وانا الوحيد من يمكنه تحديد الحاجة للشهرة أم لا !

انتهيت من هذا الملعون لوسيفر -يمكنك ان تعتبره شيطان رجيم- وكان النصر لصالحي هذه المرة ، وهذا بعد ان اسنفذ وقتي وتفكيري.. ولكن لا أضمن في أي موضوع المرة المقبلة سيُناقشَني به ومن منا سينتصر !!

..فهذه المرة وأعني حاليا .. قد انتصر بتأخيري في النوم على موعد هام كان لابد ان استعد له بعد ساعات قليلة.. ولكن أعتقد أنني أنتصرت قبله في كتابة ونشر هذه المقالة قبل تَشتُت أفكاري وضياعها . 

- نور الدين خالد