مؤتمر جزيرة رودس اليونانية.. خفيّ إسرائيلي للمتاجرة بقضية يهود ليبيا    

جمعت الجزيرة اليونانية الفترة الماضية مجموعة من الأشخاص من بينها شخصيات إسرائيلية وشخصيات يهودية ليبية من أصل ليبي بحجة بحث مسالة يهود ليبيا الذين لم تبقى منهم أحدا في الوطن الليبي، ليبيا في الوقت الراهن تمر بمرحلة عصيبة جدا و تتعرض إلى الدمار شامل من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كنا نتوقع من هذا المؤتمر أن يكون مؤتمر يمثل يهود ليبيا ولا يمثل الكيان الصهيوني في جزيرة رودس اليونانية لغرض نصرت الشعب الليبي في محنته الخانقة من دمار للبنية التحتية والفوقية واغتيالات وتهجير المواطنين الليبيين من بلادهم وإرساء دعائم الديمقراطية المدنية التي تكفل مشاركة الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والأيدلوجية والدينية.

مشاركة اليهود الليبيين في مؤتمر رودس اليونانية كان يفترض فيها حتى من الناحية الشكلية الرؤية المجتمعية الليبية وليس الرؤية المجمعية الإسرائيلية التي تعمل على تواصل الإطراف الليبية الأخرى للوصول إلى حلول ناجحة لمشاكل الوطني الليبي وقضاياه المتعددة.

أن الخيار أمامنا جميعا هو خيار رقعة وطن ليبي في آمنه واستقراره، وطن يطلق عليه "ليبيا الكبرى" التي تجمع المتنازعين إما دينا أو سياسيا أو حتى اجتماعيا واقتصاديا ليكون الخيار خيارا دائما وليس خيارا مؤقتا وصوريا على تراب الوطن الليبي.

 عند الوقت الراهن ليس من الحكمة الترحيب بحكومة الإنقاذ الوطني الليبي من قبل رئيس اتحاد يهود ليبيا ولكن الحكمة أن يتواصل يهود ليبيا مع الشعب الليبي والتضامن معه في محنة التي يمر بها في هذه الأيام العصيبة في تاريخه المعاصر عن طريق المساعدات الاجتماعية والإنسانية والطبية والمعنوية والمالية.

التعامل مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي ليس هو الحال الصائب كما يكون واجب علينا التعامل مع الجالية اليهودية الليبية في المهجر، لن ليبيا لا تربط بالدولة العبرية أي علاقات دبلوماسية وسياسة ولا حتى اعتراف رسميا بالكيان الصهيوني الإسرائيلي ، ولهذه الأسباب الجوهرية  في الخلاف بيننا وبين الجالية اليهودية الليبية في المهجر مما يعرض الجالية اليهودية الليبية الكثير من الخطر في وقوع قبضة الكيان الصهيوني.

ليبيا دولة عربية إسلامية والإسلام دين الدولة الليبية والتعامل مع ليبيا تعامل إسلامي عند  وجود وعاء جامع لديانات السماوية وللكل الحق في التعايش السلمي في دولة ليبيا الكبرى، من بعد إرساء القواعد الديمقراطية التي تكفل للجميع خطوات النجاح من اجل تحقيق الأمن والاستقرار وتهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية الليبية الشاملة .

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس