تعرّفت عليها وأغرمت بها.. رغم ما اعتادت شخصيتي الخجولة الصامتة ان تخذلني. ووصلت لما كنت اسعى الحصول عليه دائما ...Image title

رأيتها لأول مرة عندما كنتُ مع قريبي ذاهبين للبقالة التي تَعمل بها . دار جِدال فكاهيّ  بَيننا حول نوع معين من التونة التي سأشتريها.. قرأت ما يمكنني قرائته في تلك الشخصية ، ومن تلك اللحظة زاد شغفي في اكتشاف تلك الشخصية وتلك الروح  ، وهاجت عواطفي أكثر لما سأخبرك به لاحقا...

 كان الوقت بعد منتصف الليل حينها - البقالة تظل تعمل لوقت متأخر عادة - ويمكنك أن تقول أن ذاك الوقت كان وقت مرح وترفيه لنفسنا جميعاً .. فالأجواء كانت معبأة بالحماس والضحكات العالية والوجوه الحمراء  وهذا ما اتاح لعواطفي ان تفلت فيضانات من السعادة والبهجة اكثر من الموجودين، كنت اتصرف وكأنني طفل.. طفل مغمور بالسعادة لأنه رأى شخصا أحبه لما رآه لأول مرة ...

حصلت على ما كانت غريزتي تخطط له منذ تلك المصادفة! من ذلك الجمال الذي لم ترى مثله عيناي.. الجمال الخالي من مستحضرات التجميل . اعرف فيما تفكر به الآن .. لكن يجب ان أتوقف هنا واكمل بجدية.. فلقد حصلتُ على الفِكر والروح الذي كنت أبحث عنهما (وليس عن الجسد المثير للغرائز كما كنتَ تتوقع) ، بل و ليس في أي مخلوق .. في أنثى في هذا الزمن ! أنثى تتعامل مع جميع اشكال افراد المجتمع يوميا بأحسنهم وأسوأهم !

أعلم انك اعتدت ان تسمع كلام غير هذا في قصص العلاقات العابرة .. فالعلاقة "العابرة" التي وقعتُ بها لم تكن في مشهد شخصين تجمعهما غرفة واحدة مغلقة بمفتاح لشيطان اقنعهما بان ما سيحدث لاحقا هو مكافئة لغريزتهما ،انما كانت علاقة عابرة من نوع آخر ..

أن تتصرف ببرائتك رغم كل أيام الخبث التي وقعت روحك ضحيتها .. أن تكون معرفتك بأنثى لا تقربلك معرفة أخ وأخته دون شرط ان تكون معرفة نهايتها زواج وعيش في سعادة ، ناهيك ان هذه النهاية مقدّرة فقط اذا كانت الروح قوية على وساوس شيطانها .. فالمبدأ  أن تستمتع بما لديك بالشكل المفترض والصحيح .

 بالفعل علاقة غرامية .. بين روحين لا جسدين . وبالفعل هي مثيرة .. مثيرة للاهتمام بين الطرفين وليس للغرائز .

تمّت 

-------------------------------------

انا لا أعارض تطور العلاقة بين شخصين لتصل الى "الحب" .. ولكن اعارض الجهل الذي أدى الى اعتقاد الناس بكلمة "حب" له معنى واحد لا أكثر - وحتى المعنى الشائع لا يُعمل به بالشكل الصحيح - وأن ارى ذلك المشهد في كل فيلم عندما الفتى يحدّث ابيه : ابي.. انا أحب . والأب يظهر انه منصت بإهتمام و يجاوب بسذاجة قاتلة : ما زلت صغيرا على هذه الامور يا حبيبي

وأفسّر ان هذا هو السبب الرئيسي لمعرفة الشباب للفتيات في فترة المراهقة ، او بالاصح : الفترة التي يشعروا بأنهم لم يزالو صغارا على "هذه الامور" -اي الحب- ، هي تلك الكلمة التي جائت لهم بالآلام كلما نطقوها لآبائهم او أمهاتهم ، ليست آلام جسدية بالطبع .. انما نفسية : إحباط وقلق و انطوائية و توحد . 

ليس بمشكلة ان تسمع ابنك او بنتك يخبراك بانهم يحبّان احد زملائهم بالمدرسة او ابن جاركم .. انصت لهم بدل اطلاق تلك الجملة المشؤومة .. وحاول تشجعهم بالأمر أكثر وتوضح لهم الكثير .. ويا حبذا بان تدمج مثل هذه الامور بأحداث وقصص دينية تشجعهم على استغلال الامر بالشكل الصحيح الذي ينفعهم في المستقبل..

وفي النهاية .. لا تكن مغفلا وفكر مرة أخرى وأخرى قبل ان تتفوه بكلمة أو تقم بعمل يكون عاقبة لك يوم الحساب.. فلسانك حُصانَك ! 

والكمال لله .

#بقلم_وكيبورد/نور الدين خالد