الأسس التي ترتكز عليها الدولة الليبية ليس في الشعارات والخطب بل في المشاركة السياسية التي أتت بعد مشاورات واجتماعات مكثفة في عدة دول أجنبية وعربية من بينها في ما تمخض عند اتفاق الصخيرات المغربية الذي كان يرمز إلى مقومات فرص التقارب لوجهات النظر المختلفة عند عملية الحوار الوطني الليبي.
المشاركة في الحكومة الوطنية الموحدة عند جسم مجلس الرئاسي الليبي يعمل على أنجاح الدولة الليبية ويعمل على تقليل احتمالات الفشل السياسي الذي تمحور عند وجود جسمان آخرين، جسم مجلس النواب وجسم مجلس الدولة، ليحددان فيها قضايا الوطن الأساسية المهمة و يكونان عاملان استراتجيان على الابتعاد عن النازعات المتواجدة عن الأجسام السياسية الثلاثة.
الجسمان المتمثلان في مجلس النواب ومجلس الدولة يعملان على فرض نتائج متوازية بين الأطراف الثلاثة في حلحلة الأزمة السياسية القائمة في مجالات مهامهم واختصاصهم ومسؤولياتهم أمام الشعب الليبي.
خطوات نجاح تضم حكومة الوفاق الوطني من أجل تحيق الأمن والاستقرار وتهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية الشاملة، ولكن مدى استجابة مجلس النواب لهذه الحكومة المصغرة للشكوك المتواجدة في المنطقة الشرقية حول ما تعنيه لخدمة الشرق الليبي من إصلاحات وترميم وبناء في وجود دولة ليبيا موحدة برغم من أهمية مشروعية حكومة الوفاق الليبية أماميا التي حصلت عليها دوليا.
الروية المجتمعية الليبية هي التي تقود ليبيا إلي التلاحم على مائدة الحوار و التوافق الوطني الليبي أي أن الأطراف السياسية الليبية المختلفة في الرأي والتصور لها أيضا الثقل السياسي في تدابير وترتيب المؤسسات الحكومية الليبية عند تكوين حكومة وطنية موحدة ومجلس رئاسي موحد ومجالس بلديات موحدة تحت نظام سياسي متكامل.
مخرجات الحوار من الروية المجتمعية الليبية هي التي تشكل الحكومات المتعاقبة المستقرة التي تعمل على الكلفة السياسية الأقل من النواحي الاجتماعية والاقتصادية في ظروف عصيبة تمر بها ليبيا.
وعند رأي الشعب الليبي، ما محتاجين اليوم من شعارات وخطب وزيارات دول عربية وأجنبية بقدر ما نحتاج إلى خدمات صحة وتعليم وإعادة إعمار وبناء وصيانة المدارس والمستشفيات والى الإصلاحات الاقتصادية الشاملة وغيرها من أمور المهمة التي تخدم الصالح العام في ليبيا.
حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة الشرعية في الدولة الليبية والتي صرف عليها مبالغ مالية هائلة من ميزانية الدولة الليبية فعليها صياغة الروية المجتمعية الليبية المشتركة والتواصل مع الأطراف الليبية الأخرى للوصول إلى حلول ناجحة لمشاكل الوطن وقضاياه المتعددة لان الحوار مع جميع الأطراف المتنازعة ليس خيارا مؤقتا وصوريا كما يعتقد البعض ولكن هو خيارا دائما لمصلحة الوطن الليبي ومستقبله الزاهر في التعايش السلمي بين الجميع.
جميع الأطراف ينادونا بالحوار والتوافق ولكن المشاكل السياسية من ناحية التهجير والهجرة خارج الوطن والقوة العسكرية في الجيش الوطني الليبي والمليشيات المسلحة الليبية لزالت عالقة لتكن مصدر قلق في تشكل محور الحوار والتوافق بينهم.
الدولة الليبية مرتبطة بالروية المجتمعية الليبية، روية فيها العناصر الأساسية التي تستوعب الجميع من الهويات المتعددة التحتية والفوقية في شرعية دستورية وطنية تعمل على استرجاع الدولة المدنية الليبية، الدولة الديمقراطية الوطنية الليبية المتكاملة البينيان المرصوص.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس