في قانون الحياة أنت من يعطي السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر لمن تعتقد أنهم يفوقونك قوة ومقدرة. في حين تتملكك فكرة ما وتسيطر على عقلك وتجعلك خائفا من شخص ما ولديك عنده حاجة، فإنك أنت نفسك من تعطيه السلطة المطلقة كي يهبك ما تريد أو يمنعه عنك.

تأمل في ذلك. كم من المرات تملكتك فكرة الخوف من شيء ما، وأخذت تتلوى في فراشك، وكل ما يشغلك هو كيف تُحدِّث هذا وكيف تقنع هذا. في حين أن في كثير من الأحيان لا هذا ولا هذا لديه السلطة عليك. بل أنت من تعطيه السلطة و زمام الأمور و الصلاحية المطلقة حين تشعره أنك ماثل أمامه بإنتظاره هو أن يقول لك نعم أو لا.

وإن فكرت في الامر ملياً، لوجدت أنك و بمجرد أن تشعره بأن الأمر بيدك وأنك في الحقيقة تخبره الأمر لا تخيره، حينها فقط ستراه يتراجع خانعاً لا سلطة له عليك. لأنك و بكل بساطة أمسكت بزمام أمرك بيديك.

هو مجرد أسلوب حديث. حين تذهب لمحادثة شخص ما ، وأنت تعتقد أنه يملك أن يقول نعم أو لا، في حين أن جميع المعطيات والدلالات الحسية والمعنوية أمامك تخبرك أن لا طاقة له بك. حينها تكون أنت بداخل عقلك قد صنعت قيدك بنفسك، ثم ذهبت بكامل قدرتك الجسدية وبنصف قدرتك العقلية إليه مشيرا له بطريقة غير مباشره أنك تنتظر منه العطاء أو المنع.

حين تذهب اليه خانعا متذللا متحدثاً بنبرة صوت خافتة وبعينين ذابلتان راجيتان راضاه وبيدين ملتحمتين تتصببان عرقاً خوفا وتذللا، كل ذلك يضع من أمامك في منزلة الوصي عليك ولي نعمتك ومالكك الذي لا مهرب لك منه، حتى لو كان هذا مجرد أخ أو أخت أو صديق أو حتى عامل نظافة.

هذه ليست دعوة للتمرد اللا عقلاني و للمشاحنات والمنافرات، إنما هي لأخذ الامر بالقياس. فعندما تيقس ما تريده بالأمور المادية الواقعية، وتجد أنه من الصعب عليك التمرد على رئيسك في العمل أو والدك أو زوجك أو زوجتك لأن بين يديهم ما يمتلكونه فعلا ولا تستطيع أنت أخذه الا بالتراضي، حينها فقط يجب أن تحكم عقلك وتوازن الأمور وتأخذ ماهو لك و تترك ما للاخرين لهم.

ولكن إن كان القيد مجرد قيد عقلي صنعته انت بخوفك، حينها يجب أن تراجع حساباتك وتكتشف أين يكمن منبع السلطة و من يمتلكها.